رئيس حزب الوفد ورئيس مجلس الإدارة
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس التحرير
سامي أبو العز
رئيسا التحرير
ياسر شورى - سامي الطراوي
رئيس حزب الوفد ورئيس مجلس الإدارة
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس التحرير
سامي أبو العز
رئيسا التحرير
ياسر شورى - سامي الطراوي

صفقة تيك توك بين واشنطن وبكين.. كيف ستبقى بايت دانس رابحة رغم البيع؟

تيك توك TikTok
تيك توك TikTok

 في تطور جديد يسلط الضوء على تعقيدات العلاقة بين السياسة والاقتصاد، كشفت تقارير إعلامية أن الشركة الصينية الأم لتطبيق تيك توك، بايت دانس، ستحصل على ما يقارب نصف أرباح عمليات التطبيق في الولايات المتحدة حتى بعد بيع حصتها المسيطرة لمستثمرين أمريكيين، بموجب صفقة يرعاها الرئيس الأمريكي دونالد ترامب.

أرباح مستمرة رغم التخلي عن السيطرة:

 بحسب مصادر مطلعة رفضت الكشف عن هويتها، ستبقى بايت دانس مستفيدة من عوائد تيك توك الأمريكية عبر آلية ترخيص خوارزميتها، وهي التقنية الأساسية التي تشغّل التطبيق وتمنحه تفوقه التنافسي. ووفقًا لهذه الآلية، ستتقاضى الشركة الصينية رسومًا عن استخدام الخوارزمية، إضافة إلى حصة من الأرباح تتناسب مع ملكيتها المتبقية. وتشير التقديرات إلى أن حصتها قد تصل إلى 50% أو أكثر من إجمالي الأرباح.

 وبالأرقام، إذا بلغت إيرادات تيك توك في الولايات المتحدة 20 مليار دولار، قد تحصل بايت دانس على نحو 4 مليارات دولار كرسوم ترخيص فقط، فضلًا عن 20% من الأرباح المتبقية وفق حصتها في رأس المال.

من بايدن إلى ترامب.. صراع ممتد حول التطبيق:

 بدأت أزمة تيك توك منذ إدارة الرئيس جو بايدن، الذي وقّع قانونًا يُلزم بايت دانس بالتخلي عن السيطرة على عمليات التطبيق في الولايات المتحدة أو مواجهة حظر كامل. لكن عودة ترامب إلى البيت الأبيض أعادت صياغة القصة؛ إذ منح الشركة الصينية عدة تمديدات للتوصل إلى صفقة بيع، مشيرًا إلى أن التطبيق ساهم في دعم شعبيته خلال انتخابات 2024.

 الأسبوع الماضي، أجرى ترامب مكالمة هاتفية مع الرئيس الصيني شي جين بينغ أعلن بعدها عن اتفاق مبدئي، بينما التزمت بكين الصمت ولم تؤكد التوصل إلى صفقة نهائية. ولإضافة مزيد من الغموض، صرّح نائب الرئيس جيف دانس بأن السعر سيكون في حدود 14 مليار دولار، وهو رقم يقل كثيرًا عن تقديرات المحللين التي تتراوح بين 35 و40 مليار دولار.

لماذا يبدو السعر منخفضًا؟:

 التناقض بين القيمة السوقية الحقيقية والسعر المقترح أثار جدلًا واسعًا في الأوساط المالية. ويرى محللون أن طريقة توزيع الأرباح هي ما يفسر هذا الفارق؛ إذ إن الأرباح التي ستستمر بايت دانس في جنيها تجعل السعر الظاهر أقل تعبيرًا عن القيمة الفعلية للأعمال.

 أشوِين بينواني، مؤسس شركة "ألفا بينواني كابيتال"، وصف العرض بأنه "قد يكون الاستحواذ الأقل قيمة في قطاع التكنولوجيا خلال العقد الماضي"، مضيفًا أن 14 مليار دولار لا تعكس سوى ثلث القيمة الواقعية للتطبيق.

الائتلاف الأمريكي وشركاء جدد:

 من المتوقع أن يمتلك الائتلاف المدعوم من الولايات المتحدة، الذي قد يضم شركات مثل أوراكل وسيلفر ليك مانجمنت وMGX من أبو ظبي، نحو 80% من أعمال تيك توك في الولايات المتحدة. وسيتولى هذا الائتلاف إدارة العمليات محليًا، بينما تظل بايت دانس صاحبة اليد الطولى من خلال الخوارزمية.

موقف الصين:

 من جهتها، أعادت السفارة الصينية في واشنطن التأكيد على موقفها الرسمي، مشددة على ضرورة أن تضمن الولايات المتحدة "بيئة مفتوحة وعادلة وغير تمييزية للمستثمرين الصينيين"، في إشارة إلى أن بكين لا تزال تتحفظ على بعض بنود الصفقة.

معركة لم تُحسم بعد:

 رغم اقتراب الطرفين من وضع اللمسات الأخيرة، إلا أن تفاصيل كثيرة لا تزال غامضة، بدءًا من السعر النهائي ووصولًا إلى طبيعة التزامات كل طرف. الأكيد حتى الآن أن بايت دانس ستخرج رابحة من الصفقة، إذ ستبقى تحصد مليارات الدولارات من أرباح تيك توك الأمريكية دون أن تتحمل عبء السيطرة المباشرة على عملياتها.

 ومع استمرار الجدل، يبقى السؤال مطروحًا: هل نجح ترامب في تأمين صفقة سياسية واقتصادية تحفظ مصالح بلاده، أم أن بايت دانس تمكنت من انتزاع مكسب تاريخي سيبقيها المستفيد الأكبر من التطبيق الأكثر شعبية في العالم؟