زوكس تطلق أول خدمة لسيارات الأجرة ذاتية القيادة تحت مظلة أمازون

في خطوة تُعد تحولاً كبيراً في مستقبل النقل الذكي، أعلنت شركة زوكس التابعة لـ أمازون عن الإطلاق الرسمي لخدمة سيارات الأجرة ذاتية القيادة في مدينة لاس فيجاس، وذلك بعد أشهر طويلة من الاختبارات والتجارب الميدانية.
تأتي هذه الخدمة بشكل مجاني في مرحلتها الأولى، حيث يمكن للمستخدمين حجز الرحلات بسهولة عبر تطبيق زوكس المتاح على أنظمة iOS وأندرويد.
يمثل هذا الإعلان أول إطلاق رسمي للشركة منذ استحواذ أمازون عليها عام 2020، ما يعكس رغبة عملاق التجارة الإلكترونية في تعزيز استثماراته في تقنيات النقل الذكي والقيادة الذاتية.
خدمة في مواقع محددة وتجربة مميزة للركاب
تعمل سيارات زوكس في مناطق محددة من لاس فيغاس، حيث يستطيع الركاب الصعود والنزول من المركبات في نقاط مخصصة تم الاتفاق عليها مع عدد من الشركاء. ومن أبرز هذه المواقع فندق ريزورتس وورلد ومنطقة أريا 15 الترفيهية، واللتين ستوفران مساحات مخصصة لركاب زوكس إلى جانب خدمات استقبال وإرشاد لتسهيل استخدام التطبيق.
السيارة نفسها تُلفت الأنظار بتصميمها الفريد؛ فهي لا تحتوي على عجلة قيادة أو دواسات، بل على مقاعد متقابلة تتيح للركاب تجربة مختلفة تماماً عن سيارات الأجرة التقليدية. وتعتمد السيارة على مزيج من أحدث تقنيات القيادة الذاتية مثل الكاميرات، والرادارات، وأنظمة الليدار، وأجهزة استشعار بالأشعة تحت الحمراء لضمان سلامة الركاب والمشاة.
منافسة متزايدة في سوق المركبات ذاتية القيادة
تدخل زوكس بهذا الإطلاق في منافسة مباشرة مع شركات رائدة مثل واي مو وتسلا، حيث تسعى جميعها إلى الاستحواذ على حصة أكبر من سوق النقل الذكي.
شركة واي مو تعمل حالياً في خمس مدن أميركية، وتطمح للتوسع إلى عشر مدن بحلول نهاية 2025.
أما تسلا فتطور سيارة أجرة ذاتية القيادة بالكامل بدون عجلة قيادة أو دواسات، ومن المتوقع أن تبدأ إنتاجها قبل عام 2027.
هذا التنافس يعكس حجم الرهان العالمي على مستقبل النقل الذاتي، الذي يُتوقع أن يُغير أنماط التنقل في المدن الكبرى خلال السنوات القليلة المقبلة.
حوادث تثير التساؤلات حول الأمان
رغم الطموحات الكبيرة، لم تخلُ تجارب سيارات الأجرة ذاتية القيادة من الحوادث. فقد اضطرت زوكس إلى سحب تطبيقها مؤقتاً في مايو الماضي بعد حادث اصطدام إحدى سياراتها بسيارة أخرى في لاس فيغاس. وفي واقعة أخرى، واصلت إحدى سياراتها الحركة بعد اصطدامها بدراجة بخارية، ما أثار جدلاً واسعاً حول مدى قدرة هذه التقنية على التفاعل مع المواقف غير المتوقعة.
ولم تكن زوكس وحدها في مواجهة هذه التحديات؛ إذ واجهت واي مو عدة مشكلات مشابهة أدت إلى سحب سياراتها من الخدمة مؤقتاً وخضوعها لتحقيقات من إدارة السلامة الوطنية على الطرق السريعة. كما شهدت تسلا حادثة اصطدام لإحدى سياراتها ذاتية القيادة بإطار سيارة متوقفة. أما الحادثة الأكثر صخباً فكانت لشركة كروز، حين دهست إحدى سياراتها مشاة ما أدى إلى إيقاف برنامجها بالكامل.
بداية مرحلة جديدة أم اختبار صعب؟
إطلاق زوكس في لاس فيغاس يفتح الباب أمام تساؤلات مهمة: هل سيكون المستخدمون مستعدين للثقة الكاملة في السيارات ذاتية القيادة، خاصة بعد تواتر الحوادث؟ وهل تستطيع هذه الشركات إقناع الجمهور بأن التكنولوجيا قادرة على توفير أمان يضاهي أو يتجاوز السائق البشري؟
على الرغم من تلك التحديات، يُنظر إلى الخطوة على أنها بداية مرحلة جديدة في عالم النقل، حيث يتوقع الخبراء أن تكون المدن الذكية المستقبلية معتمدة بشكل كبير على وسائل النقل ذاتية القيادة. وإذا نجحت زوكس في تقديم خدمة آمنة وموثوقة، فقد تصبح لاس فيغاس نموذجاً يُحتذى به لبقية المدن حول العالم.
بهذا الإطلاق، تضع أمازون وشركتها زوكس نفسها في صدارة سباق التحول نحو مستقبل النقل الذكي، لكنها في الوقت ذاته تدخل اختباراً صعباً لإثبات جدوى هذه التكنولوجيا وقدرتها على إقناع الجمهور بأنها ليست مجرد رفاهية، بل خيار واقعي للتنقل اليومية.