تحذير نبوي شديد.. "من خبّب امرأة على زوجها فليس منا"

قال مجمع البحوث الإسلامية بالأزهر الشريف، إن الإسلام شدّد النهي عن إفساد العلاقات الزوجية بين الرجل وزوجته، وعدّ ذلك من الكبائر التي تُغضب الله ورسوله ﷺ.
واستشهد المجمع بما ورد عن النبي ﷺ في الحديث الشريف: "مَنْ خبَّب عبدًا على أهله فليس منَّا، ومَنْ أفسد امرأةً على زوجها فليس منَّا"، رواه ابن حبّان وصححه، وهو حديث صريح في التحذير من السعي في التفريق بين الأزواج أو الإيقاع بينهما بالوشاية أو التحريض.
معنى «خَبَّب» في الحديث الشريف:
أوضح مجمع البحوث الإسلامية أن الخبب في اللغة يعني الإفساد والخداع، والمقصود في الحديث هو من يسعى لإفساد علاقة الرجل بزوجته أو الزوجة بزوجها بأي وسيلة، سواء بالكلام أو الإغراء أو الوشاية أو التحريض، فهو مرتكب إثم عظيم.
وأكد المجمع أن النبي ﷺ تبرّأ ممن يفعل ذلك بقوله "فليس منا"، أي أن هذا الفعل يتنافى مع أخلاق المسلمين ومع قيم المجتمع الذي يقوم على المودة والرحمة بين الزوجين.
جريمة أخلاقية واجتماعية قبل أن تكون دينية:
بيّن المجمع أن السعي لتخريب بيتٍ قائم أو إثارة الشك والغيرة بين الزوجين ليس فقط ذنبًا دينيًا، بل جريمة اجتماعية تترك آثارًا مدمّرة على الأسرة والمجتمع.
فمن يزرع الفتنة بين الزوجين يُفسد استقرار الأسرة، ويؤدي إلى ضياع الأبناء وتفكك المجتمع، لأن الأسرة هي نواة البناء الاجتماعي في الإسلام.
وأوضح المجمع، أن الإسلام جعل الستر والإصلاح بين الناس عبادة عظيمة، بينما جعل النميمة والإفساد بين الأزواج معصية شديدة الوعيد، لقوله تعالى: "إِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ الْفَسَادَ" (البقرة: 205).
من صور الإفساد المحرمة:
أشار مجمع البحوث الإسلامية إلى أن من صور "الخبب" التي حذر منها النبي ﷺ:
أن تحرّض امرأة على زوجها لتطلب الطلاق دون سبب شرعي.
أو يحاول رجل استمالة امرأة متزوجة بالكلام أو العاطفة أو الوعود الكاذبة.
أو تسعى امرأة للتقريب بين رجل متزوج وامرأة أخرى لإيقاع الفتنة بينهما.
وقال المجمع إن هذه الأفعال تُعد خيانة للأمانة ومخالفة صريحة لتعاليم الدين الحنيف الذي أمر بالعفاف والستر، وحذّر من كل ما يؤدي إلى الفاحشة أو انهيار الأسرة.
الإسلام يدعو إلى الإصلاح لا الإفساد:
وأضاف المجمع أن المؤمن الحقيقي هو من يسعى للإصلاح بين الزوجين، لا لإفسادهما، مصداقًا لقوله تعالى:
"وَإِنْ خِفْتُمْ شِقَاقَ بَيْنِهِمَا فَابْعَثُوا حَكَمًا مِنْ أَهْلِهِ وَحَكَمًا مِنْ أَهْلِهَا إِنْ يُرِيدَا إِصْلَاحًا يُوَفِّقِ اللَّهُ بَيْنَهُمَا" (النساء: 35).
فالإسلام جعل الصلح عبادة والفتنة كبيرة من الكبائر، لأن المجتمع لا يقوم إلا على سلامة القلوب وحفظ العلاقات الأسرية من العبث أو التلاعب.
دعوة من الأزهر للتحذير من هذا السلوك:
واختتم مجمع البحوث الإسلامية بالتأكيد على أن من يخرب بيتًا عامرًا بالإصلاح أو المحبة يُعرض نفسه لغضب الله وعقابه في الدنيا والآخرة، وأن المسلم الواعي هو من يصون لسانه وأفعاله عن كل ما يؤدي إلى الفتنة أو القطيعة.