هل العثور على "ضرس مسوّس" في البيت علامة على السحر؟
أثار سؤال ورد إلى دار الإفتاء المصرية حالة من الجدل، بعدما وجهت السيدة رشا حسن استفسارًا إلى الشيخ محمد كمال، أمين الفتوى، عبر صفحته الرسمية، قالت فيه: "وجدت في الشقة ضرسين، أحدهما عادي والآخر مسوّس، وهما ليسا لأبنائي، فهل هذا معناه وجود سحر؟".
تفسيرات طبيعية بعيدة عن السحر
أكد الشيخ محمد كمال في رده أن مثل هذه الأمور لا تدل بالضرورة على وجود سحر، مشيرًا إلى أن وجود أشياء غريبة في المنازل قد تكون له تفسيرات طبيعية أو عارضة، مثل أن تكون مرتبطة بأبناء الأسرة أو وُضعت في المكان مع الأحذية دون قصد.
وأضاف أن بعض السيدات يسيطر عليهن اعتقاد خاطئ، فإذا وجدن شيئًا غير مألوف في البيت بادرن للظن أنه سحر أو عمل، وهو ما لا ينبغي الانشغال به أو تضخيمه.
التحصين المشروع هو السبيل
وأوضح أمين الفتوى أن الوقاية الحقيقية من السحر والحسد تكون بالتحصن المشروع، مشددًا على أن النبي ﷺ قال: "الصلاة نور"، فالبيت الذي تُقام فيه الصلوات يظل عامرًا بالسكينة والطمأنينة، ولا تدخله الظلمات.
وأشار أيضًا إلى فضل قراءة سورة البقرة في البيوت، مستشهدًا بحديث النبي ﷺ: "إن البيت الذي تُقرأ فيه سورة البقرة لا تدخله الشياطين"، كما أوصى بكثرة الصلاة والسلام على النبي ﷺ، مؤكدًا أن هذه الأعمال تضيء البيوت وتحفظ أهلها من الشرور.
أدعية نبوية للتحصين من الحسد
وبيّن الشيخ محمد كمال أن السنة النبوية ورد فيها العديد من الأدعية المأثورة للتحصين من العين والحسد والسحر، ومن أبرزها:
«أعوذُ بكلماتِ اللهِ التامَّةِ، مِن كُلِّ شيطانٍ وهامَّةٍ، ومِن كُلِّ عَيْنٍ لامَّةٍ ومن همزات الشياطين وأن يحضرون» (3 مرات صباحًا ومساء).
«أعوذُ بكلماتِ اللهِ التامَّاتِ مِن شرِّ ما خَلق» (3 مرات صباحًا ومساء).
«بسْمِ اللَّهِ الَّذِي لَا يَضُرُّ مَعَ اسْمِهِ شَيْءٌ فِي الْأَرْضِ وَلَا فِي السَّمَاءِ وَهُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ» (3 مرات صباحًا ومساء).
خطوات عملية للوقاية من العين والسحر
كما ذكر بعض أهل العلم أربع وسائل مهمة للتحصين من الحسد والعين والسحر، هي:
الكتمان عند قضاء الحوائج والمصالح.
المداومة على قراءة المعوّذتين (سورة الفلق والناس).
إطعام الحاسد أو سقايته قدر المستطاع لاتقاء شره.
التعرف على الحاسد من لحن قوله واتقاء شره، استنادًا إلى قول الله تعالى:﴿أَمْ حَسِبَ الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِم مَّرَضٌ أَن لَّن يُخْرِجَ اللَّهُ أَضْغَانَهُمْ وَلَوْ نَشَاءُ لَأَرَيْنَاكَهُمْ فَلَعَرَفْتَهُم بِسِيمَاهُمْ ۚ وَلَتَعْرِفَنَّهُمْ فِي لَحْنِ الْقَوْلِ ۚ وَاللَّهُ يَعْلَمُ أَعْمَالَكُمْ﴾ [محمد: 29-30].
وفي ختام رده، شدد أمين الفتوى بدار الإفتاء المصرية على ضرورة الابتعاد عن الأوهام والخرافات، وعدم الانشغال بمثل هذه الظنون، مشيرًا إلى أن البيت الذي يُعمَّر بالصلاة والقرآن والذكر يكون حصنًا منيعًا ضد الحسد والسحر وكل أشكال الشر.