كلام فى الهوا
هى كلمات اعتبرتها ثورة لعميد الأدب العربى الدكتور طه حسين.. يقارن بيننا وبين بلاد الكافرين، حيث قال «فى الغرب لا يوجد شيء مقدس سوى الإنسان، وعند المسلمين كل شيء مقدس ماعدا الإنسان» أوجز الرجل بكلماته.. فكل المقدس لدينا يعتمد على انعدام الوعى الحقيقى وانتشار الجهل، وأصبحنا نصدق كل ما يُقال لنا من غير تفكير. وتأتى إحدى الحكايات لملك ومستشاره المفضل الذى يُفضى له بسره ويُعاونه فى الرأى، فسأله الملك أيهما أفضل المُقدس أم الجاه !! قال المستشار : بالطبع يا مولاى الشيء المقدس أفضل عند الناس، واختلف الملك مع مستشاره، وأمر بإحضار أحد الفقراء ومنحه الجاه والسلطة وألبسه أفخر الملابس وقربه إليه، فأصبح ذا نفوذ وذو مكانة بين الناس، وطلب من مستشاره الرأى، فإذا بالمستشار يستأذن الملك فى الانصراف وينزل إلى السوق، فشاهد حماراً ضعيفًا لا يقدر على الوقوف، فوقف أمامه وانحنى له وشاهده الناس الذين سألوه لماذا تفعل ذلك !! فقال لهم إنه يعرف هذا الحمار جيداً، حيث ركبه العديد من رجال العلم، وأخذ يُعدد لهم أسماء علماء المسلمين، فقام الناس على الفور بالركوع للحمار واشتروا له «بردعة جديدة» ووضعوا له العُشب الوفير، ومن يومه أصبح للحمار مكانة يتبارك بها أهل البلاد باعتباره حمارًا مقدسًا، وعاد للملك وقال له إنك تستطيع عزل من أحضرته ومنحه الجاه والعودة إلى ما كان عليه، أما الحمار فصار شيئًا مقدسًا لا يستطيع أحد الاقتراب منه، وهذا كله بسبب الجهل وانعدام الوعى.