خبيئة الشيخ «الكندي».. ماوراء التنقيب بمكتب حكومي بشمال قنا؟

هل كان المنقبين، بمكتب صحة دشنا شمال قنا، يبحثون عن خبيئة الشيخ «الكندي»، الولي الذي يُجاور ضريحه موقع التنقيب غير الشرعي الذي جري اكتشافه خلال جولة مرورية لمسؤولين بصحة قنا؟!
لم تمض 4 شهور على واقعة اكتشاف وقائع التنقيب في قصر ثقافة الطفل وسط مدينة الأقصر، حتي ظهرت واقعة مماثلة، قبل أيام فى مكتب صحة دشنا شمال محافظة قنا.
في الواقعتين استغل القائمين بعمليات التنقيب غير الشرعي عن الآثار؛ ضعف الرقابة الدورية على المكاتب الحكومية خاصة في المناطق غير المركزية أو الأقل إقبالا من المواطنين، إذ تعاني هذه الأفرع الحكومية أحيانًا من ضعف الرقابة الدورية مما يجعل بعض الموظفين يشعرون أن بإمكانهم التحرك بحرية دون خوف من الملاحظة، خاصة إذا كانت التنقيب تحت غطاء مثل الترميم أو الصيانة وهو ما حدث فى قصر ثقافة الطفل بمدينة الأقصر.
ويسهل مهمة المنقبين سهولة إخفاء أدوات التنقيب يمكن تغطيته أو إخفاؤه بسهولة داخل غرف إدارية، وبما أن الموظف يكون من دائرة الموظفين في المكتب، فيكون من السهل عليه تنظيم الدخول والخروج، أو حتى تقييد وصول زملائه لمناطق معينة.
وحسب مصادر؛ ففي الأقصر العاصمة الأثرية والسياحية استغل المنقبين غير الشرعيين قرب موقع قصر ثقافة الطفل من طريق الكباش، وقد توقعوا أن يجدوا كنزًا أثريًا مدفونًا ولا يعني ذلك بالضرورة مقبرة لكن بحثهم كان عن مقتنيات بشكل عام قد تكون في باطن التربة.
ضريح الشيخ جلال الدين الكندي:
وفي دشنا كان موقع التنقيب غير الشرعي عن الآثار؛ قريبًا من ضريح ومسجد الشيخ جلال الدين الكندي، أحد أقدم الأولياء أصحاب الأضرحة فى دشنا، التي تحتفي وتعتز بالأولياء وأقطاب الصوفية، يبدأ مولد الكندي خلال شهر سبتمبر/ في الأول من ربيع وينتهي بخروج الثوب في يوم 12 ربيع، وهي المناسبة الرسمية للاحتفال بالمولد النبوي.
حتى خمسينيات القرن الماضي كان مولد الشيخ جلال هو المولد الوحيد بدشنا، والذي كان يشهد توافد جميع أبناء قرى دشنا، وكانت فعالياته متنوعة.
يُعتز مركز دشنا بأولياء الله الصالحين ويظهر ذلك من خلال الاحتفالات الشعبية الكبيرة والليالي التي تُقام إحياءً لذكري هؤلاء الأولياء، يتزامن مع المعتقدات الشعبية الموروثة بشأن الكرامات.
من الوارد أن يكون قرب موقع الضريح من موقع التنقيب غير الشرعي سببًا فى اعتقاد القائمين علي التنقيب بوجود كنز أو خبيئة في باطن الأرض؛ خاصة إنه من المعروف أن مدينة دشنا ليست مدينة ذات طابع أثري إلا بعض قراها مثل فاو قبلي التي توجد بها أطلال قديمة لدير الأنبا باخوميوس.