أثار أسامة نبيه، المدير الفنى لمنتخب مصر للشباب، جدلًا واسعًا بعد قراره استبعاد عدد من المحترفين المصريين فى الخارج، وعلى رأسهم بلال عطية (شتوتجارت)، كاميرون إسماعيل (أرسنال)، وكريم أحمد (ليفربول). قرار وصفه اتحاد الكرة بأنه “فني”، لكن تساؤلات الجماهير والإعلاميين حملت طابعًا أعمق: هل نحن أمام رؤية جديدة أم إهدار لفرص ثمينة؟
تجاهل للمواهب الصاعدة حيث إن الثلاثى المستبعد ليس مجرد أسماء عادية؛ بل يمثلون مشروعًا لمستقبل الكرة المصرية فى أوروبا. بلال عطية يطرق أبواب البوندزليجا، كاميرون إسماعيل وقع عقدًا احترافيًا مع أرسنال، وكريم أحمد تم تصعيده للفريق الأول ليعد ثالث مصرى يرتدى قميص ليفربول بعد محمد صلاح وألفين أيمن.. استبعاد هؤلاء يطرح تساؤلات حول فلسفة الاختيارات: هل يتم الاعتماد على أصحاب الجاهزية اللحظية فقط، أم أن هناك خطة بعيدة المدى لصناعة منتخب المستقبل؟
ويظهر شبح الماضى الذى يطارد الحاضر، وهو ما يزيد من الجدل حيث إن المشهد يعيد للأذهان قرارات مماثلة فى عهد هيكتور كوبر، عندما قام نبيه باستبعاد لاعبين من النادى الأهلى رغم جاهزيتهم، بدعوى «الملاءمة الفنية». آنذاك، دفعت الكرة المصرية ثمنًا غاليًا بسبب تضييق دائرة الاختيارات. واليوم، يخشى كثيرون أن تتكرر نفس الأخطاء مع جيل الشباب.. وبين الحاجة للانتصار وبناء المستقبل، قد يكون لنبيه أسبابه الفنية، وربما رأى أن المجموعة الحالية أكثر انسجامًا أو مناسبة لخططه. لكن السؤال الذى يفرض نفسه: هل الأولوية فى منتخبات الشباب هى للفوز السريع فقط، أم لصناعة قاعدة عريضة من اللاعبين القادرين على حمل قميص المنتخب الأول مستقبلًا؟
فإذا غلبت الحسابات اللحظية على الرؤية الاستراتيجية، فقد نخسر جيلًا كاملًا كان يمكن أن يكون «محمد صلاح جديد» أو أكثر.
إن قرارات أسامة نبيه تكشف عن أزمة أكبر من مجرد استبعاد ثلاثة أسماء. هى أزمة رؤية فى كيفية التعامل مع المواهب المصرية بالخارج. الكرة المصرية تحتاج اليوم إلى جهاز فنى يمتلك شجاعة استثمار هذه الطاقات، لا إلى تكرار أخطاء الماضى. فالنتائج السريعة قد تُفرح للحظة، لكن المستقبل لا يُبنى إلا على قرارات جريئة تُعطى الأولوية للمواهب الواعدة.
الأهلى.. بين مجد البطولات وتحديات الإدارة
يظل النادى الأهلى أكبر أندية القارة من حيث التاريخ والبطولات، لكن الواقع الحالى يكشف عن أزمات متراكمة لا تتعلق فقط بالملعب، بل تمتد إلى الإدارة وملفات التخطيط.. فبين قرارات متسرعة فى سوق الانتقالات.. إلى أزمة الاستقرار الفنى الأمر الذى وضع رئيس النادى تحت الضغط؛ مما اضطره إلى اللجوء إلى لعبة قديمة وهى الانسحاب (التنحي) وهى التى سبق استخدامها بنجاح لدفع الناس إلى نسيان الإخفاقات، ولهذا توقعنا عودة محمود الخطيب عن قراره بالانسحاب من رئاسة النادى عند تحقيق الهدف والمطالبة بعودته! ورغم إنها لحظة مؤثرة، لكنّها أيضًا فتحت باب الانتقادات. فالجماهير التى صفقت لتراجعه، بدأت اليوم تطرح أسئلة حول قدرته على إعادة ترتيب البيت من الداخل، وحول جدوى السياسات المتبعة فى الإدارة والصفقات.. الخطيب رمز كبير فى تاريخ الأهلى، لكن التحدى الحالى يتطلب إدارة أكثر صرامة ووضوحًا، بعيدًا عن المجاملات والقرارات العاطفية.
أخيرًا.. الأهلى ما زال يمتلك كل مقومات التفوق: تاريخ، جماهير، موارد، ولاعبين على أعلى مستوى. لكن الأزمات الإدارية قد تتحول إلى حجر عثرة إذا لم تُعالَج سريعًا. المطلوب اليوم ليس مجرد الفوز ببطولات، بل استعادة صورة الأهلى كـ “النادى المنظم” الذى يقود القارة برؤية واحترافية.