رئيس حزب الوفد ورئيس مجلس الإدارة
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس التحرير
سامي أبو العز
رئيسا التحرير
ياسر شورى - سامي الطراوي
رئيس حزب الوفد ورئيس مجلس الإدارة
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس التحرير
سامي أبو العز
رئيسا التحرير
ياسر شورى - سامي الطراوي

لماذا يبكي طفلي الرضيع باستمرار؟ العلم يجيب أخيرًا

بكاء الطفل
بكاء الطفل

بكاء الطفل.. يشعر العديد من الآباء بقلق عميق عندما لا يتمكنون من تفسير بكاء طفلهم حديث الولادة، فأصوات البكاء الليلية ليست فقط صرخات مزعجة بل ألغاز يصعب حلها. 

ولسنوات، ساد الاعتقاد بأن هناك ما يُعرف بـ "غريزة الأمومة" التي تتيح للأمهات تفسير هذه الصرخات بدقة، لكن الأبحاث الجديدة في مجال الصوتيات الحيوية تقلب هذا المفهوم رأسًا على عقب.

لا توجد "لغة بكاء" مشفّرة

البروفيسور نيكولاس ماثيفون وفريقه من الباحثين قضوا أكثر من عقد في تحليل آلاف الساعات من تسجيلات بكاء الرضع.

وجاءت النتيجة واضحة: لا يمكن التمييز بدقة بين صرخة جوع وصرخة ألم أو ضيق من خلال الصوت وحده، حتى خوارزميات الذكاء الاصطناعي لم تنجح في فك شيفرة هذه الأصوات بشكل موثوق، ولم تتجاوز دقتها نسبة 36 في المئة، وهي نسبة قريبة من الاحتمال العشوائي.

ما الذي يقوله البكاء إذًا؟

وفقًا للدراسة، يحمل بكاء الرضع معلومتين أساسيتين فقط الأولى هي الهوية الصوتية الفريدة للطفل، وهي ناتجة عن خصائص تشريحية ثابتة مثل حجم الحنجرة. والثانية، وهي الأكثر أهمية، هي درجة الضيق العاطفي التي تُقاس من خلال ما يُعرف بخشونة الصوت فالبكاء الناعم يشير إلى انزعاج بسيط، بينما تشير الصرخات الخشنة والعنيفة إلى ألم حقيقي أو توتر شديد.

غريزة الأمومة... خرافة عاطفية؟

النتائج تقوّض فكرة أن الأمهات يتمتعن بقدرات فطرية خارقة لفهم أطفالهن. فالأداء في تفسير البكاء كان متساويًا تقريبًا بين الأمهات والآباء، والعامل الوحيد المؤثر كان مقدار الوقت الذي يقضيه الشخص مع الطفل. كلما زادت الخبرة، زادت القدرة على التمييز والاستجابة بكفاءة.

العقل... لا الغريزة

التجربة تعيد تشكيل الدماغ. فالأبحاث العصبية أظهرت أن الرعاية المتكررة تفعّل شبكات دماغية متخصصة تعزز من قدرة مقدمي الرعاية على التعامل مع البكاء. وهذه الشبكات لا تُبنى بالحدس، بل عبر التفاعل المستمر والملاحظة الدقيقة.

خاتمة: ليس اختبارًا... بل نداء للمساعدة

في النهاية، لا يمثل بكاء الطفل اختبارًا لقدراتك كوالد، بل هو نداء إنساني للتفاعل. وفهمنا لهذا السلوك لا يجب أن يُبنى على أساطير، بل على العلم والممارسة والتعاون. الطفل لا يحتاج إلى أب أو أم مثاليين، بل إلى راعٍ متعاطف ومتوفر.