حفل اليوم العالمي لسلامة المريض بمستشفيات قصر العيني (صور)

شهدت كلية طب قصر العيني جامعة القاهرة انطلاق فعاليات الاحتفال باليوم العالمي لسلامة المريض، اليوم الإثنين، بالتعاون مع منظمة الصحة العالمية والمركز المصري لاعتماد الرعاية الصحية (GAHAR).
وتستمر الفعاليات على مدار يومين تحت شعار: "Safety First: A Collaborative Journey Towards Safer Hospitals" برعاية الدكتور حسام صلاح مراد، عميد كلية طب قصر العيني ورئيس مجلس إدارة مستشفيات جامعة القاهرة، وإشراف الدكتور حسام حسني، المدير التنفيذي لمستشفيات جامعة القاهرة، وبمشاركة وكلاء الكلية، ونواب المدير التنفيذي، وممثلي هيئة الاعتماد والرقابة الصحية (GAHAR)، وقيادات من وزارة الصحة، ومديري المستشفيات، ورؤساء الأقسام، ونخبة من كبار الأساتذة والقيادات الطبية.
عميد قصر العيني: ممارسة الطب مسؤولية إنسانية سامية

وقال عميد كلية طب قصر العيني ورئيس مجلس إدارة مستشفيات جامعة القاهرة، إن هذا اليوم يمثل وقفة تأمل في معنى ممارسة الطب باعتبارها مسؤولية إنسانية سامية، لا مجرد مهنة تقليدية.
ولفت عميد كلية طب قصر العيني إلى أن سلامة المريض مسؤولية جماعية يشترك فيها كل فرد داخل المؤسسة الصحية، بدءًا من مقدم الخدمة الطبية وحتى كل من له دور إداري أو خدمي، وأن الطبيب عندما يُقسم فإن كل حرف في قسمه يشير إلى أن المريض هو المحور، وأن كل ما يُبذل يجب أن يُبذل لأجله.
وأوضح عميد طب قصر العيني أن الاعتماد الطبي وحوكمة الجودة لم تعد رفاهية، بل أصبحت ضرورة وطنية لربط الأداء الإكلينيكي بنتائج حقيقية على مستوى الأمان والجودة.
وأشار عميد طب قصر العيني إلى أن نحو 16 في المائة من الأضرار القابلة للتجنب تعود إلى أخطاء في التشخيص، وأن تطبيق ممارسات التعقيم ومكافحة العدوى يمكن أن يقلل العدوى المكتسبة داخل المستشفيات بنسبة تصل إلى 50 في المائة، مما يضع على جميع أفراد المنظومة الصحية مسؤولية مباشرة تجاه تطبيق المعايير بأعلى درجات الالتزام لضمان بيئة علاجية آمنة تحمي المريض وتعزز ثقته في النظام الصحي.
رئيس هيئة الرقابة الصحية: قصر العيني خط الدفاع الأول عن سلامة المرضى

واستعرض الدكتور أحمد طه، رئيس الهيئة العامة للاعتماد والرقابة الصحية (GAHAR)، الجهود التي بذلتها الدولة خلال مواجهة جائحة كورونا، مشيرًا إلى التحالف الوثيق بينه وبين الدكتور حسام صلاح في مواجهة هذا التحدي، بالإضافة إلى الدور البارز الذي قام به الدكتور حسام حسني في وزارة الصحة خلال تلك الفترة.
وشدد على أن هذه الاحتفالية تمثل تجديد عهد ومسؤولية تضع رعاية المريض وحمايته في صدارة الأولويات، واستعرض عددًا من الحقائق والإحصائيات المهمة التي توثقها تقارير منظمة الصحة العالمية، ومنها أن أكثر من 134 مليون حادث ضار سنويًا في مستشفيات الدول منخفضة ومتوسطة الدخل ينتج عنها نحو 2.6 مليون وفاة يمكن تفاديها، وأن واحدًا من كل عشرة مرضى قد يتعرض للضرر أثناء تلقيه الرعاية الصحية.
ونبه إلى أن مصر تخطو خطوات جادة نحو إصلاح المنظومة الصحية عبر مشروع التأمين الصحي الشامل، الذي يجعل "الرعاية الآمنة" ركيزة أساسية، مؤكدًا أن الجامعات، وفي مقدمتها جامعة القاهرة وقصر العيني، تمثل خط الدفاع الأول عن سلامة المرضى.
ودعا إلى المزيد من البحوث التطبيقية في مجال مكافحة العدوى والأخطاء الطبية وسلامة العمليات الجراحية، لافتًا إلى أن العدوى المكتسبة داخل المستشفيات مسؤولة عن 7% من الوفيات، وتصل إلى 15% في الدول منخفضة الدخل.
وأكد أن الهيئة العامة للاعتماد والرقابة الصحية قامت بوضع المعايير الوطنية لسلامة المرضى، استنادًا إلى أحدث المرجعيات الدولية، بما يتناسب مع الواقع المصري، وتشمل هذه المعايير المرضى والأطباء والفنيين والإداريين، بالإضافة إلى سلامة المنشآت والبنية التحتية والتجهيزات، لضمان منظومة رعاية صحية متكاملة من الأمان والجودة.
وختم بالإشارة إلى أن منظمة الصحة العالمية اختارت هذا العام شعار "الرعاية الآمنة لكل مولود وطفل"، وأن مصر تترجم هذا الشعار من خلال دعم وحدات حديثي الولادة وتطبيق بروتوكولات سلامة المرضى في توقيت بالغ الأهمية.
أمين المستشفيات الجامعية يؤكد أهمية مناقشة سلامة المريض

