رئيس حزب الوفد ورئيس مجلس الإدارة
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس التحرير
سامي أبو العز
رئيسا التحرير
ياسر شورى - سامي الطراوي
رئيس حزب الوفد ورئيس مجلس الإدارة
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس التحرير
سامي أبو العز
رئيسا التحرير
ياسر شورى - سامي الطراوي

كنوزوطن

لا يمكن الحديث عن الهوية المصرية دون التوقف أمام الفن الذى شكّل وجدان أجيال، وأصبح مرآة تعكس مشاعر هذا الشعب فى السلم والحرب. 

من معابد الفراعنة ونقوشهم الخالدة، إلى صوت أم كلثوم وهى تشدو «أنا الشعب»، ظل الفن المصرى الجميل رفيق الوطن فى كل محطاته الكبرى، وبخاصة حرب أكتوبر 1973.

فى وقت حمل فيه الجنود السلاح، كان الفنانون يحملون الميكروفونات، لم تكن الأغنية الوطنية مجرّد ألحان، بل كانت شحنة وجدانية تهزّ الروح وتدفع بالمعنويات نحو السماء. غنت شادية «يا حبيبتى يا مصر»، وصوت عبدالحليم حافظ اخترق القلوب بـ«عاش اللى قال»، ليصبح الفن أحد أبرز أدوات المعركة النفسية.

هذه الأغانى لم تكن فقط رسائل دعم للمقاتلين، بل أيضًا صوت الشعب الذى التفّ حول جيشه. ومن رحم هذه الفترة، وُلدت مدرسة من الأغانى التى بقيت حتى اليوم شاهدة على ملحمة العبور.

فى هذا الإطار، سعدت بحضور أمسية غنائية ساحرة فى قصر عابدين، ذلك القصر الذى شهد لحظات من تاريخ مصر السياسى، ليعود اليوم ليشهد لحظات من تاريخها الفنى. 

الحفل جمع صوتين من ألمع نجوم مصر: آمال ماهر ومدحت صالح.

آمال ماهر بصوتها الملائكى التى أعادت إلينا وهج الزمن الجميل، بينما جسّد مدحت صالح بروحه وحضوره المميز عبقرية الفنان الذى يعرف كيف يلامس قلوب الجمهور.

مع كل أغنية، كان الجمهور يتفاعل وكأننا نعيش لحظات وطنية مجيدة، نستعيد فيها عبق الأغانى التى حفرت نفسها فى ذاكرتنا الوطنية.

لم يتوقف الأمر عند هذا الحد، حضرت أيضًا حفل صوت الأوبرا، الذى أضاء سماء القاهرة بثلاثة من عمالقة الطرب: هانى شاكر، محمد ثروت، ومحمد الحلو. 

كل منهم حمل راية مدرسة فنية أصيلة، تتكئ على الصوت، والإحساس، والكلمة الراقية.

هانى شاكر، أمير الطرب، بكى الجمهور بصوته الحنون، بينما محمد ثروت قدّم وصلة من الأغانى الوطنية والروحية جعلتنا نعيش لحظات من الخشوع والانتماء. 

أما محمد الحلو، فكان كعادته صاحب الحنجرة الذهبية التى تُشعرنا بأن الوطن أغنية لا تنتهى.

فى الختام...

فى كل نغمة تُعزف، وكل كلمة تُغنّى، نكتشف أن الفن المصرى الجميل ضرورة وطنية، فى الحرب كان سلاحًا، وفى السلم صار ذاكرة وحنينًا وهوية.

ومثلما عبرنا القناة بالسلاح، عبرنا بها أيضًا بالأغنية، وما زال صوت الفن المصرى الجميل يذكّرنا دومًا بأن مصر تستحق أن نغنى لها... ونحيا من أجلها.