رئيس حزب الوفد ورئيس مجلس الإدارة
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس التحرير
سامي أبو العز
رئيسا التحرير
ياسر شورى - سامي الطراوي
رئيس حزب الوفد ورئيس مجلس الإدارة
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس التحرير
سامي أبو العز
رئيسا التحرير
ياسر شورى - سامي الطراوي

دار الإفتاء: المال أمانة والموظف وكيل لا مالك

بوابة الوفد الإلكترونية

أكدت دار الإفتاء المصرية في فتوى رسمية أن الموظف الذي يعمل في شركة أو مؤسسة ويتقاضى أجرًا مقابل عمله، ويُكلَّف بشراء المستلزمات أو التصرف في شؤون مالية محددة، يُعد مؤتمنًا على هذا العمل، ولا يجوز له أن يتصرف في أي جزء من أموال الشركة إلا في حدود ما أُذن له فيه وبما تنظمه اللوائح والتعليمات.

وأضافت أن تجاوز هذا الإذن أو التربح من أموال الشركة بغير حق يُعتبر خيانة للأمانة، وهو محرم شرعًا، مستشهدة بقول الله تعالى:﴿إِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ مَنْ كَانَ خَوَّانًا أَثِيمًا﴾ [النساء: 107].

استثمار أموال الشركة دون علم أصحابها.. حرام

أوضحت دار الإفتاء أن بعض الموظفين قد يستثمرون ما يتبقى من مستلزمات الشركة أو يبيعونها بربح ويعيدون المال لاحقًا، وهو أمر لا يجوز شرعًا.


وبيّنت أن الموظف وكيل عن الشركة وليس مالكًا لها، وبالتالي يجب أن يلتزم بحدود التفويض الممنوح له. 

وإذا حدث واستفاد ماديًا من هذا التصرف، فإن عليه ردّ ما استفاد من أرباح إلى الشركة بأي طريقة كانت، حتى لو لم يُعلم صاحب الشركة بذلك صراحة.

الأمانة.. قيمة دينية وإنسانية

أشارت دار الإفتاء عبر صفحتها الرسمية إلى أن الأمانة خُلُق أصيل في الإسلام، وقد أمر الله تعالى بها في قوله:
﴿إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُكُمْ أَنْ تُؤَدُّوا الْأَمَانَاتِ إِلَى أَهْلِهَا وَإِذَا حَكَمْتُمْ بَيْنَ النَّاسِ أَنْ تَحْكُمُوا بِالْعَدْلِ﴾ [النساء: 58].

كما استشهدت بحديث النبي ﷺ: «إِنَّمَا بُعِثْتُ لِأُتَمِّمَ صَالِحَ الْأَخْلَاقِ»، مؤكدة أن الأمانة أساس التعاملات بين الناس وسبب لانتشار العدل والإحسان في المجتمع.

الخيانة علامة من علامات النفاق

نوّهت الفتوى إلى أن النبي ﷺ جعل خيانة الأمانة من علامات النفاق، حيث قال:
«آية المنافق ثلاث: إذا حدث كذب، وإذا وعد أخلف، وإذا اؤتمن خان».

كما ورد عنه ﷺ قوله: «أدِّ الأمانة إلى من ائتمنك، ولا تخن من خانك» [رواه أحمد].

 وهو ما يبيّن أن المسلم مُلزم بأداء الأمانة في كل حال، حتى مع من خان.

أنواع الأمانة ومسؤولية المسلم

أوضحت دار الإفتاء أن الأمانة لا تقتصر على الأموال فقط، بل تشمل:

الأمانة في السمع والبصر وسائر الجوارح.

الأمانة في النصح والمشورة: «المستشار مؤتمن».

الأمانة في الشهادة بأدائها كما هي دون تحريف أو زيادة.

الأمانة في الأسرار التي يُستأمن عليها الإنسان.

الأمانة في الأرواح والأعراض بحفظها من الأذى والاعتداء.

الأمانة في العلم والمعرفة بنسبة القول إلى أصحابه.

 

أكدت دار الإفتاء أن التزام المسلم بالأمانة في عمله يُعد عبادة ووفاءً للعهد، أما خيانتها فهي كبيرة من الكبائر وظلم للنفس والغير. ومن هنا فإن الموظف مؤتمن على ما أوكل إليه، ولا يحل له التصرف في مال الشركة إلا بما أُذن له به صراحة.