رئيس حزب الوفد ورئيس مجلس الإدارة
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس التحرير
سامي أبو العز
رئيسا التحرير
ياسر شورى - سامي الطراوي
رئيس حزب الوفد ورئيس مجلس الإدارة
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس التحرير
سامي أبو العز
رئيسا التحرير
ياسر شورى - سامي الطراوي

من براءة الاستشهاد لزهور الوفاء.. "ماجي" التي حولت الإرهاب إلى انتصار للإنسانية والوحدة

بوابة الوفد الإلكترونية

في مشهد نادر يجمع الماضي بالحاضر، احتضنت قاعة حفل تخرج مدرسة رمسيس كولدج لوحة إنسانية تخلد ذكرى الطفلة "ماجي مؤمن" التي كان من المفترض أن تكون بين خريجات دفعة ١١٢، لولا أن خطف الإرهاب براءتها قبل ثماني سنوات.

ففي ديسمبر 2016، استشهدت ماجي في تفجير الكنيسة البطرسية بالعباسية وهي في العاشرة من عمرها، لتحرم من لحظة التخرج التي حلمت بها. لكن زميلات دفعتهن - اللواتي كبرن وتحقق حلم التخرج - أصررن على ألا تتخرج دونها.

لم تكن ماجي مجرد رقم في قائمة الضحايا، بل كانت تلميذة مشرقة وممثلة مسرح موهوبة ولاعبة كرة طائرة واعدة، غيبتها يد الإرهاب الجبان.

بعض طالبات الدفعة طبعن اسم ماجي على ملابس التخرج، محولات الحفل إلى رسالة وفاء تخترق الزمن. تقول إحدى الطالبات: "كنا نعلم أنها تخرج معنا اليوم، ليس بجسدها، ولكن بروحها التي تحيط بنا".

جاءت هذه الخطوة من زميلاتها لترسل رسالة واضحة: "إن الإرهاب قد يسرق الأجساد، لكنه لا يستطيع محو الذكرى". وقد انضممن إلى هذا الوفاء إدارة المدرسة بإشراف د.مني مكرم الله مديرة المدرسة التي خصصت جزءاً من الحفل لتكريمها، مؤكدة أن طالباتها "محفورات في الوجدان وليسوا أرقاماً في السجلات".

المشهد الأكثر تأثيراً كان بحضور د. مايا مرسي وزيرة التضامن الاجتماعي، التي توجهت بكلمات مؤثرة قائلة: "يا ماجي عمري ما نسيتك ولا مصر نسيتك"، ثم احتضنت والدة الطفلة الشهيدة في لحظة أبكت الحضور، وكأن مصر كلها تحتضن الأسرة وتطيب خاطرها.

هذه القصة ليست مجرد حفل تخرج، بل هي رسالة انتصار للإنسانية على الإرهاب، وتذكير بأن البراءة لا تموت، وأن الذكرى أقوى من الرصاص. لقد تخرجت ماجي مع زميلاتها كما حلمت، لكن في السماء حيث يحتفظ الله ببراءتها، وفي قلوب زميلاتها حيث ستبقى خالدة.

في اليوم الذي رفعن فيه قبعات التخرج، كن يرفعن معها ذكرى لم تمت.. ذكرى طفلة علمت العالم أن الوفاء أقوى من الإرهاب، وأن الحب ينتصر دائمًا في النهاية.