يوتيوب يكشف عن جيل جديد من أدوات الذكاء الاصطناعي لتمكين المبدعين
في خطوة تؤكد ريادته كمنصة رائدة في صناعة المحتوى الرقمي، أعلن يوتيوب خلال مؤتمر خاص بالمبدعين عن حزمة واسعة من الأدوات الجديدة، التي تعتمد في معظمها على تقنيات الذكاء الاصطناعي، بهدف تسهيل عملية الإنتاج وتعزيز جودة الفيديوهات وجذب جمهور أوسع.
تحرير الفيديو بنقرة واحدة
من بين أبرز الابتكارات التي كشف عنها يوتيوب أداة تحرير الفيديو بالذكاء الاصطناعي، التي تتيح للمستخدمين تحويل المقاطع الخام إلى فيديوهات جاهزة للاستخدام بمجرد ضغطة زر.
الأداة توفر خيارات متعددة لإضافة الموسيقى، والتأثيرات الصوتية، والانتقالات بين المشاهد، مما يقلل من الوقت والجهد المبذولين في المونتاج.
الأداة ما زالت في مرحلة الاختبار، على أن يتم إطلاقها رسميًا خلال الأسابيع القليلة المقبلة.
دعم النصوص الصوتية بلغات متعددة
وسع يوتيوب نطاق خدماته ليشمل برنامج إنشاء نصوص صوتية تلقائية باللغتين الإنجليزية والهندية، وهو متاح من خلال تطبيق YouTube Create وكذلك عند إنتاج مقاطع Shorts.
هذه الخدمة، المنتظر إطلاقها في وقت لاحق من هذا العام، تهدف إلى دعم المبدعين في الوصول إلى جماهير أوسع عبر تسهيل إضافة النصوص المصاحبة للفيديو.
كما أطلق يوتيوب برنامجًا آخر يسمح بتحويل النصوص المكتوبة إلى موسيقى تصويرية جذابة، مما يعزز الجانب الإبداعي لمقاطع Shorts.
قوة Veo 3 في خدمة Shorts
أحد التطويرات اللافتة تمثل في دمج تقنية Veo 3 مع مقاطع Shorts، هذه التقنية تمنح المستخدمين القدرة على تحويل الأفكار البسيطة إلى مقاطع فيديو عالية الجودة، مع تحسين كبير في الصوت ودقة المطابقة بين النصوص والوصف المرئي.
كما ستوفر أدوات إضافية لتصميم الشخصيات المتحركة، وإضفاء لمسات جمالية متقدمة على مقاطع الفيديو القصيرة، وهو ما يعكس توجه يوتيوب لتقديم تجربة إنتاج احترافية حتى للمحتوى السريع.
مساعد ذكاء اصطناعي في YouTube Studio
لم يغفل يوتيوب عن دعم المبدعين في إدارة قنواتهم وتحليل بياناتهم، إذ أضاف ميزة جديدة داخل YouTube Studio عبارة عن مساعد ذكاء اصطناعي قادر على قراءة الإحصاءات وتحليل اتجاهات المشاهدات. هذه الميزة، المتاحة بالفعل، تمثل أداة قيمة تساعد صناع المحتوى في فهم جمهورهم بشكل أدق وتطوير استراتيجياتهم المستقبلية بناءً على بيانات واضحة.
في جانب آخر يعزز البعد الاجتماعي والإبداعي، أعلن يوتيوب عن ميزة تعاون جديدة تتيح للمبدعين العمل مع ما يصل إلى أربعة أشخاص آخرين في إنتاج مقطع فيديو واحد. هذه الخطوة من شأنها أن توسع قاعدة الجمهور، حيث تظهر الفيديوهات التعاونية لمتابعي جميع المشاركين، وهو ما يزيد من فرص الانتشار والوصول لمشاهدين جدد. وستكون هذه الميزة متاحة عالميًا خلال الأسبوعين المقبلين.
كما قدمت المنصة أداة اختبار A/B لعناوين الفيديوهات، والتي تتيح لصانع المحتوى تجربة ما يصل إلى ثلاثة عناوين مختلفة للفيديو نفسه. هذه الأداة تمنح المبدعين فرصة لمعرفة العنوان الأكثر جذبًا للجمهور، وبالتالي تحسين معدلات المشاهدة وزيادة التفاعل.
مستقبل جديد لصناعة المحتوى
تؤكد هذه الحزمة من الأدوات أن يوتيوب يسعى لترسيخ مكانته كمنصة متكاملة، ليس فقط لمشاهدة الفيديوهات، بل أيضًا لتمكين المبدعين من إنتاج محتوى أكثر ابتكارًا وجودة. ومع التركيز الواضح على الذكاء الاصطناعي والتعاون بين المبدعين، يبدو أن يوتيوب يمهد الطريق لمرحلة جديدة من صناعة المحتوى الرقمي، حيث يصبح الإبداع أسرع وأكثر سهولة، دون التفريط في الجودة أو العمق.
وبهذه الخطوات، يبعث يوتيوب برسالة قوية إلى منافسيه مفادها أنه سيظل اللاعب الأبرز في عالم الفيديو الرقمي، عبر دمج أحدث التقنيات لخدمة ملايين المبدعين حول العالم.