رئيس حزب الوفد ورئيس مجلس الإدارة
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس التحرير
سامي أبو العز
رئيسا التحرير
ياسر شورى - سامي الطراوي
رئيس حزب الوفد ورئيس مجلس الإدارة
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس التحرير
سامي أبو العز
رئيسا التحرير
ياسر شورى - سامي الطراوي

أبوظبي تدخل على خط صفقة تيك توك بقيمة 14 مليار دولار

بوابة الوفد الإلكترونية

 في خطوة وُصفت بأنها محاولة لحسم مصير واحد من أكثر التطبيقات انتشارًا في العالم، وقّع الرئيس الأمريكي دونالد ترامب يوم الخميس مرسومًا رئاسيًا يوافق بموجبه على صفقة مقترحة تتيح استمرار عمل تطبيق تيك توك داخل الولايات المتحدة، بعد شهور من الجدل والتهديدات بالحظر.

 وبحسب المرسوم، فإن الصفقة تلزم شركة "بايت دانس" الصينية، المالكة لتيك توك، بالتنازل عن غالبية حصتها في عمليات التطبيق داخل أمريكا، بحيث تحتفظ بأقل من 20% فقط من الأسهم. 

 وتأتي هذه الخطوة استجابة لمتطلبات قانون الأمن القومي الأمريكي، الذي كان قد فرض على الشركة الصينية بيع أعمالها أو مواجهة حظر كامل.

تفاصيل الصفقة ومكوناتها:

 الصفقة التي أعلن عنها نائب الرئيس الأمريكي جيدي فانس، تصل قيمتها إلى نحو 14 مليار دولار، رغم أن سعر الشراء لم يُكشف رسميًا بعد. ووفقًا للمعلومات، فإن شركة مشروع مشترك جديدة ستتولى الإشراف على أعمال تيك توك داخل الولايات المتحدة، على أن يشارك فيها تحالف من كبار المستثمرين الأمريكيين والدوليين.

 وسيكون على رأس هؤلاء المستثمرين شركة أوراكل العملاقة للتكنولوجيا، إلى جانب شركة الاستثمار "سيلفر ليك"، وصندوق "إم جي إكس" للاستثمار في أبوظبي، حيث سيمتلكون مجتمعين نحو 45% من الحصة. أما باقي النسبة فستذهب لمستثمري بايت دانس الحاليين وبعض المساهمين الجدد، بينما تبقى حصة الشركة الصينية نفسها أقل من الخُمس.

 ولم يحضر أي ممثل رسمي من "بايت دانس" مراسم التوقيع، كما لم تُصدر الشركة بيانًا يعترف بالصفقة، وهو ما يعكس حالة من الترقب داخل الصين، حيث لا تزال الحكومة هناك مطالبة بالموافقة على بنود الاتفاق.

الدور الأمريكي في الإدارة:

 الصفقة، كما أوضح ترامب، تضمن أن تكون إدارة فرع تيك توك الأمريكي بالكامل بيد أمريكيين. فقد أكد الرئيس أن التطبيق سيكون "مملوكًا لأمريكيين، ويديره أمريكيون بخبرة واسعة". 

 ووفقًا للتفاصيل، ستتولى شركة أوراكل الإشراف المباشر على عمليات الأمان الرقمي للتطبيق، إضافة إلى استمرارها في تقديم خدمات الحوسبة السحابية اللازمة للتشغيل.

 ومن المتوقع أيضًا أن يشارك في رأس المال الجديد عدد من المستثمرين البارزين مثل "جينرال أتلانتيك"، "سوسكوها"، و"سيكوي"، فيما ذكرت تقارير أن روبرت مردوخ وابنه لاكلان، إضافة إلى مايكل ديل الرئيس التنفيذي لشركة ديل تكنولوجيز، قد يكونون جزءًا من التحالف الاستثماري.

القيمة السوقية والتقييمات:

 بحسب تقديرات حديثة، وصلت قيمة شركة "بايت دانس" الأم إلى نحو 330 مليار دولار في الشهر الماضي، بينما قدّر محللون أن قيمة عمليات تيك توك في الولايات المتحدة وحدها تتراوح بين 30 و35 مليار دولار. وهذا يعني أن الصفقة، رغم قيمتها الكبيرة، قد لا تعكس القيمة الحقيقية للسوق الأمريكية بالنسبة للتطبيق.

السياق السياسي والقانوني:

 الصفقة تأتي بعد أن وقّع ترامب الأسبوع الماضي مرسومًا مدّد بموجبه المهلة الممنوحة لبايت دانس لبيع عمليات تيك توك في أمريكا. فوفقًا لقانون الأمن القومي، الذي وُقع في عهد الرئيس السابق جو بايدن، كان يفترض أن يتم الحظر بشكل كامل إذا لم يتم التوصل إلى اتفاق.

 المرسوم الجديد يمنع وزارة العدل الأمريكية من تطبيق القانون حتى 16 ديسمبر المقبل، ما يمنح الأطراف مزيدًا من الوقت لترتيب تفاصيل الصفقة. وفي حال فشل التوصل إلى اتفاق نهائي أو رفضت الصين المصادقة، فقد يعود خيار الحظر إلى الطاولة من جديد، وهو ما قد يضع ملايين المستخدمين الأمريكيين للتطبيق في مواجهة فقدان منصتهم المفضلة.

مستقبل تيك توك في أمريكا:

 على الرغم من أن الصفقة تمثل خطوة كبيرة نحو بقاء تيك توك في السوق الأمريكي، إلا أن عدم إعلان الصين موقفها النهائي يترك الباب مفتوحًا على احتمالات متعددة. فبينما يرى البعض أن واشنطن نجحت في فرض شروطها عبر إشراك شركات أمريكية كبرى في إدارة التطبيق، يخشى آخرون من أن يفتح هذا الملف الباب أمام أزمات مماثلة مع تطبيقات أو شركات تكنولوجية صينية أخرى.

 ويبقى الأكيد أن مصير تيك توك لم يُحسم بعد بشكل كامل، وأن التطبيق سيظل في قلب معركة جيوسياسية بين واشنطن وبكين، تتجاوز حدود التكنولوجيا لتلامس ملفات الأمن القومي والتنافس الاقتصادي العالمي.