خطط المناخ توفر ملايين الوظائف وتضخ 1.3 تريليون دولار في إفريقيا بحلول 2035

مع اقتراب المواعيد النهائية للدول الأطراف في اتفاق باريس للمناخ لتقديم خططها الوطنية الجديدة (NDCs)، دعت الأمم المتحدة الحكومات الإفريقية إلى تسريع خطواتها نحو إعداد خطط طموحة تعزز اقتصادات القارة وتوفر فرص عمل واسعة النطاق.
وقال سيمون ستيل، الأمين التنفيذي لاتفاقية الأمم المتحدة الإطارية بشأن تغير المناخ، إن الخطط المناخية القوية تمثل "خرائط طريق لاقتصادات أقوى، ووظائف أكثر، ومستويات معيشة أعلى".
وأضاف أن هذه الخطط تفتح الباب أمام صناعات جديدة، واستثمارات ضخمة، وطاقة نظيفة متاحة للجميع، وبنية تحتية أكثر قدرة على مواجهة الكوارث المناخية المتكررة.
أوضح ستيل أن إفريقيا لا تواجه فقط التحديات المناخية على الخطوط الأمامية، بل تقود أيضًا الحلول بفضل إمكاناتها الهائلة وابتكاراتها البيئية. فالخطط الطموحة قادرة على تحويل هذه الإمكانات إلى نتائج ملموسة تشمل ملايين الوظائف الجديدة في قطاعات الطاقة النظيفة والزراعة المستدامة.
وفي هذا السياق، التزمت الدول الكبرى خلال مؤتمر COP29 في أذربيجان بمضاعفة التمويل المناخي ليصل إلى 300 مليار دولار سنويًا، على أن يرتفع تدريجيًا إلى 1.3 تريليون دولار بحلول عام 2035، وهو ما يمثل فرصة ذهبية للدول الإفريقية لتسريع مشاريعها المناخية وتحويلها إلى محركات للنمو الاقتصادي.
أمثلة من إفريقيا
جنوب إفريقيا: حصلت على استثمارات دولية تجاوزت 11.6 مليار دولار لدعم الانتقال من الفحم إلى الطاقة المتجددة، مع التركيز على حماية العمال والمجتمعات المحلية.
نيجيريا: تواجه تحدي وصول الكهرباء إلى أكثر من 85 مليون مواطن، وتعمل على خطط للطاقة الشمسية اللامركزية التي يتوقع أن تخلق نحو 33,905 وظيفة خضراء مباشرة بحلول 2030. كما أن مشروع "الجدار الأخضر العظيم" أعاد تأهيل 5 ملايين هكتار من الأراضي.
المغرب: يقدم نموذجًا ملهمًا عبر مجمع ورزازات الشمسي، أحد أكبر مشاريع الطاقة الشمسية في العالم، والذي أصبح رمزًا للطاقة النظيفة على نطاق واسع.
إفريقيا في قلب الحلول المناخية
تشهد القارة زخمًا متزايدًا للعمل المناخي، ظهر جليًا في قمة المناخ الإفريقية بأديس أبابا، التي أكدت أن المناخ يجب أن يكون محركًا للتنمية والاستثمار.
كما أشار إعلان نيروبي (سبتمبر 2023) إلى أن إفريقيا لم تعد مجرد متلقٍ للحلول، بل أصبحت مصدرًا لأفكار قابلة للتوسع عالميًا.
ويؤكد خبراء المناخ أن تحويل هذه الرؤى إلى خطط ملموسة هو الطريق نحو عدالة مناخية حقيقية، وفرص اقتصادية ضخمة لشعوب القارة. ومع مبادرات مثل منطقة التجارة الحرة القارية، يمكن لإفريقيا بناء سلاسل إمداد خضراء مرنة، وتصدير منتجات صديقة للبيئة تعزز ازدهارها المشترك.