وأوضح الدكتور عمر شريف، الأمين العام للمجلس الأعلى للمستشفيات الجامعية، أن سلامة المريض لا تتحقق بجهد فردي، وإنما هي نتاج تكامل جميع التخصصات والقطاعات داخل المستشفيات.
ونوه بأهمية التنسيق بين الهيئات المختلفة لضمان تقديم رعاية شاملة مدعومة برقابة صحية فعالة، موضحًا أن هناك ثلاث مجموعات رئيسية من المستشفيات: الجامعية الحكومية، والجامعية الخاصة، والمستشفيات المنتسبة مثل معهد الرمد، والتي يجب أن تتكامل في جهودها من أجل سلامة المرضى.
وأكد أن مناقشة سلامة المريض يجب أن تكون جزءًا من ثقافة الجامعات كافة، مشيدًا بدور الهيئة العامة للاعتماد والرقابة الصحية (GAHAR) في دعم هذا التوجه ومرافقته خطوة بخطوة.
ممثل منظمة الصحة العالمية: تغير جذري بالنظام الصحي في مصر

وذكر الدكتور نعمة العبد، ممثل منظمة الصحة العالمية (WHO)، أن شعار سلامة المرضى هو الأساس منذ اللحظة الأولى.
وأوضح أن سلامة المرضى ليست فقط عنصرًا من عناصر الرعاية الصحية، بل هي جوهرها وسبب استدامتها.
وأشار إلى أن الاستثمار في صحة الأم والطفل هو استثمار مباشر في التنمية البشرية، موضحًا أن كل دولار يُستثمر في صحة الأمهات في إقليم شرق المتوسط يحقق عوائد اقتصادية تتراوح بين 9 إلى 20 دولارًا أمريكيًا.
وأشار إلى التحول الجذري الذي يشهده النظام الصحي في مصر بموجب قانون التأمين الصحي الشامل رقم 2 لسنة 2018، والذي يعد نقطة فاصلة في تاريخ النظام الصحي المصري، ويعزز الحوكمة ويركز على الجودة وسلامة المرضى، ويتماشى مع المبادرات الرئاسية لصحة المرأة، ويدعو إلى رعاية متكاملة منذ ما قبل الولادة وحتى عامين بعد الولادة.
مدير مستشفيات جامعة القاهرة: قصر العيني سيظل صرحًا علميًا رائدًا

ولفت الدكتور حسام حسني، المدير التنفيذي لمستشفيات جامعة القاهرة، إلى أن سلامة المريض ليست إجراءً تنظيميًا فقط، بل التزام أخلاقي وعلمي وإنساني يُعبّر عن عمق العلاقة بين مقدم الخدمة والمريض، مشيدًا بالتعاون المثمر مع منظمة الصحة العالمية وهيئة الاعتماد والرقابة الصحية.
وأكد أن مستشفيات جامعة القاهرة ستظل صرحًا علميًا وطبيًا رائدًا، يحمل على عاتقه مسؤولية بناء منظومة صحية قائمة على الثقة والجودة والشفافية.

وأدارت فعاليات اليوم الدكتورة رباب مأمون سلامة، مدير المكتب التنفيذي للجودة وتطوير الرعاية الصحية للمستشفيات، والتي أشارت في ختام اليوم إلى أن ما شهدته الاحتفالية من كلمات، وبيانات، وخبرات مطروحة يعكس التزامًا وطنيًا متجددًا تجاه وضع المريض في صدارة الأولويات، وتأكيدًا على أن سلامته مسؤولية يتقاسمها الجميع.
