رئيس حزب الوفد ورئيس مجلس الإدارة
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس التحرير
سامي أبو العز
رئيسا التحرير
ياسر شورى - سامي الطراوي
رئيس حزب الوفد ورئيس مجلس الإدارة
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس التحرير
سامي أبو العز
رئيسا التحرير
ياسر شورى - سامي الطراوي

كاريزما

مائة عام تمر هذه الأيام على ميلاد المخرج المصرى العالمى يوسف شاهين (يناير ١٩٢٩- يوليو ٢٠٠٨)
ترك للمكتبة العربية أكثر من ستين فيلمًا؛ فى عام ١٩٩٨ شارك فى مهرجان اميان السينمائى بفيلم (المصير) وفازت مجمل أعماله على جائزة السعفة الذهبية؛ فى مهرجان كان السينمائى بمناسبة الذكرى الخمسين للمهرجان.
<< فيلم يوسف شاهين (العصفور) أخرجه عام ١٩٧٢؛ وصادره جهاز الرقابة على المصنفات الفنية لمدة عامين؛ وجاء فى تقرير الرقابة أن الفيلم سياسى ثورى يعبر عن حياة المصريين بعد هزيمة ١٩٦٧. وكشف الفيلم عن حالة اللا سلم واللا حرب؛ التى جعلت الشعب المصرى بل والعربى كله فى حالة تشتت وانكسار؛ وأكدت الرقابة أن الفيلم من شأنه تهييج الرأى العام حول معرفة أسباب الهزيمة.
<< تم عرض الفيلم عام ١٩٧٤ بعد انتصاراتنا فى حرب أكتوبر المجيدة عام ١٩٧٣. ورأى الكثير من المثقفين أن قرار عرض الفيلم فى هذا التوقيت؛ كان حكيمًا ومناسبًا لحصاد أفلام العبور؛ الفيلم تأليف وإخراج يوسف شاهين؛ وشارك فى كتابه السيناريو والحوار الكاتب السياسى لطفى الخولى؛ وفيه شهادة حادة وصريحة لمصر بعد انكسار ١٩٦٧ واستقراء السياسة الدولية وضغوطها على مصر؛ إلى جانب مظاهر الفساد السياسى فى كثر من المؤسسات الحكومية المؤثرة فى صنع القرار مثل الاتحاد الاشتراكى العربى والتنظيم الطليعى. شارك فى كشف الفساد الحكومى الفنان صلاح قابيل الصحفى الجاد الذى يواصل فضح ممارسات بعض المسئولين فى الدولة؛ والتى أدت هى وغيرها– فى سرعة هزيمة الخامس من يونيو ٦٧.
<< أهمية الفيلم أنه أول من تبنى قضية من المسئول عن الهزيمة؛ وقد تصاعدت المظاهرات عام ١٩٦٨ فى الجامعات المصرية تطالب بمعرفة: من المسئول عن النكسة وتصاعدت مطالب المتظاهرين حين رفعوا شعارات تقول (لا صدقى ولا الغول عبدالناصر المسئول) كما طالبت بالمزيد من الإصلاحات فى المجال العسكرى حتى يمكننا أن نتجاوز  آثار الهزيمة.
<< فيلم العصفور ترك انطباعات إيجابية لدى المشاهد المصرى الذى أحس أن هذا العمل الفنى (وضع النقاط فوق الحروف) فقد كان سباقًا فى كشف أسرار حرصت السلطة– على إخفائها؛ أو على الأقل تأجيلها مثل حقيقة مصداقية قرار التنحى الذى أعلنه الرئيس جمال عبدالناصر وحقيقة الحشود التى ملأت الشوارع فى القاهرة والمحافظات؛ فى أعقاب إعلان قرار التنحى؛ فى التاسع من يونيو ١٩٦٧. فقد اشعل المظاهرات شباب الاتحاد الاشتراكى العربى والتنظيم الطليعى مما عجل الناس للنزول فى الشوارع.
<< لم يكن فيلم العصفور هو الوحيد الذى عبر الهزيمة فقد كانت اسباب الهزيمة فى كثير من أعمال شاهين؛ مثل حدوتة مصرية واسكندرية كمان وكمان والقاهرة منورة بأهلها.وقد اثار جدلًا واسعًا فى الأوساط السياسية.
[email protected]