رئيس حزب الوفد ورئيس مجلس الإدارة
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس التحرير
سامي أبو العز
رئيسا التحرير
ياسر شورى - سامي الطراوي
رئيس حزب الوفد ورئيس مجلس الإدارة
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس التحرير
سامي أبو العز
رئيسا التحرير
ياسر شورى - سامي الطراوي

على فكرة

فى كتابه حرب الثلاثين سنة.. الانفجار.. عام 1967 يروى محمد حسنين هيكل أحد المشاهد التى تؤكد لمن تنقصه الأدلة، أنه منذ زرع إسرائيل فى المنطقة كقاعدة لخدمة المصالح الغربية والأمريكية، لا خلافات جوهرية فيما يخص الموقف الأمريكى -الإسرائيلى فى التعامل مع دول المنطقة العربية. يقول هيكل إن رسالة وصلت القاهرة من سفير مصر فى الولايات المتحدة «محمد القونى» تنطوى على معلومات عن لقاء تم بين عدد من السفراء العرب فى واشنطن وبين الرئيس الأمريكى «ليندون جونسون». والسبب فى اللقاء طبقًا لرسالة السفير القونى، أن وزارة الخارجية الأمريكية، قد أدركت حالة القلق الشديد الذى يساور بعضًا من السفراء العرب ممن بقوا فى واشنطن، بعد قطع عدد من الدول العربية علاقتها مع الولايات المتحدة،بسبب الحرب والاحتلال الإسرائيلى لأراض ثلاث دول عربية.

استقبل جونسون السفراء العرب فى مبنى وزارة الخارجية الأمريكية. وحين دخل قاعة الاجتماع خيمت مشاعر الدهشة، والاستغراب على االسفراء العرب، فقد اصطحب جونسون معه كلبه المسمى بيجل، وسبقه الكلب فى الدخول إلى القاعة. وبدأ جونسون اللقاء موجهًا حديثه لا إلى السفراء، بل إلى الكلب بيجل فقال: اسمع يا بيجل حكاية رجل شرير، تشاجر مع جاره الطيب، متصورًا أن هذا الجار الطيب، لا يستطيع الرد عليه. لكن الجار الطيب استجمع كل قواه، ولكم جاره الشرير لكمة قوية طرحته على الأرض.. له الحق أليس كذلك؟ لماذا يحق لأصحاب هذا الرجل الشرير، أن يشتكوا للآخرين؟ ما هو رأيك يا بيجل؟ ماذا حدث بعد ذلك؟ الرئيس الأمريكى انصرف من القاعة وترك السفراء العرب يضربون كفا بكف!

تذكرت تلك الحكاية المضحكة الباكية أثناء متابعتى لتهديدات ترامب وهو يتوعد غزة المذبوحة والمدمرة بمزيد من الخراب، ويرفض أهلها رغم الهول والضمار مغادرتها، ويهدد حماس المهزومة والمحاصرة، بترك نتنياهو يفعل بها ما يراه، إذا ما رفضت الخضوع، وإلقاء سلاحها، وكأنه لم يفعل ذلك قبل إعلانها. تذكرته وأنا أقرأ تعليقات عربية رسمية وغير رسمية تشيد بتغيير ترامب لموقفه وضغطه على نتنياهو لكى يقبل الخطة، وكأن الخطة لم تستجب لكل شروط إسرائيل، وتمنح نتنياهو بالقبول العربى والفلسطينى بها، ما عجز عن تحقيقه خلال عامين من حرب تدمير غزة وإبادة جماعية لأهلها، فلا هو أنهى وجود حماس ولا هو حرر الرهائن. تذكرته وتقارير إخبارية غربية تكشف ترحيب ترامب بملاحظات القادة العرب والإسلاميين على الخطة، لحظة الاجتماع بهم، تطالبه بضمانات حقيقية لكى لا تنقلب عليها إسرائيل بعد الإفراج عن المحتجزين، ثم تجاهله لتنفيذها.

الحقيقة المؤكدة الآن أن الخطة بتفاصيل متعمدة تحفل بالغموض، تسير فى اتجاه تصفية القضية الفلسطينية، وإخضاع الفلسطينيين والعرب، بالترغيب والتهديد كما حدث بالهجوم الإسرائيلى على قطر، بترتيبات تفرضها موازين قوى مختلة لغير مصالحهم، وبدعم أمريكى غير مشروط. لكن موقف عربي موحد منها دون انقسامات، وتوجه التحالفات العربية شرقًا نحو الجنوب العالمى، حيث السعى الروسى والصينى لعدل ميزان القوى الدولى المختل لصالح قوى الاستعمار الغربى والأمريكى، بات ضرورة جود وبقاء، فهل من مجيب؟!