في يوم المعلم العالمي.. الأزهر يحتفي بصُنّاع العقول وورثة الأنبياء

احتفى مركز الأزهر العالمي للفتوى الإلكترونية باليوم العالمي للمعلم، الذي يوافق الخامس من أكتوبر من كل عام، مؤكدًا أن للمعلم مكانةً ساميةً لا تعادلها أي رتبة أو وسام، فهو أساس نهضة الأمم وباني العقول ومهندس الحضارات.
وقال المركز عبر صفحته الرسمية على موقع “فيس بوك” إنَّه مهما تنوّعت الألقاب والمسميات، وتعددت الرتب والمناصب، فإن المعلم يظل صاحب الفضل الأكبر في تشكيل وعي الأجيال وإرساء دعائم العلم والمعرفة، مشيرًا إلى أنَّ الإسلام منح العلماء والمعلمين أعظم تكريم، حين وصفهم النبي ﷺ بأنهم ورثة الأنبياء.
العلماء ورثة الأنبياء.. أعظم تكريم من السماء
استشهد المركز بحديث النبي ﷺ الذي قال فيه:«إن العلماء ورثة الأنبياء، وإن الأنبياء لم يورّثوا دينارًا ولا درهمًا، ورّثوا العلم، فمن أخذه أخذ بحظٍ وافر» [رواه أبو داود].
وأوضح أن هذا الحديث الشريف يرفع من شأن العلم وأهله، ويُظهر عِظَم دور المعلم في استمرار رسالة الأنبياء، فهو لا يورّث مالًا أو سلطانًا، بل يورّث النور والهداية والفكر المستنير.
النبي ﷺ.. خير من علّم البشرية
وأشار مركز الأزهر العالمي للفتوى إلى أن أعظم تكريمٍ للمعلم هو أن النبي محمد ﷺ بُعث معلّمًا، يخرج الناس من ظلمات الجهل إلى نور الإيمان، مستدلًا بحديث الصحابي معاوية بن الحكم السُّلَمي الذي وصف فيه النبي بقوله: «ما رأيتُ معلّمًا قبله ولا بعده أحسن تعليمًا منه» [رواه مسلم].
وأكد المركز أن هذا الوصف يلخص عظمة رسول الله ﷺ كمعلمٍ رفيقٍ في التعليم، يجمع بين الحكمة والرحمة والقدوة، فكان منهجه القائم على الرفق والتشجيع هو الأساس الذي ينبغي أن يقتدي به كل معلم.
حقوق المعلم على طلابه.. عشرة واجبات لا بد منها
وفي إطار الاحتفاء بالمناسبة، أوضح مركز الأزهر العالمي للفتوى الإلكترونية أن للمعلم حقوقًا واجبة على طلابه، يجب الالتزام بها عرفانًا بفضله واحترامًا لرسالته السامية.
وجاءت أبرز هذه الحقوق كما يلي:
احترام المعلم وتقدير شخصه وعلمه.
التواضع أمامه والحديث معه بأدبٍ ووقار.
النداء له بما يليق بمكانته العلمية والاجتماعية.
الإنصات الجيد لشرحه وعدم مقاطعته أثناء الدرس.
عدم مجادلته بما يحرجه أو يُضعف مكانته أمام زملائه.
خفض الصوت أثناء الحديث معه.
الاستماع لنصائحه وتوجيهاته بإنصاتٍ وتقدير.
الثناء عليه وشكره على جهده وعطائه.
الوفاء له حتى بعد انتهاء العلاقة التعليمية.
الدعاء له بالخير والبركة جزاء ما قدّم من علمٍ ونور.
تقدير المعلم واجب ديني وإنساني
اختتم المركز بيانه مؤكدًا أن احترام المعلم وتقديره ليس مجرّد سلوك اجتماعي، بل عبادة يتقرّب بها الإنسان إلى الله، لأن العلم عبادة، وتعظيم أهله من تعظيم ما عظّمه الله، وشدد على أن النهضة الحقيقية لا تقوم إلا على أكتاف المعلمين المخلصين، داعيًا المجتمع إلى ردّ الجميل لهذه الفئة العظيمة، التي تُنير دروب الأجيال وتزرع فيهم القيم والمبادئ.