عاجل
رئيس حزب الوفد ورئيس مجلس الإدارة
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس التحرير
سامي أبو العز
رئيسا التحرير
ياسر شورى - سامي الطراوي
رئيس حزب الوفد ورئيس مجلس الإدارة
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس التحرير
سامي أبو العز
رئيسا التحرير
ياسر شورى - سامي الطراوي

كلام فى الهوا

كبش الفداء مصطلح له كثير من المعانى، ولعل من أشهر تلك المعانى المعنى الدينى الذى يرمز إلى أنه «كفارة» إلا أنه فى الحياة الاجتماعية له معنى أشد عمقاً؛ فهو يحمل شخص أو مجموعة مسئولية كل الشرور الموجودة فى المجتمع، هنا ووفقاً للتقاليد الراسخة لدى المجتمعات يتخلى الناس عن عقولهم ويتصرفون بقسوة مع هذا الشخص أو المجموعة ويقومون برجمه حتى الموت للانتقام جراء ما لديه من شر. ويوضح هذا أن الناس يمكن أن يهاجم بعضها البعض إن كانوا جزءاً من مجموعة كبيرة دون تفكير فى العواقب التى يمكن أن يتصدع منها المجتمع من عدمه. ولعل من أشهر القصص التى تدور حول هذه الفكرة «عروس النيل» تلك الشابة التى لم يسبق لها الزواج وتقديمها للنيل لإرضائه من أجل المياه، فكان يتم اختيار هذه العروسة بالقرعة ومن تختارها القرعة لا تستطيع أن تعبر عن الظلم الواقع عليها، هذه الفكرة قائمة على أساس معتقدات غير منطقية يتخلى بها الناس عن عقولهم ويهاجمون بعضهم البعض بعيون معصوبة دون تفكير فى العواقب أياً ما كانت، ودون أى تردد فى صحة ما يفعلون من عدمه. وهذا المثل كان فى أزهى عصور الحضارة المصرية القديمة أصحاب العلوم فى مختلف مناحى الحياة منها البناء والفلك والتحنيط، هذا يؤكد أن فكرة كبش الفداء لا يحدها مكان أو زمان.