لم ولن تنضب الكلمات في وصف حرب العزة مهما مرت السنوات وتعاقبت الأجيال، ستجود بحور الكلمات بالوصف والتحليل والدارسة لبطولة شعب أراد الكرامة، وستظل بطولات أكتوبر ٧٣ راسخة في الوجدان المصري والعربي، فهو لم يكن حدثا عسكريا فحسب ولكنه أيضا نقطة تحول رئيسية لموازين القوى إقليميا ومتغير دولي مستندا على التضامن والتكاتف العربي سياسيا واقتصاديا وعسكريا في ملحمة إنسانية خالصة.
وبينما نحتفل بالذكرى ال٥٢ لانتصارات أكتوبر المجيد ولتمر بنا تلك الذكري العطرة ما بين الماضي والحاضر في ظل متغيرات معاصرة، بل وتقبلات دولية وإقليمية مع تطور كبير في المجالات التكنولوجية والتي لا تألو القيادة السياسية جهدا في تحديث الجيش المصري لمواكبة أحدث نظم التسليح وبما يحقق متطلبات الدفاع والتوازن الإقليمي في القوى، إلا أننا ما بين الماضي والحاضر يظل هناك ثابت راسخ وهو روح المقاتل المصري والتي ستظل مركز الثقل وحائط الصد التي تتحطم أمامه أوهام الطغاة.
حفلت حرب أكتوبر المجيدة بتضحيات أبطال شهداء وضعوا هدف استرداد الأرض وهزيمة عدو غاشم نصب أعينهم، إلى أن سطرت تضحياتهم سطورا بماء الذهب ولتكون نبراسا لأجيال قادمة، وتعيش ذاكرهم بيننا، فلم تكن تضحياتهم محض صدفة، بل عن قناعة وإيمان ولعل من أبرز قصص الشهداء عزيمة وإصرارا، الرائد محمد محمد زرد، والذي هاجم ببسالة النقطة الإسرائيلية الحصينة ١٤٩ ، فانتصر إيمانه بالله ووطنه في مواجهة جبناء الحصن المنيع والذي ظل ثلاثة أيام يستعصي على السقوط، ليستسلم أمام جسد الشهيد ليسد مزاغل النيران ولتتقدم قواته لتسقط النقطة ويتم أسر ٢٠ جنديا إسرائيليا، رحم الله شهداءنا الأبرار الخالدين في ذاكرتنا، فالشهادة أو النصر هي عقيدة المقاتل المصري عبر العصور .

خبير العلاقات الدولية والأمن الدولي