ميزة Center Stage من آبل تغير قواعد تصوير السيلفي مع iPhone 17

في عالم الهواتف الذكية، حيث تتنافس الشركات على تقديم تقنيات جديدة كل عام، اختارت آبل أن تركز على مشكلة تبدو بسيطة لكنها تؤثر بشكل مباشر على تجربة المستخدم اليومية: التقاط الصور الشخصية في الوضعين الرأسي والأفقي.
ومع إطلاق iPhone 17 وiPhone Air، قدمت الشركة ميزة Center Stage الجديدة، التي تجمع بين مستشعر كاميرا أمامية مربع الشكل وتقنيات التعرف على الصور المدعومة بالذكاء الاصطناعي، لتجعل التقاط صور وفيديوهات عالية الدقة أكثر سلاسة من أي وقت مضى.
كيف تعمل الميزة الجديدة؟
تعتمد Center Stage على مستشعر الكاميرا المربع الجديد إلى جانب خوارزميات معالجة الصور المتقدمة. الفكرة ببساطة أن المستخدم لم يعد بحاجة إلى تعديل وضع الهاتف يدوياً عند الانتقال من صورة رأسية إلى أفقية أو العكس.
النظام يقوم بضبط الإطار تلقائياً ليتناسب مع المشهد وعدد الأشخاص في الصورة. على سبيل المثال، إذا كنت تلتقط صورة سيلفي ثم انضم أصدقاؤك فجأة، ستتكيف الكاميرا لتوسيع الإطار وتحويله إلى وضعية أفقية، دون أن تفعل أي شيء.
هذه التجربة الذكية تعكس فلسفة آبل المعتادة: الدمج السلس بين العتاد والبرمجيات لإيجاد حل عملي لمشكلة حقيقية، بعيداً عن المزايدات التقنية التي تفتقر أحياناً إلى الفائدة المباشرة.
الذكاء الاصطناعي في خدمة التصوير
اللافت أن آبل لم تطرح Center Stage كميزة معزولة، بل وضعتها ضمن مسار طويل من تطوير أدواتها المعتمدة على الذكاء الاصطناعي. فمن قبل، اعتمدت الشركة على تقنيات التعلم الآلي في تحسين صور الآيفون عبر محرك Photonic Engine، الذي يدمج عدة لقطات قبل وبعد الضغط على زر التصوير ليقدم أفضل نتيجة ممكنة من حيث الإضاءة والألوان والتفاصيل.
لكن الجديد هنا أن آبل عادت لتذكر المستخدمين بأن الذكاء الاصطناعي ليس مجرد صرعة أو واجهة تسويقية، بل أداة عملية لحل مشاكل ملموسة. وهذا ما يميز Center Stage عن بعض المشاريع الأخرى التي طورتها الشركة مثل "Apple Intelligence"، والتي أثارت جدلاً بسبب محدودية فائدتها حتى الآن.
من المتوقع أن تُثير هذه الميزة اهتمام شركات الهواتف العاملة بنظام أندرويد. على الرغم من أن كثيراً منها يقدم بالفعل كاميرات متقدمة وقدرات تصوير تعتمد على الذكاء الاصطناعي، فإن فلسفة آبل في تقديم ميزة صغيرة لكنها فعّالة قد تدفعهم لإعادة النظر في استراتيجياتهم. فبدلاً من التركيز على أرقام megapixel ضخمة أو مؤثرات بصرية معقدة، تسعى آبل لجعل تجربة المستخدم اليومية أكثر سلاسة وبساطة.
لم تأتِ ميزة Center Stage بمعزل عن مجموعة الابتكارات الجديدة التي كشفت عنها آبل في مؤتمرها الأخير "Awe Dropping". فقد أعلنت الشركة عن إطلاق تشكيلة واسعة من الأجهزة شملت:
هواتف iPhone 17، iPhone Air، iPhone 17 Pro، وiPhone 17 Pro Max.
سماعات AirPods Pro 3 بميزات متطورة مثل الترجمة الفورية ومستشعر لقياس معدل نبضات القلب.
ساعات Apple Watch SE 3، Apple Watch Series 11، وApple Watch Ultra 3.
كما أكدت آبل أن جميع تحديثات نظام التشغيل الجديد iOS 26 ستكون متاحة مجاناً ابتداءً من 15 سبتمبر، وهو ما يعزز تكامل أجهزتها ومنظومتها البرمجية.
قد يراها البعض ميزة ثانوية، لكنها تمثل بالنسبة لآبل خطوة ذكية نحو إعادة تعريف التصوير بالهواتف الذكية. إذا كان الجيل الأول من MacBook Air قد أحدث ثورة في تصميم أجهزة اللابتوب قبل سنوات، فإن Center Stage قد يكون بداية اتجاه جديد في عالم الكاميرات الذكية.
ومع انتظار المستخدمين إطلاق النسخة المحسنة من المساعد الصوتي سيري، تبقى هذه الميزة مثالاً على كيفية استغلال الذكاء الاصطناعي بطرق عملية ومباشرة. وفي النهاية، يظل السؤال: هل ستستطيع شركات أندرويد أن تحاكي هذه الفلسفة أم ستواصل سباق الأرقام والمواصفات؟
بهذه الخطوة، تثبت آبل أن الابتكار لا يكون دائماً في إضافة خاصية ضخمة أو تغيير جذري، بل أحياناً في حل مشكلة صغيرة تشغل الملايين من المستخدمين يومياً.