رئيس حزب الوفد ورئيس مجلس الإدارة
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس التحرير
سامي أبو العز
رئيسا التحرير
ياسر شورى - سامي الطراوي
رئيس حزب الوفد ورئيس مجلس الإدارة
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس التحرير
سامي أبو العز
رئيسا التحرير
ياسر شورى - سامي الطراوي

سرطان الزائدة الدودية يتزايد بين الشباب.. والخبراء يفسرون

سرطان الزائدة الدودية
سرطان الزائدة الدودية

لعقودٍ من الزمن، كان سرطان الزائدة الدودية من نوع الأمراض الذي لا يُصادفه الأطباء إلا مرة أو مرتين خلال مسيرتهم المهنية، حيث كان يُكتشف غالباً لدى كبار السن.

منها الانتفاخ.. 7 أعراض لسرطان الزائدة الدودية

لكنه بدأ مؤخرا يأخذ اتجاهاً مفاجئاً ومُقلقاً، إذ بات سرطان الزائدة الدودية يُشخَّص بوتيرةٍ متزايدة، ويؤثر بشكلٍ مُتزايد على الأشخاص في الثلاثينيات والأربعينيات من العمر، وحتى أصغر.

كما ترك هذا التحول العديد من الخبراء في حيرةٍ من أمرهم، محاولين إيجاد إجابات.

تعرف الزائدة الدودية بأنها كيسٌ صغيرٌ على شكل إصبع، مُتصل بالأمعاء الغليظة، وبينما لا يزال دورها في الجسم محلَّ جدل، إلا أنها تُعرف بشكلٍ خاص بأنها تُسبب التهابا مؤلما غالبًا ما يتطلب جراحةً طارئةً، وما هو أقلُّ شهرةً هو أن السرطان يُمكن أن يتطور في الزائدة الدودية، عادةً دون أيِّ علاماتٍ تحذيرية.

كما أظهرت دراسة جديدة أن عدد حالات سرطان الزائدة الدودية قد ازداد بشكل كبير بين الأشخاص المولودين بعد سبعينيات القرن الماضي.

فيما تضاعفت في الواقع، معدلات الإصابة ثلاثة أضعاف أو حتى أربعة أضعاف لدى الأجيال الشابة مقارنةً بمن ولدوا في أربعينيات القرن الماضي.

وفي حين أن الأعداد الإجمالية لا تزال صغيرة (يُصيب سرطان الزائدة الدودية عددًا قليلًا من الأشخاص لكل مليون نسمة سنويًا)، إلا أن الارتفاع السريع لافت للنظر.

كما أن الأكثر لفتًا للانتباه هو أن حالة واحدة من كل ثلاث حالات تُصيب الآن البالغين دون سن الخمسين، وهي نسبة أعلى بكثير من تلك التي تُلاحظ في أنواع أخرى من سرطانات الجهاز الهضمي.

وعلى الرغم من أن السبب غير معلوم على وجه اليقين، إلا أنه قد يكون أحد أول الأسباب هو التغيير الجذري في نمط الحياة والبيئة على مدى العقود القليلة الماضية، حيث ارتفعت معدلات السمنة بشكل حاد منذ سبعينيات القرن الماضي، وتُعدّ زيادة الوزن عامل خطر معروفا للعديد من أنواع السرطان، بما يشمل سرطانات الجهاز الهضمي.

في الوقت نفسه، تحولت الأنظمة الغذائية نحو الأطعمة المصنعة والمشروبات السكرية واللحوم الحمراء أو المصنعة، والتي ارتبطت جميعها بزيادة خطر الإصابة بالسرطان في أجزاء أخرى من الأمعاء.

 

كما انخفض النشاط البدني، حيث يقضي الكثيرون ساعات طويلة جالسين على المكاتب أو أمام الشاشات.

وهناك احتمال آخر يتمثل في تعرض الأشخاص لعوامل بيئية جديدة لم تواجهها الأجيال السابقة.

أيضا يلعب التصنيع في إنتاج الغذاء والاستخدام الواسع للبلاستيك والمواد الكيميائية والتغيرات في جودة المياه دورًا في ذلك.

 

صعوبة الكشف وأهم النصائح

يذكر أن التحدي الأكبر لمرض سرطان الزائدة الدودية هو صعوبة اكتشافه. فعلى عكس سرطان القولون، الذي يمكن اكتشافه مبكرًا أحيانًا من خلال تنظير القولون، عادةً ما يمر سرطان الزائدة الدودية دون أن يُلاحظ إذ تكون الأعراض، إن ظهرت، غامضة ويسهل تجاهلها.

 

كما يمكن أن يعاني الأشخاص من ألم خفيف في البطن أو انتفاخ أو تغيرات في عادات الأمعاء، وهي شكاوى شائعة للعديد من الحالات الحميدة.

ونتيجةً لذلك، لا تُكتشف معظم الحالات إلا بعد إجراء جراحة للاشتباه في التهاب الزائدة الدودية، عندما يكون الوقت غالبًا متأخرًا جدًا للتدخل المبكر.

وعلى الرغم من ارتفاع عدد الحالات، فإنه لا يوجد فحص روتيني لسرطان الزائدة الدودية.

كما يُعدّ هذا المرض نادرًا جدًا بحيث لا يُبرر إجراء فحص واسع النطاق، ويصعب تشخيص الزائدة الدودية بالتصوير القياسي أو التنظير الداخلي، مما يعني أن على كلٍ من المرضى والأطباء توخي الحذر الشديد.

وتشير بعض الأبحاث الحديثة إلى أن التعرض للمضادات الحيوية في مرحلة مبكرة من العمر ربما يكون له آثار طويلة المدى على الجهاز الهضمي، ولكن هناك حاجة إلى مزيد من الدراسات لتأكيد هذه الصلة.

أما عن أفضل نصيحة في الوقت الحالي، فيعتبر التركيز على الوقاية والتوعية والحفاظ على وزن صحي واتباع نظام غذائي متوازن غني بالفواكه والخضراوات والحبوب الكاملة والنشاط البدني الخطوات الأمثل.

كذلك يُعد تجنب التبغ أمرا مهما أيضا، لكن كل هذه الإجراءات لا تضمن الحماية من سرطان الزائدة الدودية، إلا أنها استراتيجيات مثبتة للصحة العامة.