ﻣﺴﺮح اﻟﻤﻮاﺟﻬﺔ واﻟﺘﺠﻮال« ﻳﻄﺮق أﺑﻮاب ﻗﺮى اﻟﺼﻌيد

النقاد المشروع رسالة ثقافية تسعي لبناء وعي المجتمع
يعد مشروع «مسرح المواجهة والتجوال» واحداً من أهم المشروعات الطموحة التى تشهد حراكاً فنياً مميزاً، بعدما أثبت المشرع نجاحه على أرض الواقع، حيث جابت العروض العديد من القرى والمحافظات، ولامست قلوب جمهور ربما يشاهد المسرح لأول مرة فى حياته، وساهمت هذه المبادرة فى خلق علاقة جديدة بين المواطن والمسرح، علاقة تقوم على المشاركة والانتماء، وتؤكد أن الفن ليس ترفاً، وإنما قادرة على مواجهة التحديات، وبناء جسور الأمل بين المواطنين.
وتأتى فعاليات المرحلة السادسة، التى تستمر فى الفترة من سبتمبر 2025 حتى يونيو 2026، وسط تحديات جديدة، بعدما حققت المراحل السابقة نجاحات قوية، ومن المنتظر أن يجوب المشروع فى مرحلته السادسة نحو عشرين محافظة، وتحظى به 130 قرية فى 175 موقعاً، ليستهدف بذلك أكثر من مليون مواطن، ليسوا مجرد متلقين، بل شركاء فى التجربة، حيث تسعى من خلال ورش تدريبية متخصصة، يُقدمها نجوم البيت الفنى للمسرح، إلى اكتشاف مواهبهم وصقل مهاراتهم فى مختلف مجالات الفنون، وتشمل هذه المرحلة تقديم عروض مسرحية، ومعارض للكتاب والفنون والحرف اليدوية، إلى جانب توزيع عشرة آلاف كتاب مجاناً لأطفال القرى المستهدفة، لتظل الثقافة رفيقاً لهم، ولتبقى الكلمة والفن السلاح الأقوى فى مواجهة الجهل والتطرف.
وقال المخرج محمد الشرقاوى، المشرف على المشروع، إن الفكرة ولدت من إيمان كامل بأن المسرح يجب أن يكون متاحاً للجميع، لا حكراً على جمهور القاهرة والإسكندرية فقط، موضحاً أن المشروع يسعى إلى كسر المركزية الثقافية من خلال انتقال الفرق المسرحية إلى مختلف المحافظات والنجوع، لتقديم عروض تحمل قيمة فنية ورسالة توعوية، لافتاً أن لمسرح أداة مواجهة حقيقية، لكونه قادراً على تفكيك الأفكار المتطرفة عبر لغة الفن، وعلى بث قيم الانتماء والمواطنة والتسامح من خلال الحكاية الدرامية، فكل عرض يُقدم فى قرية بعيدة أو مركز شباب بسيط، لا يمثل مجرد حدث ترفيهى، بل هو رسالة وعى تتغلغل إلى وجدان الجمهور، وتعيد ربطه بقيم الثقافة الوطنية الجامعة.
وأوضح أن المرحلة السادسة تأتى فى ثوب مختلف وجديد، فهى لا تقتصر كسابقاتها على تقديم العروض المسرحية ذات القيمة الفنية العالية والبعد الوطنى والاجتماعى الواضح فحسب، وإنما تشمل فعالياتها معارض فنية للفنون التشكيلية ومعارض الكتاب وورش تدريبية إلى جانب العروض الفنية التى تتنوع بين المسرح والفنون التراثية والشعبية، فإن المرحلة السادسة من مشروع المواجهة والتجوال هى محاولة جادة وفعالة لرأب الصدع وملء الفراغ الثقافى داخل العمق المصرى.
وأكد أن عروض «المواجهة والتجوال» تركز على القضايا الاجتماعية والإنسانية التى تهم المواطن المصرى بشكل مباشر، بجانب التأكيد على جودة النصوص والأداء الفنى، بحيث يكون العرض قادراً على الترفيه والتثقيف فى أن واحد، مؤكداً أن المشروع لا يقدم مجرد ترفيه لحظى، بل رسالة ثقافية تهدف لتعزيز الوعى وإبراز قيمة المسرح كأداة للتنوير، لافتاً للعروض التى تحظى بإقبال من مختلف الفئات العمرية، من الأطفال وحتى كبار السن، وهو ما يؤكد أن الجمهور لا يزال متعطشاً للفن الحقيقى عندما يصل إليها بجودة واحترام.
