رئيس حزب الوفد ورئيس مجلس الإدارة
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس التحرير
سامي أبو العز
رئيسا التحرير
ياسر شورى - سامي الطراوي
رئيس حزب الوفد ورئيس مجلس الإدارة
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس التحرير
سامي أبو العز
رئيسا التحرير
ياسر شورى - سامي الطراوي

اكتشاف علمي يفتح باب الأمل: أدلة جينية جديدة قد تساهم في القضاء على الملاريا

الملاريا
الملاريا

في إنجاز علمي يُبشر بإحداث تحول جذري في جهود القضاء على الملاريا، توصّل علماء بريطانيون إلى أدلة جينية جديدة تكشف كيف تطور نوع من البعوض يُعرف بـ Anopheles funestus، أحد أكثر أنواع البعوض فتكًا في إفريقيا. 

وكان هذا النوع لسنوات طويلة بعيدًا عن دائرة البحث مقارنةً بأقربائه مثل Anopheles gambiae، رغم دوره المحوري في نقل المرض. الآن، وبفضل هذا الاكتشاف، أصبح بالإمكان تطوير استراتيجيات جديدة ومحددة لاستهدافه.

البحث بين الماضي والحاضر

قادت الدراسة فرق بحثية من معهد ويلكوم سانجر في المملكة المتحدة، بالتعاون مع باحثين أفارقة، حيث قاموا بجمع وتحليل الجينوم الكامل لـ 656 بعوضة حديثة من مختلف أنحاء إفريقيا، إلى جانب 45 عينة تاريخية تم جمعها بين عامي 1927 و1967. النتائج أظهرت وجود تنوع جيني مذهل لدى هذا النوع، ما يشير إلى وجود مجموعات سكانية مترابطة جينيًا على امتداد القارة، مع بعض المناطق التي تحتضن تجمعات معزولة جينيًا.

بعوض يتطور بسرعة لمقاومة المبيدات

عبر فحص الحمض النووي للعينات القديمة والحديثة، اكتشف الباحثون طفرات جينية مهمة تفسّر قدرة البعوض على مقاومة المبيدات الحشرية المستخدمة في العقود الأخيرة. بعض هذه الطفرات ظهرت منذ ستينيات القرن الماضي، في حين أن طفرات أخرى تطورت لاحقًا، مما يعكس مدى مرونة البعوض وسرعة تأقلمه مع التحديات البيئية.

فرصة لتكرار نجاحات تعديل البعوض

إحدى النتائج المبشرة أن البنية الجينية لـ An. funestus تتشابه في بعض الجوانب مع An. gambiae، وهو النوع الذي جرى بالفعل تعديل جيني له في تجارب سابقة باستخدام تقنية "الدفع الجيني"، لتقليل أعداد الإناث المسؤولة عن نقل المرض. هذا يفتح الباب أمام إمكانية تطبيق نفس التقنية على An. funestus، مما يزيد من فرص السيطرة على الملاريا بشكل أكثر فعالية.

نقلة نوعية في مكافحة المرض

قال البروفيسور تشارلز ووندجي، أحد المشاركين في الدراسة من الكاميرون، إن هذا الاكتشاف يمثل "إنجازًا كبيرًا" سيساهم في تطوير تدخلات أكثر ذكاءً وفعالية ضد هذا الناقل الرئيسي للملاريا. بينما أوضحت الدكتورة مارا لاونيتشاك، المؤلفة الرئيسية للدراسة، أن هذا الفهم المتقدم للتنوع الجيني يعزز فرص مراقبة ومكافحة البعوض بشكل دقيق ومتخصص، مما يشكل خطوة حاسمة نحو القضاء على هذا المرض القاتل.

نهاية الملاريا.. باتت ممكنة

في ظل هذا التقدم، يرى الباحثون أن هذه البيانات ستُسهم في تصميم استراتيجيات ميدانية دقيقة تأخذ بعين الاعتبار الفروق الجينية بين مجموعات البعوض المختلفة. وبذلك، فإن الملاريا التي تودي بحياة مئات الآلاف سنويًا قد تجد أخيرًا خصمًا علميًا قادرًا على كسر دورة انتشارها.