رئيس حزب الوفد ورئيس مجلس الإدارة
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس التحرير
سامي أبو العز
رئيسا التحرير
ياسر شورى - سامي الطراوي
رئيس حزب الوفد ورئيس مجلس الإدارة
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس التحرير
سامي أبو العز
رئيسا التحرير
ياسر شورى - سامي الطراوي

انطلاق «ملتقى النقد السينمائي» برعاية هيئة الأفلام السعودية

بوابة الوفد الإلكترونية

كشفت هيئة الأفلام السعودية انطلاق ملتقى النقد السينمائي في محطته الثانية بمحافظة القطيف، تحت شعار “السينما.. فنّ المكان”، في الثاني من أكتوبر، ضمن سلسلة ملتقيات تُنظمها الهيئة حول مدن المملكة؛ بهدف تعزيز النقد السينمائي وتوسيع دائرة الحوار المعرفي والثقافي.

 

ويركز الملتقى على المدن في السينما، عبر سلسلة جلسات تحليلية تتناول تجسيد الأفلام للمدن بوصفها فضاءات سردية وبصرية تحمل رموز الهوية والذاكرة والثقافة، ومحتوى علمي ونقدي متنوع، يجمع بين النقاشات المتخصصة والعروض التقديمية والحوارات الإبداعية؛ ويهدف إلى إثراء الحوار بعناوين مختلفة، إضافة إلى جلسات نقاشية حول المكان بين الواقع والخيال.

 

ويمثل المؤتمر مساحة حوارية تسهم في تطوير صنعة النقد السينمائي في المملكة والمنطقة، وفتح نوافذ تواصل مع التجارب العالمية، مع التركيز على تمكين جيل جديد من الكتّاب والنقّاد عبر برامج تدريبية وممارسات مهنية منهجية. كما يسعى إلى بناء جسور مستدامة بين الممارسين والأكاديميين، وتعزيز الثقافة السينمائية لدى الجمهور باعتبار النقد جزءًا جوهريًا من تطور الصناعة.

 

ويأتي ملتقى القطيف استكمالًا للنجاح الذي حققه الملتقى في محطته بأبها في أغسطس الماضي، على أن يختتم أعماله بمؤتمر النقد السينمائي الدولي في الرياض خلال نوفمبر المقبل.

 

وكان المشرف العام على مؤتمر النقد السينمائي الدولي مشاري الخياط أكد في كلمة له أن إطلاق الملتقى من أبها يترجم مكانة المدينة الثقافية والفنية بوصفها شريكًا في صناعة المعنى وجسرًا بين الفيلم والمكان، مشيرًا إلى أن صناعة سينما وطنية راسخة لا تكتمل دون نقد واع يحلل الصورة خلف العدسة ويفكك المعاني البصرية، مضيفًا أن النسخة الماضية من المؤتمر السينمائي الدولي استقطبت أكثر من 10 آلاف زائر و42 متحدثًا من 30 دولة، وهو ما عزز موقع المملكة كونها منصة رائدة للحوار السينمائي العالمي.

 

وناقشت الجلسات الحوارية مواضيع متنوعة مثل العلاقة بين السينما والعمارة، وتصميمات عدد من الأفلام العربية، والدور الكبير للمكان ومحتوياته في رسم صورة واقعية للفيلم تصل إلى المشاهد بشكل مباشر.

 

وتطرّق المتحدثون خلال الجلسات إلى أهمية استثمار الذكاء الاصطناعي في إنتاج أعمال توثيقية للأماكن التي اندثر معظم معالمها، بما يفتح آفاقًا جديدة أمام السينما السعودية لحفظ الذاكرة البصرية وإعادة قراءة الجغرافيا من خلال عدسة الكاميرا.

 

وتحمل نسخة هذا العام شعار “السينما.. فنّ المكان”، ليفتح المؤتمر أفقًا للحوار حول العلاقة المتبادلة بين السينما والمكان، بوصفها علاقة ترسيخ هوية، وتمثيل سردي، وتأمل بصري، ليثري كل منهما الآخر تاريخيًا. وسيستعرض المؤتمر تجسيد المكان في السينما كرمز ومرآة للواقع، أو كنافذة للخيال، بما يفتح بابًا واسعًا للمقاربات النقدية والفلسفية المتنوعة.

 

والسينما ليست مجرد فن بصري، بل هي فن يرتبط بالمكان ارتباطًا وثيقًا. فالمكان في الفيلم لا يؤدي وظيفة جمالية فقط، بل يحمل دلالات ثقافية واجتماعية، ويعكس هوية الشخصيات والزمان الذي تدور فيه القصة. وأحيانًا يصبح المكان بحد ذاته شخصية في الفيلم، يؤثر ويتأثر بالأحداث. كما أن تنوع البيئات الجغرافية والثقافية يثري التجربة السينمائية، ويمنحها طابعًا محليًا أو عالميًا بحسب السياق.

 

واليوم تعيش السينما السعودية نهضة حقيقية. ومع افتتاح دور العرض، وظهور مهرجانات مثل مهرجان البحر الأحمر السينمائي، وتزايد الدعم الحكومي والخاص لصناعة الأفلام، أصبح المجال مفتوحًا أمام جيل جديد من صناع السينما. والأهم أن الأفلام السعودية بدأت تحظى باهتمام دولي، وتُعرض في مهرجانات عالمية، وتحصد جوائز. هذا التطور لا يعكس فقط طموح الشباب، بل يكشف عن قدرة السينما على أن تكون مرآة لمكان يتغير، ويعيد صياغة صورته أمام نفسه وأمام العالم