الاحتلال يعيد سيناريو الجحيم بمجمع الشفاء بغزة
فقدان الاتصال.. وحصار المرضى والأطقم الطبية بالأحزمة النارية
واصل أمس قوات الاحتلال الإسرائيلى عدوانها على قطاع غزة لليوم الـ724 على التوالي، وسط تصعيد خطير فى وتيرة القصف والاستهداف المباشر للأحياء السكنية والمرافق المدنية.
وتتعمد قوات الاحتلال شن هجمات ليلية متكررة فى محيط مجمع الشفاء الطبى بمدينة غزة، مستخدمة الأحزمة النارية وتفجير العربات المفخخة، ما يزرع الموت فى محيط المستشفى، والرعب والهلع بين المرضى ومرافقيهم. وتتزامن تلك التفجيرات مع اقتراب الآليات العسكرية من الجهة الشمالية والشرقية للمجمع، حيث اضطر الكثير من الفلسطينيين إلى الفرار رغم حاجتهم الماسة للعلاج.
وحولت الهجمات الوصول إلى المجمع لطريق محفوف بالمخاطر، وأدت إلى توقف كثير من التدخلات الطبية بسبب عجز الطواقم الصحية عن الوصول وقلتهم، كذلك نقص الأدوية والمستلزمات الطبية، حيث يجرى الأطباء عمليات جراحية معقدة فى ظروف صادمة تفتقر إلى التخدير الكامل.
كما أعادت سيناريو الأهوال إلى الأذهان بمشاهد تكررت خلال حصار الاحتلال المستشفيات من رفح جنوبا إلى بيت حانون شمالا، لتشكل فصولا متجددة من جريمة إبادة جماعية مكتملة الأركان.
وأعلنت وزارة الصحة الفلسطينية فى قطاع غزة، فقدان الاتصال بالكادر الطبى داخل مجمع الشفاء الطبى بمدينة غزة. وأكدت فى بيان لها أن المستشفى يعيش حصارًا خانقًا نتيجة القصف الإسرائيلى المتواصل الذى جعل وصول أى مريض أو جريح إليه أمرا مستحيلاً.
وأوضحت الوزارة أن 12 طفلا حديثى الولادة ما زالوا محاصرين داخل المجمع وسط مخاطر قاتلة تهدد حياتهم، فى وقت استهدفت فيه مسيرات الاحتلال محيط المستشفى، مما ضاعف من حجم الكارثة الإنسانية هناك.
وشنت طائرات الاحتلال قصفا مكثفا أحاط بمجمع الشفاء الطبى فيما عُرف بـ«الحزام الناري»، مستهدفة برجا سكنيا وعددا من المنازل فى إطار سياسة التدمير الشامل التى تتعرض لها مدينة غزة.
وتزامن ذلك مع توغل آليات ودبابات الاحتلال داخل أحياء عدة من المدينة، فى مشهد يعكس تصعيدًا متواصلًا للهجوم البري. وتركزت الغارات مجددًا على أحياء مدينة غزة، وامتدت لتطال مناطق وسط وجنوب القطاع، بعد يوم دموى ارتكبت فيه قوات الاحتلال مجازر أودت بحياة أكثر من 90 شهيدا.
ويواصل الاحتلال الإسرائيلى منذ 16 سبتمبر الجارى تنفيذ عمليته البرية المسماة «عربات جدعون 2»، والتى اتسمت بسياسة ممنهجة تقوم على القتل الجماعي، والتهجير القسري، والتدمير واسع النطاق.
الجدير بالذكر أنه منذ بداية العمليات البرية المكثفة فى محاولة السيطرة على مدينة غزة، شهد مجمع الشفاء سلسلة من الاقتحامات والاشتباكات داخله وخارج ساحاته، بالإضافة إلى غارات جوية استهدفت مبانى قريبة ومحيطه، ما أدى إلى أضرار مادية جسيمة فى بنية المستشفى.
وشهد محيطه الواقع فى مدينة غزة قلب الهجوم قصفا وحشيا بعد تقدم الدبابات أسفر عن عشرات الضحايا ما بين شهيد ومصاب فيما أكدت طواقم الإسعاف أن وجود كبير من المدنيين المحاصرين فى المكان نفسه.
وتركت الغارات على محيط مستشفى خاصة الجهة الغربية حالة من القصف والإنذارات بالإخلاء والنزوح الجماعى وذلك فى ظل غياب التغطية الإعلامية وتكتظ منطقة السرايا وشارع عمر المختار أكبر شوارع مدينة غزة الذى لا يبعد عن دبابات الاحتلال سوى مئات الأمتار بآلاف الفلسطينيين الرافضين للنزوح لجنوب القطاع.
أعلن المكتب الإعلامى الحكومى فى قطاع غزة أن 93% من خيام النازحين فى القطاع قد انهارت، ما يعادل 125 ألف خيمة من أصل 135 ألف، نتيجة الإغلاق الإسرائيلى ومنع إدخال مواد الإغاثة.
وأوضح «الإعلامى الحكومي» فى بيان له، أن عشرات آلاف الخيام تضررت بفعل القصف المباشر والعوامل الطبيعية، ما حول الوضع الإنسانى إلى كارثة غير مسبوقة، يعيش فيها النازحون بين الطرق والمكاره الصحية، فى بيئة تفتقر لأدنى مقومات الحياة.
ومنذ بدء الحرب على قطاع غزة، يعيش النازحون فى خيام عشوائية على الطرق وبين المكاره الصحية، فى بيئة تفتقر لأدنى مقومات الحياة خاصة فى ظل استمرار موجات النزوح من مدينة غزة جنوبًا يزيد الكثافة السكانية.
