رئيس حزب الوفد ورئيس مجلس الإدارة
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس التحرير
سامي أبو العز
رئيسا التحرير
ياسر شورى - سامي الطراوي
رئيس حزب الوفد ورئيس مجلس الإدارة
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس التحرير
سامي أبو العز
رئيسا التحرير
ياسر شورى - سامي الطراوي

«يا خبر»

هناك حاجة ماسة وقصوى لإنهاء المعاناة الإنسانية فى غزة ووقف حرب الإبادة الإسرائيلية على سكان القطاع، وليس خافيا أيضا أن خطة الرئيس ترامب تستجيب لاحتياجات فلسطينية عاجلة، أبرزها وقف العدوان الإسرائيلى وإدخال المساعدات ومنع تهجير سكان القطاع؛ وهنا نلاحظ التغير الواضح فى تعاطى الرئيس الأمريكى مع الحرب، فبعدما كان يتمسك بتهجير الفلسطينيين لبناء «ريفيرا غزة»، ما عاد يتحدث فى هذا الموضوع، وهذا فى حد ذاته تطور إيجابى ولكن ورغم هذا التطور فخطة ترامب بها بعض البنود المبهمة التى تحتاج إلى توضيح وتفسير، فمثلا الوعد بالانسحاب الإسرائيلى من غزة غير محدد بسقف زمنى، فقط اكتفت الخطة بوصفه بالتدريجى وهذه كلمة مطاطية قد يظل هذا الانسحاب التدريجى لأيام وكذلك قد يتسع لسنوات!

< فيما يخص مجلس السلام أو«لجنة الوصاية» على غزة التى يترأسها الرئيس ترامب، ويقوم على إدارتها تونى بلير رئيس وزراء بريطانيا الأسبق، (أحد مهندسى حرب العراق)، مع عناصر دولية (عربية وأجنبية)، فلم يذكر على وجه التحديد حدود دور هذه اللجنة وصلاحياتها ودور عناصرها العربية والأجنبية ومتى سينتهى دورها، وفيما يخص السلطة الفلسطينية صاحبة الولاية الشرعية على غزة تقول خطة ترامب أنه سيتم الاستعانة بها بعد إصلاحها ولا نعرف المقصود بالإصلاح هنا، وهل هو إصلاح من وجهة نظر الاحتلال الإسرائيلى ومعاييره وضوابطه ومتى سيتم هذا الإصلاح لتكون للسلطة الفلسطينية بعده دورا شرعيا هى تملكه بالأساس، وهنا تتجاهل خطة ترامب حق الشعب الفلسطينى فى أرضه وسيادته عليها، وصناعة قراره، هذا غير أن الحديث من جانب الاحتلال عن الإصلاح داخل السلطة الفلسطينية فى حد ذاته قديم حديث منذ سنة 1994، وكان الاحتلال يتذرع دائما بحديث الإصلاح مجرد غطاء لاستمرار الاحتلال وشطب الملف الفلسطينى.

< ترامب تقدّم لحماس وصفتين كلاهما مر: الأولى لو وافقت وهذا مطلب كبير لوقف الحرب وإنهاء المعاناة فى مقابل نزع سلاحها وخروجها من المشهد السياسى، والموافقة على الوصاية الخارجية على القطاع، ومعضلة هذا الخيار رغم الحاجة الماسة إليه هى: هل سيخرج الاحتلال فعلا من القطاع وما هى الضمانات؟ فالخطة كما ذكرنا تقول انسحاب تدريجى دون توضيح، وطبعا لو رفضت حماس الخطة وهى الوصفة الثانية الأكثر مرارة والتى ستضع حماس فى مواجهة البيئة العربية والدولية، كسبب لاستمرار الحرب والدمار فى غزة وفى المقابل سيطلق ترامب يد نتنياهو لتدمير ما تبقى من حجارة غزة لتتحول إلى أرض قاحلة ونجد أنفسنا قد عدنا إلى خطة ترامب الأولى «ريفيرا غزة» وتهجير الفلسطينيين وموت القضية.

< فى رأيى على حركة حماس أن تتعامل بإيجابية فى خطة ترامب وتوافق على وقف الحرب على أن يكون ذلك مشروطا بطلب توضيحات وجداول زمنية وضمانات لكل البنود الهلامية الخاصة بالالتزامات الإسرائيلية، وأتصور أيضا أن الرئيس ترامب مطالب بتوضيح البند الخاص بإصلاح السلطة الفلسطينية حتى يتم إشراكها فى إدارة القطاع، لاسيما مع خروج نتنياهو بتصريحات تنفى إشراك السلطة الفلسطينية فى اليوم التالى بأى صيغة ويقول أنه «نتنياهو» وضع الخطة مع الرئيس ترامب وهذا يعطى انطباعا أنها خطة على المقاس والمزاج الإسرائيلي، ثم لماذا لم تتوقف خطة الرئيس ترامب عند مقترح «حل الدولتين» إلا بجملة قصيرة عابرة قالها ترامب بأنه «متفهم تخوفات نتنياهو من فكرة قيام دولة فلسطينية»؟!، هل يجب عليه «ترامب» فقط تفهم تخوفات نتنياهو من منح الشعب الفلسطينى حقه إقامة فى دولته ويتجاهل القانون الدولى وحق الشعوب فى تقرير مصيرها؟، لماذا تفصِل خطة ترامب قطاع غزة عن الضفة الغربية، وتضرب جوهر حل الدولتين؟.

< أخيرا: التعامل مع خطة ترامب يحتاج إلى الكثير من الحزم والحكمة، وحماس ليست مضطرة للإجابة بالموافقة المطلقة ولا بالرفض المطلق؛ فالخطة تحوى بنود إيجابية يمكن الموافقة عليها واعتمادها بعد بعض الضبط ووضوح التفصيلات، مثل وقف الحرب ودخول المساعدات، وعودة المهجرين والإعمار وتبادل الأسرى، وتحوى أيضا بنود تحتاج للتوضيح مثل جدولة الانسحاب الإسرائيلى وسقفه الزمنى، وطريقة عمل اللجنة الدولية وهل سيكون هناك دور رئيسى لحكومة التكنوقراط وصلاحياتها، وتمكين السلطة الفلسطينية من القطاع، بوجود قوات غير فلسطينية بشكل مؤقت، وتحديد مهامها الانتقالية، وآليات عملها وأماكن تموضعها.