"القومي للمرأة" يطلق برنامج "نورة" في أسيوط لتوعية الفتيات
انطلق برنامج “نورة” بأسيوط ليضع الفتيات والفتيان في قلب الاهتمام، ويحول مسار حياتهم من مجرد متلقين للواقع إلى صانعين لمستقبل مختلف، إذ لم يعد الحديث عن زواج الأطفال أو صعوبة المراهقة أو غياب الدعم النفسي مجرد قضايا هامشية، بل تحولت إلى موضوعات تناقش بجرأة في جلسات مفتوحة وعروض مسرحية تفاعلية، تقودها الدكتورة مروة كدواني مقررة فرع المجلس القومي للمرأة بأسيوط، لتؤكد أن التغيير الحقيقي يبدأ من الوعي وأن الفتيات في القرى يستحقن دعما يليق بأحلامهن.
الدكتورة مروة كدواني تؤكد نجاح برنامج نورة في أسيوط
برنامج نورة في أسيوط يمثل إحدى الخطوات المهمة التي يقودها فرع المجلس القومي للمرأة بالتعاون مع شركاء محليين لدعم الفتيات والفتيان في القرى الأكثر احتياجا.
وأكدت الدكتورة مروة كدواني مقررة فرع المجلس القومي للمرأة بأسيوط أن البرنامج يسعى إلى بناء وعي جديد داخل المجتمعات الريفية من خلال جلسات عملية وأنشطة مباشرة مع الفئة العمرية من عشر إلى أربع عشرة سنة.
وقالت الدكتورة مروة كدواني في تصريح خاص إن المجلس يعمل على إتاحة مساحة حوارية آمنة للفتيات تمكنهن من التعبير عن احتياجاتهن ومشكلاتهم اليومية
مضيفة أن فريق العمل خلال زيارة قرية اللوقا التابعة لمركز ساحل سليم رصد مجموعة من القضايا التي تحتاج متابعة خاصة وأن بعض الموضوعات لم يتم تناولها بعد في الدليل التدريبي المعتمد وهو ما دفع المجلس إلى التخطيط لجلسات إضافية لتعويض هذا الجانب.
جلسات توعوية للفتيات والفتيان
شارك فتحي صلاح عضو فرع المجلس القومي للمرأة بأسيوط في المتابعة الميدانية لأنشطة برنامج نورة مؤكدا أن الفتيات في قرية اللوقا أبدين تفاعلا ملحوظا مع الجلسات كما حرص المجلس على نقل التجربة إلى قرية كوم المنصورة.
حيث تم تنفيذ لقاءات خصصت للفتيان حول موضوع اللمسات الآمنة وغير الآمنة وكيفية التصرف السليم عند مواجهة مواقف مشابهة وتم الاستماع إلى آراء المشاركين حول ما استفادوه من البرنامج حتى الآن.
مسرح تفاعلي يناقش قضايا المراهقة
ومن أبرز فعاليات برنامج نورة في أسيوط إقامة عرض مسرحي تفاعلي بمشاركة المجلس القومي للمرأة ووزارة الشباب والرياضة ومؤسسة اتجاه وتناول العرض قضايا حساسة تواجه الفتيات في سن المراهقة مثل زواج الأطفال والتغيرات الجسدية المفاجئة وما يصاحبها من مشاعر خوف وارتباك كما ناقش العرض طرق العناية الشخصية وأهمية الدعم النفسي والاجتماعي الذي يمكن أن يقدمه الفتيان والرجال للفتيات في محيطهم.
أثر البرنامج على المجتمع الأسيوطي
أوضحت الدكتورة مروة كدواني أن المسرح التفاعلي كان له صدى قوي لأنه سمح للفتيات والفتيان بالمشاركة الفعالة والتعبير عن آرائهم وهو ما عزز ثقتهم بأنفسهم.
وأكدت أن استمرار البرنامج في قرى حياة كريمة يعكس التزام المجلس القومي للمرأة برفع مستوى الوعي الأسري والمجتمعي ومواجهة الممارسات السلبية التي تعيق تقدم الفتيات.
وأضافت أن الدعم الكبير الذي يلقاه البرنامج من وزارة الشباب والرياضة ومنظمات المجتمع المدني جعل أنشطته أكثر تأثيرا ونجاحا مشيرة إلى أن الهدف هو ترسيخ مفاهيم حماية الطفل وتعزيز التكامل بين أفراد المجتمع لحماية الفتيات من أي انتهاكات أو ضغوط اجتماعية.
توصيات مستقبلية لتوسيع التجربة
شددت مقررة فرع المجلس القومي للمرأة بأسيوط على ضرورة تعميم تجربة برنامج نورة في مختلف قرى المحافظة مؤكدة أن النتائج الأولية التي ظهرت في اللوقا وكوم المنصورة تبعث على التفاؤل خاصة في ظل تجاوب الأهالي مع المبادرات التوعوية وأعلنت أن المجلس سيواصل تنظيم أنشطة إضافية لتوسيع نطاق الاستفادة لتشمل أكبر عدد ممكن من الأطفال والفتيات.
وبهذا يشكل برنامج نورة في أسيوط نموذجا فاعلا للتعاون بين مؤسسات الدولة والمجتمع المدني حيث تتكامل الجهود لإيجاد بيئة أكثر وعيا وأمانا تتيح للفتيات فرصة النمو السليم وتساعد الفتيان على لعب دور إيجابي في محيطهم.
