رئيس حزب الوفد ورئيس مجلس الإدارة
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس التحرير
سامي أبو العز
رئيسا التحرير
ياسر شورى - سامي الطراوي
رئيس حزب الوفد ورئيس مجلس الإدارة
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس التحرير
سامي أبو العز
رئيسا التحرير
ياسر شورى - سامي الطراوي

لم يعرف التاريخ قائدًا واجه العنف بالحكمة كما فعل النبى محمد صلى الله عليه وسلم. فقد كان يعيش فى بيئة يسيطر عليها الثأر والدماء، ومع ذلك وضع منهجًا عجيبًا يقوم على الرحمة وضبط النفس.

حينما أُوذى فى مكة، صبر وقال: «اللهم اغفر لقومى فإنهم لا يعلمون». وحينما أُهدر دمه فى الطائف ورُمى بالحجارة، لم يدعُ على قومه، بل تمنى لهم الهداية. وفى فتح مكة، وهو فى قمة القوة، لم ينتقم من معذبيه، بل قال: «اذهبوا فأنتم الطلقاء».

هذه العبقرية النبوية ليست ضعفًا، بل قوة أخلاقية غير مسبوقة، فقد واجه العنف بتجفيف منابعه، وزرع التسامح مكان الانتقام، والرحمة بدل البطش، وهكذا صنع أمةً حضارية انتشرت رسالتها بالعدل والرفق لا بالسيف.

إن العالم اليوم بحاجة ماسّة إلى أن يتعلم من هذا النور المحمدى: كيف تتحول القوة إلى عفو، وكيف يُطفأ العنف بالحكمة والرحمة.

أما عن عبقرية الجناب المحمدى صلى الله عليه وسلم فى مواجهة العنف ضد المرأة، فقد جاء الإسلام فى زمن كانت المرأة تُهان، وتُورّث، وتُعامل وكأنها بلا قيمة.

وهنا ظهرت عبقرية الجناب المحمدى صلى الله عليه وسلم، الذى لم يواجه العنف ضد المرأة بالقوة فقط، بل غيّر الثقافة من جذورها.

فأعلن صلى الله عليه وسلم أن: «النساء شقائق الرجال»، أى أنهن نظيرات لهم فى الإنسانية والكرامة. وأوصى فى خطبة الوداع فقال: «استوصوا بالنساء خيرًا». بل جعل حسن معاملة الزوجة معيارًا للإيمان، فقال: «خيركم خيركم لأهله، وأنا خيركم لأهلى».

بهذا المنهج النبوى، تحوّل العنف ضد المرأة إلى قيمة معاكسة تمامًا: الرحمة، الاحترام، والمودة. لم يكن صلى الله عليه وسلم يضرب نساءه، بل كان يعينهن، ويمسح الحزن عن قلوبهن بالكلمة الطيبة.

إن أعظم عبقرية نبوية هى أنه غيّر نظرة المجتمع للمرأة، من كونها جسدًا أو متاعًا، إلى إنسانة كريمة شريكة فى الحياة.

(عبقرية لطف النبى صلى الله عليه وسلم مع الأطفال)

ضربت لنا السيرة النبوية أروع صور الرحمة فى لطف النبى صلى الله عليه وسلم مع الأطفال، فلم يكن صلوات ربى وسلامه عليه يكتفى بحبهم، بل كان يعبّر عن ذلك بلغة يفهمونها. كان يُسلّم على الصغار فى الطرقات، ويحملهم بين يديه، ويطيل سجوده إذا ركب أحد أحفاده على ظهره حتى ينزل بنفسه.

فى وقت كان الأطفال فيه يُعاملون بلا اعتبار، جاء صلى الله عليه وسلم ليُغيّر هذه النظرة، ويجعل من الرحمة بهم عبادة وقربة. قال: «ليس منا من لم يرحم صغيرنا ويوقر كبيرنا».

عبقرية لطفه أنه جمع بين التربية والحنان، فربّى قلوبهم قبل عقولهم، وغرس فيهم الثقة والسكينة. ولذلك كبروا وهم يحبون الدين لا يهابونه.

لقد علّمنا صلى الله عليه وسلم أن الطفل ليس عبئًا، بل أمانة وهدية من الله، وأن الرفق به طريق لبناء إنسان سوى ومجتمع رحيم.

الاستاذة بجامعة الأزهر الشريف