كيف ترى النبي ﷺ في المنام؟.. اعرف الأسباب والمجربات
يظل سؤال: "كيف أرى النبي صلى الله عليه وسلم في المنام؟" واحدًا من أكثر الأسئلة التي تتردد على ألسنة المسلمين، تعبيرًا عن شوقهم لرؤية الحبيب المصطفى ﷺ، ولِما تحمله هذه الرؤية من أمل وسكينة وطمأنينة للقلوب المُتعبة.
وقد أجمع العلماء والصالحون على أن رؤيته في المنام بُشرى عظيمة لا يراها إلا من رزقه الله ذلك، فهي نعمة تستحق أن يبذل المرء كل ما يستطيع طلبًا لها.
شروط ومجربات لرؤية النبي ﷺ
قال الشيخ عويضة عثمان، أمين الفتوى بدار الإفتاء المصرية، إن هناك أعمالًا نقلها الصالحون تحت باب "المجرَّبات" قد تكون سببًا في أن يمنّ الله تعالى على العبد برؤية النبي ﷺ، مثل:
قراءة سورة الإخلاص سبعين مرة.
أو قراءة سورة الكوثر ألف مرة.
أو قراءة سورة المزمل إحدى وأربعين مرة.
وأوضح أن هذه الأعمال ليست نصوصًا شرعية مُلزِمة، لكنها تجارب ذكرها أهل الله ممن أحبوا النبي ﷺ وتعلّقوا به، لافتًا إلى أن شرطها الأساسي هو الاقتراب من هديه والإكثار من الصلاة عليه ﷺ.
أربع خصال توصل إلى الرؤية
وبيّن الداعية الإسلامي الحبيب علي الجفري أن هناك أربع خصال إذا واظب عليها المسلم أكرمه الله برؤية النبي ﷺ، وهي:
كثرة الصلاة والسلام عليه ﷺ.
تعظيم سنته، ليس بالعمل بها فقط بل بتوقيرها وتقديرها.
خدمة أمته ﷺ، بالتفكير في نفع الناس جميعًا؛ مسلمهم وغير مسلمهم، لأنه نبي العالمين.
التعلق الروحي به ﷺ، واستحضار محبته في القلب.
أسباب رؤية النبي ﷺ في المنام
من جانبه، أشار الدكتور علي جمعة، مفتي الجمهورية الأسبق، إلى أن من أهم أسباب رؤية النبي ﷺ:
كثرة قراءة السيرة النبوية الشريفة للتعرف على هديه وأخلاقه.
الإكثار من الصلاة عليه ﷺ، اقتداءً بقول السلف: "المحبة اتباع الرسول".
وأضاف أن الأمة ابتُليت ببعض التيارات التي حاولت صرف القلوب عن محبة النبي ﷺ تحت دعاوى مختلفة، مؤكدًا أن من حُرم المحبة حُرم الرؤية.
كيف تتحقق الرؤية الصحيحة؟
وأوضح جمعة أن النبي ﷺ قال: «من رآني فقد رآني حقًا فإن الشيطان لا يتمثل بي»، مبينًا أن مناط الرؤيا هو الصورة والشكل لا السمع. فإذا رأى المسلم صورة النبي ﷺ فهي حق، لكن إن سمع كلامًا مخالفًا للشرع أو الواقع، فذلك من إلقاءات الشيطان ويُردّ، حتى لو جاءت على صورة المصطفى ﷺ.
الرؤية الصالحة بشارة
واختتم جمعة بأن الرؤية الصالحة للنبي ﷺ بشارة ورحمة من الله، لكنها لا تكون حُجة شرعية إذا خالفت نصوص القرآن والسنة، وهي في جوهرها ثمرة المحبة الصادقة، والإكثار من ذكره والصلاة عليه، والاقتداء بسنته في السر والعلن.