رئيس حزب الوفد ورئيس مجلس الإدارة
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس التحرير
سامي أبو العز
رئيسا التحرير
ياسر شورى - سامي الطراوي
رئيس حزب الوفد ورئيس مجلس الإدارة
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس التحرير
سامي أبو العز
رئيسا التحرير
ياسر شورى - سامي الطراوي

استنفار لمحدودي الدخل.. شبح غلاء الأسعار يطارد أولياء الأمور في الاستعداد للمدارس

بوابة الوفد الإلكترونية

مع اقتراب العام الدراسي الجديد، تشهد محافظة كفر الشيخ حالة استنفار غير مسبوقة بين الأسر، وخصوصًا محدودة الدخل، في ظل ارتفاع أسعار المستلزمات المدرسية وما يترتب عليها من أعباء مالية أثقلت كاهل المواطنين. 

 

وبينما تتزين المحال التجارية والمكتبات بلافتات "العودة إلى المدارس"، يعيش أولياء الأمور سباقًا مرهقًا بين تلبية احتياجات أبنائهم وضبط ميزانياتهم المتواضعة.

 

أسواق مزدحمة وبضائع متنوعة

في جولة بالأسواق والمكتبات، يلحظ المتابع حركة بيع وشراء نشطة، حيث تعرض المحال حقائب مدرسية بألوان زاهية ورسومات محببة للأطفال، إلى جانب الأدوات المكتبية والكراسات والأحذية والزي المدرسي. 

 

ويؤكد أصحاب المحال أن الموسم يمثل فرصة ذهبية لهم لتعويض ركود مبيعات سابقة، فيما يرى الأهالي أن الأسعار المرتفعة حولت فرحة الاستعداد للمدارس إلى عبء ثقيل.

 

أعباء متراكمة

تقول حنان عبد السلام الشيخ، المواطن المصري يواجه الآن أعباءً مالية متلاحقة، وقد اضطر كثيرون إلى إنفاق مدخراتهم أو بيع بعض مقتنياتهم، فيما لجأ آخرون إلى الاستدانة لتلبية الاحتياجات الأساسية.

 

وتضيف أن الحل يكمن في "إعادة ترتيب الأولويات"، مشيرة إلى أن كثيرًا من الأسر لجأت إلى إصلاح الحقائب القديمة أو تبادل الملابس بين الأبناء لتخفيف النفقات. 

 

وتقترح الشيخ تأسيس "بنك للمستلزمات المدرسية" يهدف إلى مساعدة الأسر الأكثر احتياجًا، خاصة في القرى والمناطق النائية.

 

اختبار قاسٍ لقدرة الأسر على الصمود

وأكدت نسمه رفيق، أن الاستعداد للمدارس في كفر الشيخ تحوّل من مناسبة للفرح إلى اختبار قاسٍ لقدرة الأسر على الصمود. 

 

وقالت بينما يواصل الأطفال أحلامهم البريئة بالحقيبة المفضلة والكراسة الملونة، يجد الآباء والأمهات أنفسهم أمام معركة مالية شرسة لا يملكون فيها سوى التنازل أو الاستدانة.

 

وأضافت بأنه في ظل الظروف الاقتصادية الحالية، يبدو أن التعليم لم يعد مجرد حق أساسي، بل أصبح عبئًا يتطلب صمودًا وتضحيات يومية من ملايين الأسر المصرية.

 

الأسعار نار

من جانبها، تصف سحر كمال، وهي أم لطفلين، الأسعار بأنها "نار"، وتتساءل: ماذا تفعل الأسرة التي لا يتجاوز دخلها الشهري ثلاثة آلاف جنيه؟. 

 

وتوضح أن التزامات المدارس لا يمكن تأجيلها، ما يضطر الأسر إلى الاقتراض، مضيفة : هناك التزامات لا بد من تنفيذها تجاه الأبناء مهما كانت الظروف.

 

وتلفت كمال إلى أن أسعار الكشاكيل والكراسات والأحذية ارتفعت بشكل كبير، فضلًا عن الزي المدرسي والكتب الخارجية، التي أصبحت "حملًا فوق قدرة معظم الأسر".

 

دخل لا يكفي

ويقول خالد رزق السيد، أب لثلاثة طلاب بمراحل تعليمية مختلفة : الراتب الشهري لا يكفي لتغطية الاحتياجات، المسألة لا تتوقف عند شراء حقيبة، بل هناك سلسلة لا تنتهي من المشتريات، من أدوات مكتبية وأحذية وكتب خارجية ورسوم مدرسية. 

ويضيف أن موسم المدارس هذا العام مثّل مأزقًا ماليًا حقيقيًا لأسر كثيرة.

 

البحث عن الأرخص

وترى أمل محمد، أن ضغوط تكاليف المدارس دفعت الأسر إلى البحث عن أرخص الأسعار دون النظر إلى جودة المنتجات. 

 

وتقول : أنا أم لطالبين أضطر لشراء الحقائب الأرخص رغم رداءة خامتها، فالحياة أصبحت أصعب بكثير . 

