رئيس حزب الوفد ورئيس مجلس الإدارة
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس التحرير
سامي أبو العز
رئيسا التحرير
ياسر شورى - سامي الطراوي
رئيس حزب الوفد ورئيس مجلس الإدارة
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس التحرير
سامي أبو العز
رئيسا التحرير
ياسر شورى - سامي الطراوي

ﺗﻤﻨﺢ إﺳﺮاﺋﻴﻞ ﻣﻜﺎﺳﺐ وﺗﻀﻊ ﺣﻤﺎس ﻓﻣﺄزق

الخطة اﻟﻌﺸﺮﻳﻨﻴﺔ وﻣﺨﺎﻃﺮ اﻟﻮﻫﻢ

بوابة الوفد الإلكترونية

«لومند»: وعد زائف يكشف غياب جدول زمنى ملزم للانسحاب الإسرائيلى

 

حصل الرئيس الأمريكى دونالد ترامب على دعم إقليمى واسع لخطة السلام التى أعلنها بشأن غزة، لكن رد حماس الغامض ونوايا إسرائيل تجعل النتائج محل شك حسب ما أوردته صحيفة الجارديان البريطانية التى رأت أن الخطة المكونة من عشرين نقطة ووافق عليها بنيامين نتنياهو تبدو فى ظاهرها أكثر واقعية من المبادرات السابقة لإنهاء الحرب المستمرة منذ عامين، لكنها ليست خارطة طريق دقيقة بقدر ما هى رسم تقريبى قد ينجح كما قد ينتهى بفشل كبير.

ترامب استثمر الكثير من رصيده السياسى فى هذه المبادرة التى وصفها بأنها فرصة لتحقيق سلام فى الشرق الأوسط بعد آلاف السنين، وقد حظيت خطته بتأييد عربى واسع، فيما أعلن نتنياهو التزامه بها غير أن العقبات تبقى هائلة، فالبنود تنص على أن تتخلى حماس عن سلاحها وتترك السلطة لمجلس سلام تكنوقراطى برئاسة ترامب نفسه يتولى إدارة غزة وهو شرط يصعب على الحركة قبوله حتى مع عرض العفو عن عناصرها الذين يوافقون على التعايش مع إسرائيل. ووفق الصحيفة تحاول حماس الادعاء بأنها ضمنت وصول مساعدات أممية وعربية إلى غزة المدمرة لكن ذلك لا يعوض خسارتها السياسية والعسكرية.

وتساءلت الصحيفة هل تستطيع قطر أو غيرها ممارسة ضغط كافٍ على قيادة حماس لانتزاع موافقة ولو مؤقتة على خطة تنهى وجودها العسكرى والسياسى فى القطاع؟ وهل يتفق القادة العسكريون فى غزة مع السياسيين المقيمين فى الدوحة أو اسطنبول؟ لا شىء مؤكداً. وأشارت إلى أن ترامب أعلن أن دولاً عربية التزمت بالمشاركة فى نزع سلاح غزة لكن لم يتضح هل ستقدم قوات أم تمويلاً أم الاثنين معاً إذ لم يصدر التزام واضح بإرسال جنود رغم أن المهمة شديدة الخطورة وقد تستغرق شهوراً وتفتح الباب لخلافات واتهامات متبادلة. وربط الانسحاب الإسرائيلى بوتيرة نزع سلاح غزة يصب فى مصلحة إسرائيل لأنها تستطيع إطالة العملية دون كلفة كبيرة خاصة أن الخرائط المنشورة مبهمة ولا تتضمن أى التزام بدولة فلسطينية وهو بعيد عن مطالب حماس فى مفاوضات سابقة.

ويوضح التحليل أن نتنياهو وترامب أكدا أن فشل العرب فى إجبار حماس على الالتزام سيعنى عودة الجيش الإسرائيلى بدعم أمريكى كامل للعمل فى القطاع. وبمجرد تسليم الرهائن الإسرائيليين الخمسين خلال 72 ساعة من دخول الاتفاق حيز التنفيذ يمكن أن تتراجع إسرائيل عن وعودها خصوصاً أنها سبق أن أخلفت وعدها فى مارس بالانتقال إلى مرحلة ثانية من وقف إطلاق النار كان يفترض أن يؤدى إلى نهاية دائمة للصراع.

