رئيس حزب الوفد ورئيس مجلس الإدارة
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس التحرير
سامي أبو العز
رئيس التحرير
ياسر شورى
رئيس حزب الوفد ورئيس مجلس الإدارة
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس التحرير
سامي أبو العز
رئيس التحرير
ياسر شورى

أخيرًا وبعد طول انتظار، تحدد افتتاح المتحف المصرى الكبير مطلع شهر نوفمبر القادم، وهو حدث شديد الأهمية، إذ يعيد تأكيد ريادة مصر الحضارية والثقافية، ويُجدد طرح حضارة مصر القديمة كمشروع سياحى عالمى جاذب للزوار من مختلف الأنحاء. كما يبعث بعدة رسائل إيجابية بشأن الاستقرار السياسى والاقتصادى والاجتماعى المتحقق فى بلد واجه تحديات صعبة، وسط ظروف إقليمية مضطربة.

والمتحف الكبير هو مشروع العصر بحق، إذ يضم أكثر من مئة ألف قطعة أثرية وهو ما يصنفه كواحد من أكبر المتاحف الموجودة فى العالم.

ولنا أن نعرف أن إنشاءه يمثل ملحمة عطاء مصرى أسهم فيها وزراء ومسئولون وعلماء آثار وشخصيات عامة كثر على مدى سنوات طويلة.

لقد أنشئ المتحف المصرى بالتحرير سنة 1902، ومع الوقت بات مزدحمًا بالقطع الأثرية، وغير كاف لاستيعابها، لدرجة يصعب عرضها بالكامل بشكل جيد، يضمن سلامة القطع، وحق الزوار فى رؤيتها، وهو ما دفع حكومات سابقة عديدة إلى تبنى إنشاء متحف ضخم لديه القدرة على استيعاب هذا الثراء المذهل للآثار المصرية. ومن هُنا تم تخصيص مساحة 300 ألف متر مربع لذلك المتحف واحتشدت حول المشروع مجموعة من العقول الوطنية النابهة والمخلصة، حتى أصبح حقيقة مبهرة. وفى عام 2016 صدر قرار رئيس مجلس الوزراء رقم 2795 بإنشاء وتنظيم هيئة المتحف المصرى الكبير، ثم صدر فى عام 2020 القانون رقم 9 بإعادة تنظيم هيئة المتحف كهيئة اقتصادية تتبع الوزير المختص بالآثار، وفى مطلع 2025 شكل رئيس الجمهورية مجلس أمناء للمتحف يضم شخصيات عالمية بارزة، فضلًا عن وزراء السياحة والآثار والثقافة والمالية، ومدير مكتبة الإسكندرية، وشخصيات عامة مثل الدكتور زاهى حواس، وفاروق حسنى، وغادة والى، وخالد العنانى، ورجال اقتصاد مثل هشام عكاشة ومحمد لطفى منصور، فضلًا عن إعلاميين مثل شريف عامر.

وكما قلت من قبل، فإن من حق الدولة المصرية بمختلف مؤسساتها وكوادرها أن تفخر بهذا الإنجاز العظيم، وتوظفه بالشكل الأمثل.

فأمامنا تلوح فرصة عظيمة لنحكى للعالم قصة الحضارة الأعظم فى التاريخ من خلال المقتنيات الأثرية المدهشة، ولنجذب أنظار العالم لمصر ونستعيد بعض أمجاد الأجداد فى مصرنا الجديدة.

وأتصور أن افتتاح المتحف حدث مُهم ليس لقطاع السياحة فقط، الذى ينمو بمعدلات مُبشرة، وباعثة على التفاؤل، وإنما أيضًا لاسم مصر بشكل عام، من خلال تأكيد حسن الأداء والإدارة والتنظيم والعمل الجماعى المُتقن، لذا فإن الاهتمام بالتنظيم المبهر لحفل الافتتاح، والحرص على خروجه بشكل رائع وحضارى، ومشاركة كبرى الشخصيات المؤثرة فى الناس عربيًا وعالميًا، وتنظيم برامج ترويج متتالية عقب الحفل، يمثل ضرورة لازمة لوضع مصر بقوة على خريطة السياحة العالمية كمقصد مُهم، والترويج لمناخ الاستثمار المصرى باعتباره مناخ استقرار وأمان، متماسكًا تشريعيًا، ومشجع للمشروعات الجديدة.

إن السياحة باب خير عظيم لمصر الحبيبة لا بد من طرقه، بقوة، وإصرار، واهتمام سعيًا للهدف المعلن للوصول بعدد السياح الزائرين إلى نحو 30 مليون سائح سنويًا.

وسلامٌ على الأمة المصرية..