بلطجة تحت عباءة السياسة.. مشاجرات انتخابية في أول يوم ترشح

اشتعلت شرارة المشهد الانتخابي منذ الساعات الأولى لفتح باب الترشح، وتحولت ساحات المحاكم التي يفترض أن تكون رمزا للنظام والقانون إلى ميادين للفوضى والتدافع والصراخ، بعدما تبادل المرشحون وأنصارهم الاتهامات والضربات في معركة أسبقية الدخول وحجز الرموز الانتخابية. 

بدا اليوم الأول وكأنه اختبار حقيقي لمدى التزام المرشحين بأخلاقيات المنافسة، لكنه سرعان ما كشف الوجه الآخر للحياة السياسية المليئة بالعصبية والمصالح، حيث ضاعت شعارات "خدمة المواطن" وسط غبار الاشتباكات وصيحات الغضب، لتتحول بعض المحافظات إلى مشهد انتخابي ساخر لا يليق بصورة وطن يسعى لبناء ديمقراطية حقيقية.

من طنطا إلى دمياط .. مشاجرات انتخابية تهز المحافظات المصرية

نشبت مشاجرات أمام محكمة طنطا في محافظة الغربية حين تدافع المرشحون وأنصارهم للمرور أولا إلى لجان الترشح وبدأت الأزمة بتراشق ألفاظي وتحشيد أنصار واندفاع بالأيدي وتحولت ساحات المحكمة إلى مسرح للصراع وإلى تدخل أمني عاجل لفض الحشد وإعادة النظام في الساعات الأولى من صباح اليوم

مركز دمياط وساحات التنازع

في دمياط أمام محكمة الشطا أعلن عن وقوع مشاجرات بين أنصار مرشحين متنافسين إثر محاولة البعض اقتحام المقر لقفل الباب وحجز الرقم الرمزي المفضل فاندلعت اشتباكات بالأيدي وتحرك حراس اللجنة للتصدي للفوضى والحيلولة دون تفاقم الخلاف

الدقهلية والصراع على الأسبقية بالقوة

واجه المرشحون وأنصارهم في المنصورة بمحافظة الدقهلية صعوبة في الدخول للمقرات الرسمية رفض البعض الانتظار ودخل بالضغط ما خلق فوضى وصراخ واشتباكات في مدخل اللجنة مما اضطر الأمن للتدخل وتنظيم الاصطفاف وتقسيم الدخول

قنا واشتباكات بسبب الدخول أولا

في قنا وأمام المجمع القضائي تجمع المرشحون في الطابور وتنافسوا بدافع الدخول أولا وحدثت مشادة شديدة بين مرشحين متنازعين على الأسبقية وتبادلوا الاتهامات بالرشوة والضغط وارتفعت الأصوات وتدخلت الحراسة لفض الاشتباك وإعادة فتح الطريق

أسوان رحبت بالترشيح باحتفال نسبي

على النقيض في أسوان شهدت مداخل المحكمة احتفالات من أنصار مرشحين منطقيين وهدوء نسبي حيث تم الترحيب بالمشاركين دون أن تسجل حالات عنف أو اشتباك ملحوظ مما أضفى على المشهد طابعا مختلفا مقارنة بمحافظات أخرى

تحليل المشهد وغياب المنهجية

ما نراه من مشاجرات وانقسام عند بوابات الترشح يكشف عن غياب وعي بالقيم السياسية وانهيار مستوى الخطاب العام فالناس تراقب مرشحين يدعون خدمة المواطن وهم يتصارعون بالأيدي من أجل رقم أو رمز ما هذا سوى تكريس لبلطجة انتخابية لا لآداب التنافس النظيف وفي مجتمع تعرض للخذلان من مرشحين يحملون شعارات كبيرة

فلا شك أن أول يوم لفتح باب الترشح كشف أن الساحات أصبحت حلبات مشاجرات انتخابية وليست منبر منافسة محترم فالمواطن يستحق تمثيلا أخلاقيا لا من أشخاص يفتعلون التدافع أمام المحاكم ومقرات اللجان هؤلاء هم اللاعبون الذين يتحدثون عن آلام هذا الشعب بينما يضربون بعضهم أمام الأنظار