على الصعيد السياسى يستعد نتنياهو لحملة جديدة فى ظل اتهامات بالفساد وقد يجعل الحفاظ على سلطته هدفه الرئيسى حتى لو قاد ذلك إلى استمرار الحرب إذ يرى أنه قادر على تجاوز معارضة أقصى اليمين فى ائتلافه حتى لو هددوا بإسقاط الحكومة وقد ينجح فى الاحتفاظ بالأغلبية فى الكنيست بانتظار انتخابات جديدة خلال عام قد يحقق فيها فوزاً رغم تراجع شعبيته فى استطلاعات الرأى.

وترى الجارديان أن ترامب نجح فى إقناع جميع الأطراف باستثناء حماس بادماج خطته فى خرائطهم السياسية ولو بشكل مبهم وهذا يعد إنجازاً لكنه لا يلغى صعوبة التفاصيل القادمة فحتى مع موافقة الحركة فإن الاتفاق يحتاج إلى مفاوضات مطولة وآليات تنفيذ معقدة وقد يستغرق زمناً طويلاً دون ضمان نتيجة مستقرة.

أما صحيفة التليجراف، فاعتبرت أن حرب غزة ومجزرة السابع من أكتوبر لم تكن سوى فصل جديد فى الصراع منذ قرار الأمم المتحدة عام 1947 لكنها رأت أن خطة ترامب هى الأكثر جدية منذ بدء الحرب من حيث بنيتها ونطاقها وأبرز ما فيها تعيين ترامب نفسه رئيساً لمجلس السلام الذى سيدير غزة مؤقتاً بدلاً من تونى بلير الذى كان مطروحاً لهذا الدور وهو ما يمنح الخطة ثقلاً أمريكياً كبيراً لكن يظل غامضاً إن كان ذلك جاء بناء على طلب عربى لطمأنة الدول من إمكانية تراجع إسرائيل بعد استعادة رهائنها كما حدث فى مارس.

ورغم أن الخطة لا تنص صراحة على ذلك إلا أن محللين اعتبروا أن إسقاط مذكرة التوقيف الدولية بحق نتنياهو قد يكون جزءاً من الصفقة مقابل القبول بالخطة إذ يجد نفسه أمام وثيقة توحى ضمناً باحتمال قيام دولة فلسطينية مستقبلاً رغم وعوده المتكررة لقواعده بعدم السماح بذلك. كما تتضمن الخطة إشارات إلى إصلاح السلطة الفلسطينية ومنحها الوقت لتتولى إدارة غزة والضفة وهو ما يعنى تجميد خطط الضم والتوسع الإسرائيلى.

صحيفة نيويورك تايمز ركزت على أن الخطة لا تقدم مساراً واضحاً لإقامة دولة فلسطينية بل تذكرها كطموح للشعب الفلسطينى يمكن أن يتحقق بعد إعمار غزة وتنفيذ إصلاحات جادة فى السلطة. ونقلت عن إليوت أبرامز قوله إن حماس فى موقع ضعيف بعد الحملة العسكرية وقد تضطر إلى القبول بالصفقة لإنقاذ نفسها، مضيفاً أن ترامب أغلق أمامها خيار التعويل على عزلة إسرائيل الدولية. لكن حتى مع قبولها تبقى علامات استفهام كثيرة تثير قلقاً أمريكياً خصوصاً مع تصريحات ترامب عن القيمة العقارية لشواطئ غزة التى وصفها بأنها خسارة لإسرائيل عندما تركتها للفلسطينيين مؤكداً أنه لم يكن ليتخلى عن تلك الواجهة البحرية لو كان مكانهم.

آرون ديفيد ميلر المحلل فى مؤسسة كارنيغى قال إن كل بند فى الخطة سيخضع لمفاوضات مطولة والمثير هو اعتمادها الكبير على الدور الشخصى لترامب الذى نصب نفسه المراقب الرئيسى لكل شىء مؤكداً أنها ليست مجرد هدنة بل صورة كاملة يضع نفسه على رأسها.

أما صحيفة لوموند الفرنسية فوصفت الخطة بأنها بدت فرصة لا تتكرر للسلام الأبدى، لكنها كشفت عن نقاط ضعف جوهرية أهمها غياب جدول زمنى ملزم للانسحاب الإسرائيلى رغم الترحيب الكبير الذى أبداه ترامب ونتنياهو وقادة المنطقة وحديث الرئيس الأمريكى عن وعد شرق أوسط جديد. ورأى خبراء أن ترامب بعد شهور من المساومة والضغط وحتى التهديد بات أمام فرصة حقيقية للفوز بجائزة نوبل للسلام وهو ما يسعى إليه مع اقتراب موعد الإعلان المقبل فى أكتوبر.