خارج المقصورة
«كتر أفراحنا».. ليس مجرد تعبير عابر، بل هو لسان حال مجتمع سوق المال هذه الأيام، بعد القفزة التاريخية التى حققتها مؤشرات البورصة المصرية، وصعود مؤشرها الرئيسى إلى قمة تاريخية غير مسبوقة.
أجواء من البهجة والارتياح سادت أوساط المستثمرين، بعد تصريحات محمد صبرى، نائب رئيس البورصة، التى شكّلت نقطة تحول فى المشهد الاستثمارى، وحملت سبع رسائل جوهرية أعادت الثقة وأطلقت طاقات التفاؤل داخل السوق.
رسائل صبرى لم تكن مجرد كلمات دبلوماسية، بل جاءت محملة برؤية مؤسسية عميقة، أكدت أن الإجراءات الرقابية ليست سوطًا يُرفع على المستثمرين، بل مظلة أمان لحماية أموالهم وضمان استقرار بيئة الاستثمار. كما شدد على أن البورصة ليست ناديًا للأثرياء أو ساحة مضاربة مؤقتة، بل هى شريان تمويلى حيوى للاقتصاد الوطنى، وأن الرقابة الفاعلة لا تقوم على المظاهر، بل على جوهر العدالة والشفافية والمصداقية.
هذه الكلمات التى لمست وجدان مجتمع المال، تحولت إلى وقود دفع قوى لحركة المؤشرات، التى بدت وكأنها تعزف لحنًا صاعدًا يروى قصة ثقة متجددة فى السوق المصرى. ارتفعت السيولة، تسارعت التداولات، وبدأت الأسهم تنبض بالحياة من جديد، ليعكس ذلك إصرار إدارة البورصة بقيادة الدكتور إسلام عزام ونائبه محمد صبرى على إعادة رسم خريطة السوق وتطوير المنظومة من الداخل بروح جديدة.
ولم يكن ذلك المشهد منفصلًا عن التحولات الإقليمية، فالتطورات الإيجابية الأخيرة على صعيد وقف إطلاق النار وعودة الاستقرار لقطاع غزة، بجهود دبلوماسية مصرية خالصة، أسهمت فى تهدئة التوترات، وأعادت الثقة فى المنطقة كوجهة استثمارية آمنة، وهو ما انعكس على شهية المستثمرين الأجانب ودخول سيولة جديدة إلى السوق المحلى.
لعبت الصفقات والاستحواذات الكبرى دورًا إضافيًا فى ضخ الزخم داخل السوق، لتتشابك العوامل الداخلية والخارجية فى مشهد واحد، خاصة فى ظل الموجة المتصاعدة من هذه الصفقات التى اجتاحت السوق خلال الفترة الأخيرة، لتضخ مزيدًا من الحيوية فى شرايين التداول، عكست القيمة الحقيقية للشركات المصرية وأنها ما زالت كامنة، وأسعار الأسهم الحالية لا تعبّر بعد عن ثقل أصولها ولا عن إمكاناتها التى تُقدّر بالمليارات.
< ياسادة.. الثقة تتجدد.. والسوق يعانق قممه بروح تفاؤل لا تعرف التوقف.