اختار الموت بديلاً لفضيحة الحياة..الحكاية الأخيرة لشاب من المنوفية ترويها الأسرة

تحوّلت الشوارع الهادئه بقرية سلامون قبلي التابعة لمركز الشهداء بمحافظة المنوفية، إلى ساحات حديث لا ينقطع عن مأساة شابٍ لم يتحمل قسوة ما تعرض له الشاب العشريني محمد سيد، الذي يعمل تباعًا على سيارة نقل الذي أنهي حياته بتناول قرص غلة سام، بعدما تعرض لهتك عرض على يد 4 أشخاص صوروه ونشروا مقاطع تخص واقعة التعدي عليه عبر وسائل التواصل الاجتماعي.

و بحسب رواية أسرته أنه كان عائدًا من عمله مساء الأحد الماضي، وأجرى اتصالًا بشقيقته ليبلغها أنه سيصل إلى المنزل خلال دقائق،
قائلاً لها معي هدايا لابنائك كان وعد بها أبناء شقيقته: «ما تناموش.. أنا جايبلكم حاجات حلوة»، ثم أغلق هاتفه، لكن تلك اللحظة الدافئة لم تكتمل ساعات قليلة بعدها اختفى محمد في صمتٍ غريب .

وأشارة أسرة محمد إلى أنهم عثروا عليه في الصباح التالي متعبًا، جسده يحمل آثار ضرب، وعينيه هاربة من كل سؤال. حاول أن يخفي الحقيقة عن أسرته، مكتفيًا بكلمةٍ واحدة: «عاوز أنام»لكنه لم يفصح لأسرته عما جرى معه.
كما أكدت الأسرة أنه مع قدوم في الليل، كانت الصدمة عندما استيقظ محمد مذعورًا، راكضا خارج البيت، ثم سقط الخبر عليهم كالصاعقة قائلاً لهم : «أخدت قرص غلة »الامر الذي جعل أسرته هرعت إلى المستشفى الجامعي، تحاول إنقاذه من موتٍ بطيء، لكن أمام الأطباء باح محمد بما لم يستطع أن يقوله لأهله:«أربع شباب من البلد كتفوني.. واعتدوا عليا جنسـ ـياً وصوروني وقررت الرحيل عشان ما حدش يكسر عيني». علي حد قول أسرة محمد ضحية الاعتداء الجنـ ـسي بالمنوفية

ويقول الأب المكلوم علي وفاة ابنه إن لحظة سماع كلمات محمد كانت أقسى علي الأب من جراح إبنه وأنه لم يستطع استيعاب السبب وراء موته ليس خصامًا عاديًا ولا حادثة عرضية، بل جريمة متعمدة «لو كان قالي.. كنت جبتله حقه تالت ومتلت». أما الأم، فصرخت من قلبها: «كسروا نفسه.. ابني مات واتدفن.. أنا مش ههدى غير لما يتكسر قلبهم زي ما كسروا قلبي».

الأمر الذي أكدته والدة محمد إن القصة لا تنفصل عن خلافات قديمة بين الأسرة وبعض المتهمين عن حادثة سابقة كسرت فيها يدها وأجبرتها على البقاء بالجبس 60 يومًا،و ترى أن ما حدث لابنها لم يكن صدفة: «هما مستقصدينه.. ابني اتكسر عينه وراح.. بس حقه لازم ييجي».
وحررت الأجهزة الأمنية محضرًا بالواقعة حمل رقم 5450 إداري مركز الشهداء لسنة 2025، وعلى الفور كلفت وحدة مباحث المركز بتكثيف تحرياتها، وبجهود سريعة نجحت في تحديد هوية المتهمين وضبطهم في وقت قياسي، وسط إشادة كبيرة من الأهالي بسرعة استجابة رجال المباحث وتعاملهم الحاسم مع الواقعة