متحف قومي مطلب أبنائهم.. صالون نفرتيتي يستعرض تاريخ مدينة دمياط وتراثها

عقد صالون نفرتيتي الثقافي ثاني فعاليات مبادرة "البشر حراس الأثر" وسط حضور كبير داخل مركز "جسر الحضارة" الثقافي بمدينة دمياط السبت الماضي تحت رعاية صندوق التنمية الثقافية برئاسة المهندس حمدي سطوحي، و بالتعاون مع مكتبة مصر العامة بدمياط .

الفعالية التي تحمل عنوان "دمياط وميراث النهر والبحر" جاءت في إطار حرص الصالون على مد جسور الثقافة إلى مختلف ربوع مصر. و نقل بعضاً من فعالياته الثقافية بعيدا عن القاهرة، بهدف لقاء أبناء تلك المدن ليصبحوا شركاء فاعلين في حماية ميراث الأجداد. والتأكيد على دور المجتمع المحلي كحارس للتراث.
شهدت الفعالية حضور عدد من مسؤولي الآثار والتراث بدمياط، إلى جانب عدد من مثقفين وأبناء المدينة المهتمين. حيث ركزت على استعراض تاريخ مدينة دمياط عبر مختلف العصور بوصفها ملتقى النيل والبحر المتوسط.
و استضاف الصالون الدكتور رضا صالح مدير آثار دمياط الذي كشف عن الكنوز التي تملكها المدينة القديمة والتي يرجع أقدمها إلى ٢٦٠٠ عام قبل الميلاد. حيث أكد أن مدينته شاركت بعدد من القطع الأثرية ضمن سيناريو العرض المتحفي داخل المتحف المصري الكبير. مؤكدا أنها تحتضن ١٦ تل أثري ومنها "تل الدير" و" تل شطا" و "تل ذهب" الذي يحوي أطلال مدينة متكاملة منها بيوت عديدة وقصر ملكي. موضحا أن الحفائر العلمية للبعثة المصرية عثرت على مدار ١٧ موسم أثري توابيت وتماثيل أوشابتي وبعض اللقى الفخارية وعملات ترجع إلى الأسرة السادسة والعشرين.
وأكد أن دمياط مدينة خالية من التعديات على المناطق الأثرية نظرا لوعي أهلها وشغفهم بتاريخها القديم والحديث.
في حين تحدث الأثري شريف أبو النجا مفتش الآثار الإسلامية والقبطية عن الكنوز المعمارية والدينية الأثرية مثل مسجد عمرو بن العاص، والنعيمي، وأبو المعاطي، إلى جانب القباب والزوايا التاريخية مثل قبة الدياسطي وقبة الأنصاري، فضلًا عن الكنائس العريقة مثل كنيسة السيدة العذراء وكنيسة الروم الأرثوذكس.
من جانبها، عرضت الدكتورة داليا محمد جودة مديرة المتابعة بوزارة السياحة والآثار، جهودها في نشر الوعي الأثري بين مختلف الفئات العمرية، بدءًا من المدارس والجامعات وحتى دور المسنين، عبر تنظيم عروض مسرحية ومسابقات ومحاكاة لعمليات الاكتشاف الأثري، مشيرة كذلك إلى مشاركتها في عدد من الاكتشافات الميدانية الموثقة علميًا.
وفي عرض ثري، استعاد الباحث في التراث محمد القبرصلي مدير مبادرة "ذاكرة دمياط التاريخية" صفحات من تاريخها مؤكدًا ريادتها في عدد من الصناعات التراثية مثل صناعة الحرير وبناء السفن والأثاث. مشيرا إلى دور المرأة الدمياطية في إثراء الحياة السياسية والاقتصادية والاجتماعية منذ بدايات القرن العشرين. كما حكي عن قيام دمياط في الاحتفال بعيد وفاء النيل بمنتصف شهر أغسطس من كل عام حتى نهاية الخمسينيات.

وأكد أن وصف "المحروسة" قد أطلقته الوثائق الرسمية على مدينة دمياط وليس القاهرة على حد قوله. كما استعرض عددًا من الوثائق والمخطوطات القديمة وبعضًا من أعداد الصحف المصرية التي تكشف عن عمق الحياة الثقافية والتراثية بين أبناء مدينة دمياط بشكل ريادي وفريد.
وشارك في حلقة النقاش التي استمرت لأكثر من ثلاثة ساعات عدد من أبناء دمياط المهتمين بالشأن الثقافي بمداخلاتهم النوعية، ومنهم الدكتورة ناهد السيد المتخصصة في التاريخ الإسلامي والتي طالبت بضرورة حماية التراث المعماري التي تتميز به مدينتها مشيرة إلى أحد المساجد المبنية على الطراز الأندلسي. كما طالب حلمي ياسين بضرورة تسجيل عدد من الحرف اليدوية المتوارثة على قائمة التراث العالمي بعدما بات كثير منها مهدد بالاندثار خاصة التي ارتبطت بالحرف اليدوية التي تدخل في بناء السفن وصناعاتها.
وشارك عدد من المعلمين والمعلمات واستعرض مطالبهم استاذ جورج ويصا بضرورة الاهتمام بتدريس تاريخ الحضارة المصرية بشكل مليء بالحكايات والقصص التاريخية حتى يتقبله تلاميذ المدارس بشكل أفضل. ومنهم الاستاذ جورج ويصا،
كما طالب الحضور بإقامة متحف قومي يجمع آثار دمياط عبر العصور، بدلا من توزيعها على متاحف القاهرة أو بقائها في المخازن، ليكون شاهدًا على تاريخ المحافظة وركيزة لمستقبلها السياحي والثقافي. مؤكدين على شغفهم بتاريخ محافظة دمياط وحرصهم على حمايته على اعتبار أنه جزء من الهوية المصرية الأصيلة ويمثل عنصر من عناصر الجذب السياحي الثقافي.
ويذكر أن صالون نفرتيتي الثقافي تأسس عام 2023 بهدف مد الجسور بين الثقافة والوعي الأثري عبر إقامة فعاليات وجلسات حوارية وورش عمل ميدانية. ويقوم بالإشراف عليه كل من الإذاعية وفاء عبد الحميد والكاتبات الصحفيات مشيرة موسى وكاميليا عتريس وأماني عبد الحميد.






