رئيس حزب الوفد ورئيس مجلس الإدارة
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس التحرير
سامي أبو العز
رئيسا التحرير
ياسر شورى - سامي الطراوي
رئيس حزب الوفد ورئيس مجلس الإدارة
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس التحرير
سامي أبو العز
رئيسا التحرير
ياسر شورى - سامي الطراوي

ودع عادة شحن الهاتف قبل النوم.. حياتك أهم

بوابة الوفد الإلكترونية

في وقت أصبحت فيه الهواتف الذكية جزءًا لا يتجزأ من حياتنا اليومية، يلجأ معظم الناس إلى ترك أجهزتهم في الشحن طوال الليل بجانب السرير، ظنًا أن ذلك يوفر الوقت والراحة، لكن ما لا يدركه الكثيرون هو أن هذه العادة البسيطة قد تعرض حياتهم للخطر فعليًا، إذ حذر خبراء التقنية والصحة من أن ترك الهاتف متصلًا بالكهرباء لساعات طويلة أو وضعه بالقرب من الرأس أثناء النوم قد يؤدي إلى حرائق مميتة أو اختناق أثناء النوم، بل وحتى إلى الوفاة في بعض الحالات النادرة.

تشير الأبحاث الحديثة إلى أن بطاريات الليثيوم أيون المستخدمة في معظم الهواتف الذكية حساسة جدًا لدرجات الحرارة المرتفعة، وأن استمرار شحنها بعد امتلاء البطارية بالكامل يؤدي إلى تراكم حرارة زائدة داخل الجهاز، هذه الحرارة قد تتسبب في انفجار البطارية أو اشتعالها فجأة، خاصة إذا كان الهاتف موضوعًا على وسادة أو فراش يمنع تهوية الهواء.
وقد سجلت تقارير من دول مختلفة حول العالم حوادث وفاة ناتجة عن احتراق الهواتف أثناء الشحن ليلاً، كان سببها الرئيسي ترك الهاتف موصولًا بالكهرباء أثناء النوم أو استخدام شواحن مقلدة وغير آمنة.

ويؤكد خبراء الطاقة أن الشحن الزائد لا يُفسد البطارية فحسب، بل قد يؤدي إلى تفاعل كيميائي داخلي خطير داخل خلايا الليثيوم، وهو ما قد يؤدي إلى انفجار الجهاز أو نشوب حريق في المنزل خلال النوم دون أن يشعر المستخدم، وفي مثل هذه الحالات، يمكن أن ينتشر الدخان السام بسرعة داخل الغرفة، مما يُعرض الأشخاص للاختناق وربما الوفاة نتيجة التسمم أو الحروق.

إلى جانب الخطر المادي، يحذر الأطباء من أضرار صحية مرتبطة بالنوم بالقرب من الهاتف، إذ يُصدر الجهاز إشعاعات كهرومغناطيسية قد تؤثر على الجهاز العصبي، وتُضعف جودة النوم على المدى الطويل. 

وقد بينت دراسة لجامعة هارفارد أن الأشخاص الذين ينامون بجانب هواتفهم أكثر عرضة بنسبة 30% للإصابة بالأرق المزمن واضطرابات التركيز، كما أن الضوء الأزرق المنبعث من الشاشة قبل النوم يقلل إفراز هرمون الميلاتونين المسؤول عن النوم العميق، مما يجعل الجسم في حالة تأهب دائم حتى أثناء الراحة.

ويضيف الخبراء أن بعض المستخدمين يضعون هواتفهم تحت الوسادة أثناء الشحن لتجنب ضوء الشاشة، وهي عادة بالغة الخطورة، ففي حال ارتفعت حرارة الهاتف أو حدث ماس كهربائي، يمكن أن يشتعل الفراش في ثوانٍ معدودة، ومعظم هذه الحوادث تقع في منتصف الليل عندما يكون المستخدم نائمًا، ما يجعل الاستجابة بطيئة جدًا ويزيد احتمال الاختناق أو الحروق القاتلة.

شركات كبرى مثل آبل وسامسونج أصدرت بالفعل تحذيرات رسمية تدعو المستخدمين إلى عدم شحن الهاتف أثناء النوم أو في أماكن مغلقة، وتوصي باتباع خطوات وقائية بسيطة للحفاظ على سلامة الأجهزة والمستخدمين، منها:

استخدام الشواحن الأصلية والمعتمدة فقط.

إزالة الغطاء الخارجي أثناء الشحن للسماح بمرور الهواء.

التوقف عن الشحن فور امتلاء البطارية.

عدم ترك الهاتف متصلًا بالكهرباء أثناء الليل أو وضعه بالقرب من وسادة.

الاحتفاظ بالهاتف في مكان بعيد عن السرير لا يقل عن متر واحد أثناء النوم.

ويرى خبراء السلامة الكهربائية أن الكثيرين يستهينون بخطورة هذه العادة اليومية، رغم أن مجرد شرارة بسيطة من سلك تالف أو بطارية متضررة يمكن أن تتحول إلى كارثة منزلية قاتلة، ووفقًا لإحصاءات غير رسمية، فإن نحو 25% من حرائق المنازل الصغيرة المسجلة في السنوات الأخيرة كان سببها أجهزة إلكترونية تُركت متصلة بالكهرباء أثناء الليل.

في النهاية، يبدو أن الراحة التي نسعى إليها بترك الهاتف يشحن طوال الليل لا تستحق المخاطرة بالحياة، فالهاتف يمكن تعويضه، أما حريق مفاجئ أو اختناق بالدخان الناتج عن انفجار بطارية فلا يمكن التنبؤ بنتائجه، لذا ينصح الخبراء باتباع قاعدة بسيطة.. افصل الهاتف عن الشحن قبل النوم وضعه بعيدًا عنك، لتحافظ على سلامتك وسلامة من تحب.