الأحد.. ندوة بـ(البحوث الإسلاميَّة) تستلهم مِنَ الدروس النبويَّة رؤية حضاريَّة لبناء مجتمع متماسك

يعقد مجمع البحوث الإسلامية، الأحد المقبل، الندوةَ الشهريَّة لمَجلَّة الأزهر الشَّريف تحت عنوان: (في ذِكرى المولد الشريف.. دروس نبويَّة في عصر التحديات)، في إطار حملة فاتَّبِعوه التي أطلقها المجمع؛ بمناسبة الذِّكرى العطرة لمولد النبي ﷺ.
ويأتي ذلك برعايةٍ كريمةٍ مِنْ الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيِّب، شيخ الأزهر الشَّريف، وإشراف: الدكتور محمد الضويني، وكيل الأزهر، والدكتور محمد الجندي، الأمين العام لمجمع البحوث الإسلاميَّة.
ويُحاضر في النَّدوة التي تنظِّمها الأمانة العامَّة المساعدة للثقافة الإسلاميَّة بالمجمع وتستضيفها الهيئة العامَّة لدار الكتب والوثائق القوميَّة بالقاهرة، كلٌّ مِنْ: الدكتور محمد الجندي، الأمين العام لمجمع البحوث الإسلاميَّة، والدكتور حسن خليل، الأمين العام المساعد للثقافة الإسلاميَّة، والدكتور أسامة طلعت، رئيس مجلس إدارة الهيئة العامَّة لدار الكتب والوثائق القوميَّة.
وتناقش النَّدوة عددًا مِنَ المحاور المهمَّة التي تُبرِز دَور السِّيرة النبويَّة في معالجة أزمات الواقع المعاصر؛ مِنْ خلال بيان القِيَم الأخلاقيَّة التي قدَّمها النبي ﷺ في ترسيخ الهُويَّة ومواجهة الانحرافات السلوكيَّة، واستلهام منهجه في إدارة الأزمات والتَّحديات، فضلًا عن إبراز تجرِبته في بناء مجتمعٍ قويٍّ متماسكٍ يقوم على العدالة والتكافل، ابتداءً مِنْ ميلاده الشَّريف، وانتهاءً بما أسَّسه مِنْ نهضة ورِيادة للأمَّة والإنسانيَّة.
وقال الدكتور محمد الجندي: إنَّ هذه النَّدوة تأتي لتذكير الأمَّة بأنَّ ميلاد النبي ﷺ كان بدايةَ تحوُّلٍ إنسانيٍّ وحضاريٍّ عظيم، نَقَلَ البشريَّة مِنْ ظُلمات الجهل والتفكُّك إلى نور العِلم والوَحدة، موضِّحًا أنَّ الأمَّة إذا أرادت أن تُواجِه ما يُحيط بها مِنْ تحديات أخلاقيَّة وفِكريَّة وثقافيَّة؛ فعليها أن تجعل مِنَ السِّيرة النبويَّة مصدرَ إلهامٍ في بناء الفرد والأسرة والمجتمع.
وبيَّن الدكتور الجندي أنَّ النبي ﷺ قدَّم في حياته نماذجَ عمليَّةً لإدارة الأزمات، وصناعة التعايش، وتحقيق السِّلم المجتمعي، مؤكِّدًا أنَّ دروس السِّيرة النبويَّة رسائلُ متجدِّدةٌ تُرشِد القادة وصنَّاع القرار والمفكِّرين إلى سُبُل النَّهضة، وتمنح الشباب قوَّة الأمل والثقة في أنَّ حاضر الأمَّة ومستقبلها يمكن أن يكون أكثر إشراقًا متى ما أحسنَّا قراءة سيرة نبي الرحمة ﷺ والعمل بها.
مِنْ جانبه، أشار الدكتور حسن خليل إلى أنَّ الأمَّة اليوم تُواجِه عواصفَ فِكريَّةً وثقافيَّةً متسارعة، ولا سبيل لتجاوزها إلَّا بالعودة إلى السِّيرة النبويَّة قراءةً وفهمًا وتطبيقًا، لافتًا إلى أنَّ النَّدوة تسعى إلى رَبْط الماضي بالحاضر، وإظهار كيف يمكن لدروس #المولد_النبوي الشَّريف أن تمدَّ الأمَّة بطاقة روحيَّة وفِكريَّة تجعلها قادرةً على مواكبة الحاضر وصناعة المستقبل، كما أشار إلى أنَّ استضافة دار الكتب والوثائق القوميَّة هذه النَّدوة تمثِّل امتدادًا لدَور الأزهر في الانفتاح على مؤسَّسات الثقافة والفِكر في مصر؛ وهو ما يعكس وعيًا بأهمية الشَّراكة بين المؤسَّسات الدِّينيَّة والثقافيَّة في بناء وعي الأمَّة.
وتَعقد مَجَلَّة الأزهر ندواتٍ حواريَّةً تستضيف فيها كبار علماء الأزهر ومصر في التخصُّصات الشرعيَّة والأدبيَّة والثقافيَّة والقانونيَّة وغيرها؛ لمناقشة أهمِّ قضايا العصر، وطَرْح الحلول المناسبة لها، وتناول الأفكار التي يطرحها فضيلة الإمام الأكبر أ.د. أحمد الطيِّب، شيخ الأزهر الشَّريف، كما تُناقِش أهمَّ الكتب حديثة الصُّدور التي ألَّفها كبار العلماء، والقضايا التي يُثيرها كُتَّاب المقالات المنشورة في المَجَلَّة.