هل تعلم؟ محبة النبي أصل الإيمان كما جاء في الكتاب والسنة

في زمن تتعدد فيه الانشغالات وتزدحم فيه القلوب بشتى الاهتمامات، يظل سؤال جوهري يفرض نفسه على كل مسلم: هل نحب رسول الله ﷺ كما ينبغي؟ وهل نُدرك أن محبته أصلٌ من أصول الإيمان؟
محبة النبي في قلب العقيدة
إن **محبة النبي محمد ﷺ ليست شعورًا عاطفيًا مجردًا، بل هي ركن أساسي من أركان الإيمان**، كما قال النبي الكريم: "لا يؤمن أحدكم حتى أكون أحب إليه من والده وولده والناس أجمعين(رواه البخاري).
فلا يكتمل إيمان العبد إلا إذا فاقت محبته للنبي ﷺ محبته لأعز الناس عليه، حتى والديه وأبنائه، لماذا؟ لأن الرسول ﷺ هو الهادي إلى سبيل الله، والمخلّص من ظلمات الجهل، وهو من **بذل عمره وجهده وحياته في سبيل إيصال الرسالة، دون أن ينتظر مقابلًا من أحد.
القرآن الكريم يشهد لمحبة النبي ورحمته بالأمة
وقد وصف الله تعالى نبيه الكريم في كتابه العزيز بأوصاف تُلهب القلوب محبة وتقديرًا، حيث قال:"لَقَدْ جَاءَكُمْ رَسُولٌ مِنْ أَنْفُسِكُمْ، عَزِيزٌ عَلَيْهِ مَا عَنِتُّمْ، حَرِيصٌ عَلَيْكُمْ، بِالْمُؤْمِنِينَ رَءُوفٌ رَحِيمٌ"(التوبة: 128)
أي أن النبي ﷺ جاء من بينكم، يعرف طباعكم، ويتألم لألمكم، ويحرص على هدايتكم كما يحرص الأب على نجاة أبنائه. وهذا الحرص والرأفة والرحمة تستوجب منا ردًا ولو يسيرًا، وهو أن نُحبه بصدق، ونُعظمه بقلوبنا، ونتبعه في أقوالنا وأفعالن.
كيف نترجم محبتنا للنبي ﷺ؟
محبة النبي ليست ادعاءً باللسان، بل تُثبتها الأفعال والسلوك. ومن أبرز صور هذه المحبة:
اتباع سنّته في الأمور كلها، الصغيرة والكبيرة.
الدفاع عنه ضد الإساءة والتشويه.
الإكثار من الصلاة عليه، امتثالًا لقوله تعالى:"إِنَّ اللَّهَ وَمَلَائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ، يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا" (الأحزاب: 56)
تعليم سيرته لأبنائنا وأجيالنا، حتى يعرفوا من هو قدوتهم الحقّة.
محبة النبي ﷺ ليست مجرد عاطفة، بل هي طريق إلى الفلاح والنجاة في الدنيا والآخرة. من أحب النبي بصدق، سلك دربه، ونهل من سنّته، ووقف عند حدوده، فاز برضى الله ومحبته.
قال النبي ﷺ: "المرءُ مع مَن أَحبّ" (رواه البخاري)، فاجعل محبته ﷺ نورًا في قلبك، ومنهجًا في حياتك، وعلامة على إيمانك.