العالم يواصل الانتفاض ضد إسرائيل
تل أبيب تفجر السلام بالهجوم على آخر سفينة فى أسطول صمود
واصلت حكومة الاحتلال الصهيونى بلطجتها السياسية والميدانية فى المنطقة، مما ينذر بانفجار الأوضاع عقب مهاجمتها لسفينة «مارينيت» آخر سفن أسطول الصمود العالمى المتجهة إلى قطاع غزة، واقتحمتها أثناء إبحارها فى المياه الدولية، فيما اقتحمت وحدات بحرية أخرى عددا من السفن المرافقة وأوقفتها بعد عمليات اعتراض واسعة.
وأظهر البث المباشر من على متن سفينة «مارينيت» لحظات اقتراب قوارب البحرية الإسرائيلية منها وصعود الجنود إليها، مؤكدًا تنفيذ عملية الاعتراض مباشرة أمام أعين طاقم السفينة.
واعتقل الاحتلال 470 ناشطًا، وتم التحقيق مع 200 منهم قبل تحويلهم إلى سجن «كتسيعوت» جنوبًا، فى حين اعتبرت منظمات دولية بينها العفو الدولية والأمم المتحدة، الهجوم الإسرائيلى انتهاكًا للقانون الدولى، ودعت إلى حماية الأسطول وإطلاق سراح المحتجزين.
وأعلن عدد من ناشطى «أسطول الصمود» العالمى الذين تحتجزهم إسرائيل بشكل غير قانونى، إضرابًا مفتوحًا عن الطعام، بحسب ما نشرته اللجنة الدولية لكسر الحصار عن غزة. وأشارت اللجنة إلى أن بعض الناشطين المحتجزين بدأ إضرابًا مفتوحًا عن الطعام منذ لحظة احتجازهم.
وأوضح الأسطول فى بيان رسمى أن السفينة تم اعتراضها على بُعد نحو 68 كيلومترًا من ساحل غزة، مشيرًا إلى أن بحرية الاحتلال سيطرت خلال 38 ساعة على 41 من أصل 42 سفينة كانت تحمل مساعدات إنسانية ومتطوعين، فى محاولة لكسر الحصار الإسرائيلى المستمر على القطاع منذ 18 عامًا.
وتزامن اعتراض أسطول الصمود مع استمرار إبحار تسع سفن أخرى من تحالف «أسطول الحرية» انطلقت من جزيرة صقلية الإيطالية، بالإضافة إلى سفينة «الضمير» التى تحمل صحفيين ومسعفين دوليين، فى محاولة للوصول إلى غزة، على الرغم من الاعتراضات الإسرائيلية المتواصلة، فى خطوة تصفها الأمم المتحدة ومنظمات حقوقية دولية بأنها «انتهاك للقانون الدولى».
وهاجم وزير الأمن القومى الإسرائيلى إيتمار بن غفير مئات الناشطين المشاركين فى «أسطول الصمود» العالمى، أثناء احتجازهم فى مدينة «أسدود» الساحلية المحتلة ووصفهم بأنهم «إرهابيون» و«مؤيدو الإرهاب».
وأظهرت مقاطع مصورة نشرها حساب الأسطول على منصة (إكس)، بن غفير، وهو يشير بيده إلى الناشطين الجالسين على الأرض فى ظروف قاسية داخل مكان اعتقالهم، مرددًا: «هؤلاء هم إرهابيو الأسطول.. جاءوا دعمًا لغزة وللإرهابيين وليس لتقديم المساعدة».
وكانت هيئة البث العبرية قد أشارت إلى استيلاء سلاح البحرية الإسرائيلى على 41 سفينة خلال 12 ساعة من أصل 45 كانت تقل نحو 400 مشارك، فى أكبر محاولة جماعية لكسر الحصار المفروض على غزة منذ 18 عامًا.
من ناحية أخرى، شهدت مدينة نيويورك الأمريكية، تظاهرة نظمتها مجموعات يهودية أمريكية للتعبير عن تضامنها مع الشعب الفلسطينى فى غزة، وللمطالبة بوقف حرب الإبادة المستمرة ضد المدنيين فى القطاع.
قادت الاحتجاجات منظمات يهودية بارزة مثل «الصوت اليهودى من أجل السلام» و«إن لم يكن الآن» (IFNOTNOW)، إلى جانب مجموعة «حاخامات من أجل وقف إطلاق النار»، حيث افترش المتظاهرون الطرق فى قلب المدينة، مرددين تراتيل دينية وشعارات تدعو إلى العدالة والسلام ورفع الحصار عن غزة.
واعتقلت قوات الأمن الأمريكية عشرات المتظاهرين، بعد أن عمدوا إلى إغلاق أحد شوارع مانهاتن، فيما أُطلق سراح معظمهم لاحقاً مع استدعاءات قضائية لمتابعة الإجراءات القانونية.
يأتى الاحتجاج الأخير امتدادًا لسلسلة من التحركات التى يقودها يهود أمريكيون مناهضون للحرب، كان آخرها مظاهرة أمام فندق ترامب فى نيويورك قبل أسابيع، حيث رفع المحتجون لافتات تندد بما أسموه «التطهير العرقى» وتطالب بإدخال المساعدات الإنسانية إلى غزة.
وتصاعدت الأصوات داخل الجاليات اليهودية فى الولايات المتحدة المعارضة للسياسات الإسرائيلية، والداعية إلى وقف إطلاق النار وإجراء تحقيقات دولية فى الأوضاع الإنسانية الكارثية داخل قطاع غزة.
فى سياق متصل، نظم إيطاليون إضرابًا واسع النطاق للتضامن مع أسطول الصمود الذى كان ينقل مساعدات إنسانية إلى قطاع غزة عندما اعترضته البحرية الإسرائيلية. وتأثرت حركة القطارات والمواصلات العامة فى مدن مثل إيطاليا وميلانو.
وتزامن بدء الإضراب مع إعلان وزارة الخارجية الإيطالية عن إفراج إسرائيل عن أربعة نواب إيطاليين كانوا قد اعتقلوا ضمن أسطول «جلوبال صمود» ودعا الاتحاد العام للشغل، وهو أكبر نقابة فى إيطاليا، إلى إضراب عام بعد اعتراض البحرية الإسرائيلية سفن أسطول الصمود العالمى. وقال إن الإضراب هو رد فعل مباشر لاعتراض أسطول الصمود، واتهم الحكومة الإيطالية بالتخلى عن العمال الإيطاليين فى المياه الدولية المفتوحة.
كما قرر عمال ميناء بيرايوس فى العاصمة اليونانية أثينا، تنفيذ إضراب لمدة 24 ساعة للتنديد بالهجوم الإسرائيلى وحمّلوا الحكومة اليونانية المسئولية ليس فقط لتقصيرها فى حماية اليونانيين المشاركين فى الأسطول، بل واستمرارها فى الحفاظ على علاقات استراتيجية مع إسرائيل المجرمة، على خطى الحكومات السابقة.