واستكمل حديثه بأنه انطلاق المرحلة السادسة، يأتى ضمن أولويات الدولة المصرية فى مرحلة إعادة البناء وتأسيس الجمهورية الجديدة، لتحقيق العدالة بكافة أوجهها بين كافة فئات الشعب المصرى مع إيلاء أهمية قصوى للفئات الأكثر احتياجاً والأولى بالرعاية، ومن هنا كانت انطلاقة مشروع المواجهة التجوال على مدار خمس سنوات مضت لتحقيق العدالة الثقافية وتقديم خدمة ثقافية وفنية متميزة لكل المصريين من أقصى شمال مصر إلى أقصى الجنوب.
وقال المخرج خالد جلال، رئيس قطاع المسرح: إن مشروع المواجهة والتجوال أصبح مبادرة تنويرية تجوب مصر ونجوعها وتنشر فيها قيم الفن والجمال، مؤكداً أن هذا المشروع يأتى ضمن حزمة من المبادرات التى تطلقها وزارة الثقافة تحت رعاية الدكتور أحمد فؤاد هنو، وزير الثقافة، لتعمل على مواجهة الأفكار الهدامة بسلاح الفكر والإبداع، مؤكداً أن الفن هو القادر على تفتيح العقول واستمالة القلوب وتعميق مفاهيم الوطنية والانتماء.
وأكد أن المشروع عاماً تلو الآخر نحصد ثمار الجهد الجهد المبذول فى هذا المشروع، الذى قدمت من خلاله العديد من عروض البيت الفنى للمسرح التى آمن أبطالها بقيمة هذه الرسالة الثقافية الهامة، وتكبدوا عناء السفر إلى أقاليم مصر المختلفة ليقدموا إلى أهلنا وجبة ثقافية وفنية متميزة».
كما أكد المخرج هشام عطوة، رئيس البيت الفنى للمسرح، أن فعاليات المرحلة السادسة تستمر فى الفترة من سبتمبر 2025 حتى يونيو 2026، وتنطلق الفعاليات من محافظة قنا فى الفترة من: 12 إلى 20 سبتمبر، ثم محافظة أسيوط من: 21 إلى 26 سبتمبر، يليها محافظة البحر الأحمر من: 27 سبتمبر حتى 3 أكتوبر، على أن تتوالى العروض والأنشطة فى بقية المحافظات تباعاً.
وأوضح عطوة أن المرحلة السادسة تتضمن تقديم ثمانية عروض مسرحية من إنتاج البيت الفنى للمسرح، إلى جانب إقامة معارض للكتاب مع توزيع عشرة آلاف كتاب مجاناً لأطفال القرى المستهدفة من المشروع، وذلك ضمن مبادرة وزارة الثقافة «مليون كتاب»، كما ستشهد المرحلة مشاركة فرق الفنون الشعبية من مختلف محافظات مصر، وتنظيم معارض للحرف اليدوية، وعقد ورش تدريبية لشباب الأقاليم، بالإضافة إلى إقامة معارض للفنون التشكيلية، مشيراً إلى أن المشروع يُنفذ بالتعاون مع عدد من الوزارات والجهات الشريكة، من بينها: وزارة الشباب والرياضة، وزارة التضامن الاجتماعى، وزارة التعليم العالى، وزارة التربية والتعليم، وزارة التنمية المحلية، ووزارة الداخلية، إلى جانب: مؤسسة حياة كريمة، مؤسسة مصر الخير، التحالف الوطنى للعمل التنموى، مؤسسة «أنا مصرى».
والجدير بالذكر أن مشروع «مسرح المواجهة والتجوال» انطلق فى 2018 كجزء من استراتيجية الدولة لدعم العدالة الثقافية، وتوسيع قاعدة التلقى المسرحى، تحت رعاية فخامة الرئيس عبدالفتاح السيسى، رئيس الجمهورية، والدكتور أحمد فؤاد هَنو، وزير الثقافة، والدكتور أشرف صبحى، وزير الشباب والرياضة، ويُشرف عليه البيت الفنى للمسرح، والهيئة العامة لقصور الثقافة.

