هل يعتذر نتنياهو علنًا عن فعلته بقطر؟ وهل يقتصر الاعتذار على كلمات دبلوماسية جوفاء أم أنه يفتح الباب أمام خريطة جديدة للتحالفات في المنطقة؟
السؤال لا ينفصل عن التحولات الكبرى التي يشهدها الشرق الأوسط، حيث باتت التحالفات أكثر سيولة، تتشكل وتتفكك وفق المصالح والرهانات، لا وفق الشعارات ولا الأيديولوجيات.
اليوم نرى السعودية تعيد رسم دوائرها مع باكستان ومصر وتركيا، في محاولة لإعادة التوازن بعد سنوات من الاستنزاف في الملفات الإقليمية. في المقابل، تصاعدت التساؤلات حول ما إذا كانت الأقدار قد تجمع بين ثلاثية إيران وتركيا ومصر، فهل يمكن لهذا المثلث أن يعيد تشكيل موازين القوى في المنطقة؟ وإذا تحقق، فهل سيبقى العالم كما نعرفه؟
الشرق الأوسط أمام لوحة معقدة: إسرائيل تتوسع بدعم أميركي غير محدود، تركيا تحاول العودة إلى العمق العربي عبر البوابة الاقتصادية والأمنية، إيران ترسخ حضورها من الخليج إلى المتوسط، والسعودية تبحث عن تموضع يضمن لها القيادة والاستقرار. مصر من جانبها تقف كحائط صدّ تاريخي، لكنها تواجه تحديات داخلية وضغوطًا اقتصادية تفرض عليها أن تعيد حساباتها بدقة.
في ظل هذا المشهد، لا مكان للضعفاء ولا للمترددين. وحدها الدول التي تعرف كيف توازن بين مصالحها وهويتها، بين تاريخها ومستقبلها، تستطيع أن تصمد في مواجهة العواصف. أما البقية فسيكون مصيرها التبعية، أو الذوبان في خرائط الآخرين.
إنه زمن التحالفات الكبرى، زمن إعادة رسم الخرائط لا بالحبر بل بالدم والصفقات. وإذا لم تتحرك العقول العربية بسرعة، فإن المنطقة ستجد نفسها مجرد ساحة لتجارب القوى الكبرى، لا لاعبًا في معادلتها.
وهنا، في هذه اللحظة الفاصلة، لا بد من أن نرفع الصوت عاليًا:
أوقفوا هذا العبث الذي يحدث الآن قبل فوات الأوان...،،
كاتب وباحث في الجيوسياسية والصراعات الدولية