إنزاجي يمنح لاعبي الهلال يوم راحة إضافي ويضع برنامجًا خاصًا خلال التوقف الدولي

منح الإيطالي سيموني إنزاجي، المدير الفني لفريق الهلال السعودي، لاعبيه يومًا إضافيًا من الراحة بعد عودتهم من أوزبكستان، حيث حقق الفريق فوزًا مثيرًا على مضيفه ناساف كارشي بنتيجة 3ـ2، ضمن منافسات مجموعة الغرب من دوري أبطال آسيا للنخبة. ويأتي قرار المدرب الإيطالي في إطار حرصه على منح عناصر الفريق قسطًا من الراحة بعد المجهود الكبير الذي بذلوه في اللقاء، ورحلة السفر الطويلة التي تخللتها ظروف جوية صعبة.

وبحسب مصدر خاص، فإن إنزاجي فضّل تمديد الإجازة حتى يوم الثلاثاء المقبل، موعد استئناف التدريبات الجماعية، وذلك بهدف منح اللاعبين فرصة للتعافي البدني والذهني قبل الدخول في المرحلة التحضيرية الثانية خلال فترة التوقف الدولي الحالية، التي تتزامن مع أيام “فيفا” ومشاركة المنتخب السعودي في الملحق الآسيوي المؤهل إلى كأس العالم 2026.

وأوضح المصدر أن الجهاز الفني للهلال أعد برنامجًا تدريبيًا متكاملًا خلال فترة التوقف، يهدف إلى الحفاظ على النسق اللياقي والجاهزية الفنية للاعبين غير الدوليين، مشيرًا إلى أن إنزاجي سيعتمد على مجموعة من لاعبي درجة الشباب للمشاركة في الحصص التدريبية اليومية، نظرًا لغياب عدد كبير من العناصر الأساسية عن الفريق بسبب التزاماتهم مع المنتخبات الوطنية.

ويغيب عن صفوف الفريق العاصمي ما يقارب 14 لاعبًا، يتقدمهم سبعة من لاعبي المنتخب السعودي الأول وهم: محمد الربيعي، حسان تمبكتي، متعب الحربي، سالم الدوسري، محمد كنو، ناصر الدوسري، وعبد الله الحمدان. كما يغيب كل من أحمد أبو راسين، عبد الكريم دراسي، وعبد الله رديف لمشاركتهم مع المنتخب الأولمبي، إلى جانب غياب الرباعي الأجنبي: خاليدو كوليبالي مدافع منتخب السنغال، وياسين بونو حارس المغرب، وثيو هيرنانديز نجم فرنسا، وروبن نيفيش متوسط ميدان البرتغال، الذين انضموا جميعًا إلى منتخباتهم خلال فترة التوقف.

وأكد المصدر أن إنزاجي يعتزم الاستفادة من فترة التوقف لتصحيح بعض الأخطاء الدفاعية التي ظهرت في مواجهة ناساف، إلى جانب التركيز على تطوير الجانب الهجومي للفريق الذي بدأ يستعيد فاعليته تدريجيًا، بفضل الانسجام المتزايد بين الخطوط الثلاثة. كما يخطط الجهاز الفني لإقامة مباراة ودية واحدة على الأقل خلال الأسبوع المقبل للحفاظ على الجاهزية الإيقاعية للاعبين الذين لم يشاركوا بانتظام في الفترة الماضية.

ويأتي هذا القرار في وقت يسعى فيه الهلال إلى تحقيق توازن فني بين مشاركته المحلية والقارية، إذ يحتل الفريق حاليًا المرتبة السادسة في دوري روشن السعودي برصيد 8 نقاط بعد مرور أربع جولات، بينما يتصدر مجموعته في دوري أبطال آسيا للنخبة بعد أن حقق انتصارين متتاليين.

ويرى محللون أن منح اللاعبين راحة إضافية خطوة تعكس النهج الاحترافي لإنزاجي الذي يولي اهتمامًا كبيرًا بالجانب الذهني للاعبين، خصوصًا في ظل ضغط المباريات وتعدد المشاركات. فالمدرب الإيطالي، المعروف بأسلوبه المنضبط وتكتيكه المتوازن، يدرك أن الحفاظ على طاقة لاعبيه الذهنية لا يقل أهمية عن إعدادهم البدني.

ويُنتظر أن يستغل إنزاجي هذه الفترة لتجهيز بعض اللاعبين العائدين من الإصابة، إلى جانب منح الفرصة لعدد من الوجوه الشابة في الفريق لاكتساب الخبرة، تمهيدًا للاستعانة بهم مستقبلًا في منافسات الدوري والكأس.

ويأمل الجهاز الفني أن يعود الفريق بعد التوقف بأداء أكثر استقرارًا وتجانسًا، خاصة مع اقتراب المراحل الحاسمة من الموسم. فالهلال، رغم البداية المتذبذبة في الدوري، لا يزال أحد أبرز المرشحين للمنافسة على جميع البطولات بفضل عمقه الفني ونجومه ذوي الخبرة العالمية.

وفي ختام حديثه، شدد المصدر على أن سيموني إنزاجي يسير بخطة واضحة المعالم تهدف إلى بناء فريق قوي بدنيًا ومنظم تكتيكيًا، قادر على مجاراة ضغط المنافسات محليًا وقاريًا، مضيفًا أن الروح التي أظهرها اللاعبون في أوزبكستان كانت بمثابة مؤشر إيجابي على أن الفريق يسير في الاتجاه الصحيح تحت قيادة مدربه الجديد.

وبهذا القرار المدروس، يؤكد إنزاجي أنه يدير المرحلة الحالية بعقلية متوازنة تجمع بين الراحة والانضباط، في إطار استراتيجية طويلة المدى تسعى إلى إعادة الهلال إلى منصات التتويج محليًا وآسيويًا خلال الموسم الجاري