رئيس حزب الوفد ورئيس مجلس الإدارة
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس التحرير
سامي أبو العز
رئيسا التحرير
ياسر شورى - سامي الطراوي
رئيس حزب الوفد ورئيس مجلس الإدارة
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس التحرير
سامي أبو العز
رئيسا التحرير
ياسر شورى - سامي الطراوي

«مكنتش أقصد أقتله».. القصة الكاملة لمقتل «البلوجر أمير أسمع» على يد صديقه

بوابة الوفد الإلكترونية

فى أحد شوارع مصر الجديدة، سقط شاب عشرينى معروف بين أقرانه بوجهه البشوش وصوته الحماسى على مواقع التواصل الاجتماعى..«أمير أسمع»، البلوجر الذى اعتاد أن يشارك يومياته مع آلاف المتابعين، أصبح اسمه حديث الشارع والرأى العام، لا بسبب محتواه المبهج، بل لأنه رحل غدرًا على يد صديق كان أقرب الناس إليه.

التحقيقات بدأت عندما تلقت أجهزة الأمن بلاغًا من إحدى المستشفيات يفيد بوصول جثة شاب فى مقتبل العمر، مصابًا بطعنتين نافذتين..الصحية هو «أمير»، طالب جامعى يقيم بدائرة قسم شرطة مدينة نصر أول.

حالة من الصدمة أصابت الأطباء وأصدقاءه الذين رافقوه إلى المستشفى، بعدما فشل الفريق الطبى فى إنقاذه من نزيف حاد أحدثته طعنة غادرة فى الرقبة، انتقلت قوة من مباحث القاهرة، لتكشف تفاصيل الواقعة وتبين أن الخلاف لم يكن صدفة أو مع ناس غرباء فى الشارع، بل نزاع مالى قديم بين أمير وصديقه المقرب.

حين ألقى رجال الأمن القبض على المتهم، تبين أنه شاب عاطل يقيم فى نفس المنطقة وله سوابق جنائية، لم يستطع الإنكار طويلاً.

جلس المتهم فى مواجهة المحققين، وبدأ يروى التفاصيل بصوت متقطع: «أنا ماكنتش قاصد أقتله.. كل الموضوع إنى كنت مديون، استلفت فلوس من أمير، وبعد فترة بدأ يطالبنى يرجّع المبلغ، وأنا ماكنتش قادر».

وتابع: «فى يوم الحادث اتخانقنا، طلعت السكين عشان أخوفه بس.. ماكنتش متخيل إنها تنحرف وتدخل جسمه».

اعترف المتهم أنه استدرج صديقه بحيلة بسيطة، طلب منه مرافقته لشراء سجائر من كشك قريب، وهناك، بعيدًا عن أعين الأصدقاء والمارة، وجه له الطعنة القاتلة.

المشهد بدأ قبل ساعات من الحادث.. يوم الثلاثاء الماضى، خرج أمير مع بعض أصدقائه إلى أحد الكافيهات فى منطقة التجمع الخامس، فى محاولة للتنفيس عن نفسه بعد أيام عصيبة، كان قد دخل قبلها فى مشاجرة مع مجموعة من الأشخاص يوم الجمعة السابق، انتهت بإصابته فى رأسه وقدمه، تلك الواقعة تركت أثرًا نفسيًا ثقيلًا عليه، رغم محاولات أصدقائه التخفيف عنه.

اقترب الوقت من الخامسة فجرًا حين قرروا الانتقال إلى مصر الجديدة، فى السيارة، فجّر أمير كلمات بدت وكأنها نبوءة، إذ قال: «أخويا وحشنى وحاسس إنى هقابله»، فى إشارة إلى شقيقه «سمير» الذى رحل قبل أربع سنوات فى حادث سير مأساوى.. كانت تلك الكلمات الأخيرة التى علقت فى أذهان أصدقائه قبل أن يشاهدوه جثة هامدة بعد ساعات قليلة.

وصل أمير مع أصدقائه إلى مصر الجديدة، وهناك التقى بالصدفة مع الأشخاص الذين تشاجر معهم قبل أيام، بدت الأجواء هادئة، جلسوا سويًا وتبادلوا الحديث وكأنهم يطوون صفحة الماضى. لكن الهدوء لم يستمر طويلًا.

أحدهم طلب من أمير مرافقته لشراء سجائر من كشك قريب، بخطوات هادئة خرج أمير، ظنًا منه أن الأمر لا يتعدى دقائق عادية. لم يكن يعرف أن تلك الخطوات ستقوده إلى آخر لحظات حياته. بعيدًا عن الأعين، أخرج المتهم سكينًا كان يخفيها، وطعن أمير طعنة غائرة فى رقبته أسقطته أرضًا.

قبل أيام من الحادث، نشر أمير صورة على حسابه فى «تيك توك» تجمعه بشقيقه الراحل سمير، وكتب تعليقًا موجعًا: «الدنيا دمرتنى من بعد فراقك.. كنت أتمنى أعيش وانت عايش عشان أشوف ضحكتك، بس دلوقتى أتمنى من الله ياخدنى ليك ويكون راضى عنى».

كلمات بدت وكأنها رسالة وداع أو إحساس مبكر بالموت. أصدقاؤه الذين قرأوا المنشور حينها، اعتبروه مجرد حالة عابرة من الحزن، لكن بعد وقوع الجريمة، صاروا يرونه إشارة غامضة إلى ما كان ينتظره.

مع تسارع الأحداث، أجرت النيابة العامة تحقيقاتها، وأكدت أن الخلاف المالى كان الشرارة التى أشعلت المشاجرة. المتهم أقر أمام قاضى المعارضات بجريمته، معترفًا: «مكنتش عايز أقتله.. كنت بس بهدده، لكن السكين دخلت فى رقبته بالغلط».

القاضى قرر تجديد حبس على ذمة التحقيق، تمهيدا لإحالته إلى المحاكمة لينال جزاء ما اقترفته يديه.