رئيس حزب الوفد ورئيس مجلس الإدارة
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس التحرير
سامي أبو العز
رئيسا التحرير
ياسر شورى - سامي الطراوي
رئيس حزب الوفد ورئيس مجلس الإدارة
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس التحرير
سامي أبو العز
رئيسا التحرير
ياسر شورى - سامي الطراوي

هل تعلم محبة النبي ﷺ في الكتاب والسنة؟

بوابة الوفد الإلكترونية

في زمن تتزاحم فيه القيم وتُنسى فيه أحيانًا الأولويات، تظل محبة النبي محمد ﷺ واحدة من أسمى المشاعر التي يجدر بكل مسلم أن يستحضرها في قلبه وعقله، لا باعتبارها عاطفة فحسب، بل ركنًا من أركان الإيمان وأساسًا من أسس التوحيد الصحيح.

فقد قرر رسول الله ﷺ في الحديث الصحيح:(لا يؤمن أحدكم حتى أكون أحبّ إليه من والده وولده والناس أجمعين) [رواه البخاري ومسلم].

محبة النبي إذن ليست نافلة إيمانية، بل فريضة قلبية، لا يكتمل إيمان العبد بدونها.

 

محبة النبي في القرآن الكريم

القرآن الكريم لم يكتفِ بذكر النبي ﷺ كرسول مبلّغ، بل رسم صورًا مؤثرة لعلاقته بأمته، تؤكد عظم محبته لهم، ووجوب محبتهم له.

قال الله تعالى: "لقد جاءكم رسول من أنفسكم عزيز عليه ما عنتم حريص عليكم بالمؤمنين رؤوف رحيم" [التوبة: 128].

وفي هذه الآية، نرى وصفًا إنسانيًا ووجدانيًا للنبي، فالله عز وجل يصفه بأنه:

من أنفسكم: أي تعرفونه، وتدركون صدقه وأمانته.
عزيز عليه ما عنتم: أي يُحزنه ما يُتعبكم.
حريص عليكم: أي لا يهنأ له بال إلا وأنتم على الهدى.
رؤوف رحيم: بأمته، في الدنيا والآخرة.

فأي قلب لا يحب من كانت هذه مشاعره تجاه أمته؟!

كيف نترجم المحبة إلى عمل؟

محبة النبي ﷺ ليست كلمات تُردّد، أو مشاعر عابرة، بل سلوك ثابت، يظهر في:

1. اتباع سنته والتمسك بهديه.
2. الدفاع عن شخصه الكريم بالخلق الحسن لا بالغضب الأجوف.
3. الإكثار من الصلاة عليه، لقوله ﷺ:"من صلّى عليّ واحدة، صلّى الله عليه بها عشرًا".
4. الاقتداء به في الأخلاق، فهو القائل: *"إنما بعثت لأتمم مكارم الأخلاق".
5. نشر سيرته وتذكير الناس بمواقفه، خاصة بين الأجيال الجديدة.

---

محبة النبي... ردّ للجميل

يقول الإمام ابن القيم -رحمه الله-:"ومن أعظم الجفاء أن يُذكر النبي ﷺ فلا يُصلى عليه".

فرسول الله ﷺ، هو الذي تحمل الأذى من أجلنا، وبذل راحته ودموعه وسنوات عمره ليبلّغنا رسالة الله. وهو القائل:

"اشتقتُ لإخواني", فسأله الصحابة: "ألسنا إخوانك؟"، قال: "أنتم أصحابي، وإخواني قوم يأتون من بعدي يؤمنون بي ولم يروني." [رواه مسلم].

فهل جزاء هذا الحب إلا الحب؟ وهل يُقابل حرصه علينا إلا باتباعه، وتقديمه على كل محبوب؟!

محبة النبي.. فوق كل محبة

إن من حكمة الله أن جعل محبة النبي ميزانًا للإيمان، فلا يكفي أن نحب والدينا وأولادنا وأهلنا، بل يجب أن تغلب محبة النبي ﷺ كل هذه المشاعر.

قال عمر بن الخطاب -رضي الله عنه- للنبي يومًا:

"يا رسول الله، لأنت أحب إليّ من كل شيء، إلا من نفسي."
 فقال النبي ﷺ: "لا يا عمر، حتى أكون أحبّ إليك من نفسك."
 فقال عمر: "فإنك الآن أحب إليّ من نفسي."
 فقال: "الآن يا عمر." [رواه البخاري].

 محبة تنقذ وتهدي

محبة النبي ﷺ هي طريق النجاة، وسبيل الفلاح، ودليل اليقين، وهي البوصلة التي لا تضل من تبعها.

يقول الحسن البصري -رحمه الله-:"كانوا يتعلمون الهدي كما يتعلمون القرآن، وكانوا يحبون النبي كما يحبون القرآن.

فلنجدّد محبتنا، ولنعلم أبناءنا، ولنتأمل في سيرته، ولنردد في قلوبنا وعبر ألسنتنا:اللهم إنا نشهد أنك أرسلت عبدك ونبيك محمدًا بالحق، فآمنا به، وأحببناه، واتبعناه، فاجعلنا معه في الفردوس الأعلى.