وتشير إلى أن الضغوط الاقتصادية المتزايدة "تسحق" الأسر محدودة الدخل وتجعلها في حالة عجز دائم عن تلبية الاحتياجات.

 

استغلال المواسم

حسن أحمد، أحد أولياء الأمور، يرى أن بعض التجار يستغلون المواسم لرفع الأسعار، قائلًا : لا نرى دور حماية المستهلك إلا في وسائل الإعلام. 

 

ويوضح أن المحال تخصص أركانًا للعودة إلى المدارس تعرض فيها منتجات متعددة، ما يدفع الأطفال للإلحاح على ذويهم لشراء حقائب أو أدوات معينة. 

 

ويضيف: تفاوت الأسعار بين الماركات يمنح فرصة للاختيار، لكن الفارق كبير جدًا، ما يجعل الكثير من المنتجات بعيدة عن متناول أصحاب الدخول المحدودة.

 

ضعف الرقابة وانتشار الغش

وتحمل العديد من الأسر ضعف الرقابة مسؤولية تفشي السلع المغشوشة والمقلدة. 

 

وتقول نهى عبد الوهاب، أم لثلاثة طلاب : تعمدت شراء المستلزمات مبكرًا لتفادي الغلاء، لكن انتشار المنتجات الرديئة نتيجة غياب الرقابة يجعل الأسر في حيرة بين الغالي الرديء والرخيص المقلد. 

 

وتطالب بتشديد الرقابة على الأسواق لحماية المستهلك وضمان جودة المستلزمات المدرسية.

 

حلول بديلة

أما سمر لطفي، أم لثلاثة أبناء، فتؤكد أنها تعتمد على شراء الأدوات المكتبية بالجملة للحصول على التخفيضات، والابتعاد عن الماركات الشهيرة. 

 

وتقول أن التنوع في المعروض ساعدنا قليلًا على اختيار ما يناسب ميزانيتنا، لكننا نضطر دائمًا للتنازل عن الجودة مقابل السعر.

 

وفي مشهد يلخص معاناة الأمهات، وقفت سمر أمام محل حقائب تحاول إقناع ابنتها بشراء حقيبة عملية تتحمل الاستعمال، بينما أصرت الطفلة على حقيبة مزينة بشخصية كرتونية شهيرة، وأصر شقيقها على أخرى تحمل صورة لاعب كرة قدم. 

 

تقول الأم  لدي ثلاثة أبناء في مراحل دراسية مختلفة، والميزانية لا تكفي لتلبية كل رغباتهم.

 

الأسر بين المطرقة والسندان

أجمع أولياء الأمور على أن موسم المدارس مثّل "ضربة قاصمة" لميزانياتهم، فالأسر التي أنهكتها التزاماتها الشهرية لم تجد متنفسًا أمام موجة الغلاء الجديدة. 

 

وبينما يواصل التجار استغلال الموسم بطرح منتجات متعددة بأسعار متفاوتة، يبقى أولياء الأمور عالقين بين مطرقة رغبات أبنائهم وسندان أوضاعهم المالية.

 

محافظ كفرالشيخ يتابع معارض «أهلًا مدارس»

تابع اللواء دكتور علاء عبدالمعطي محافظ كفر الشيخ، معارض «أهلًا مدارس» التي تم افتتاحها بمختلف مراكز ومدن المحافظة، للتأكد من توافر المستلزمات المدرسية والسلع الغذائية أمام المواطنين بأسعار مخفضة، تنفيذًا لتوجيهات الرئيس عبدالفتاح السيسي رئيس الجمهورية، بتخفيف الأعباء عن كاهل الأسر المصرية مع انطلاق العام الدراسي الجديد.

 

وتستمر هذه المعارض حتى نهاية سبتمبر 2025، لتلبية احتياجات الطلاب وأسرهم بأسعار مناسبة تقل كثيرًا عن مثيلاتها في الأسواق.

 

وأوضح المحافظ، أن المعارض تضم مختلف المستلزمات المدرسية التي يحتاجها الطلاب بمراحلهم التعليمية كافة، وتشمل الزي المدرسي، والحقائب، والأحذية، والأدوات المكتبية، إلى جانب السلع الغذائية الأساسية مثل الأرز والمكرونة والزيت والسكر والدواجن والبقوليات والمنظفات وغيرها. 

 

وأشار إلى أن نسب التخفيضات تتراوح بين 15% و50%، وهو ما يسهم في رفع العبء عن كاهل الأسر، خاصة في ظل ارتفاع الطلب على المستلزمات قبل بدء الدراسة.

 

الحاجة إلى مبادرات مجتمعية

يرى مراقبون أن الأزمة تستدعي إطلاق مبادرات مجتمعية وحكومية لتخفيف الأعباء عن الأسر، مثل معارض "أهلاً مدارس" بأسعار مخفضة، أو برامج لتوزيع الحقائب والأدوات على الطلاب غير القادرين. 

كما يشددون على ضرورة تفعيل الرقابة على الأسواق لوقف استغلال التجار للموسم الدراسي.

نسمه رفيق
نسمه رفيق
سمر لطفي
سمر لطفي