رئيس حزب الوفد ورئيس مجلس الإدارة
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس التحرير
سامي أبو العز
رئيسا التحرير
ياسر شورى - سامي الطراوي
رئيس حزب الوفد ورئيس مجلس الإدارة
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس التحرير
سامي أبو العز
رئيسا التحرير
ياسر شورى - سامي الطراوي

صواريخ

العدوان الإسرائيلى على قطر لن يكون الأخير على الدول العربية، وربما تكون دلالات هذا العدوان أخطر من العدوان ذاته على اعتبار أن قطر لها علاقات وثيقة بإسرائيل، والأهم أن دول الخليج ترتبط بعلاقات يقال إنها استيراتيجية مع الولايات المتحدة الأمريكية - الراعى الرسمى لكل جرائم إسرائيل - والمفترض أن الاتفاقيات والتحالف بين دول الخليج وأمريكا وإقامة أكبر قواعد عسكرية أمريكية فى منطقة الخليج ومن بينها قاعدة - العديد - بقطر كان الهدف منها حماية دول الخليج من أية مخاطر أو تهديد إقليمى أو دولى، والمؤكد أن دول الخليج قد دفعت ضريبة باهظة من ثرواتها على مدار عقود طويلة مقابل الضمانات والحماية الأمريكية، خاصة وأن الزيارة الأخيرة للرئيس الأمريكى ترامب لمنطقة الخليج كشفت بوضوح عن حجم الضريبة التى تدفعها دول الخليج نظير هذه العلاقات التى شكلت فى حقيقتها وجوهرها، إتفاقيات إذعان وابتزاز اقتصادى أكثر منها إتفاقيات لتبادل المصالح، وجاءت الضربة الإسرائيلية بالسلاح الأمريكى وتحت أعين وبصر الأقمار الصناعية الأمريكية والقوات الأمريكية المرابطة على الأرض القطرية، لتكشف حالة الخداع التى تعيشها دول الخليج، وتفرض ضرورة إعادة الحسابات على كل المستويات.

الفجاجة الإسرائيلية الأمريكية، جعلت الشعوب العربية تنتظر نتائج القمة العربية الاسلامية بالدوحة، والتى جاء بيانها الختامى أقل من طموحات الشعوب العربية كالعادة، بعد أن انتهى الاجتماع إلى التأكيد على التضامن العربى الاسلامى مع قطر فى كل ما تتخذه من تدابير وإجراءات لحماية سيادتها وأمنها القومى، وإدانة كل الممارسات الإسرائيلية فى غزة والضفة الغربية، ورفض عمليات الابادة الجماعية والتطهير العرقى وسياسة التجويع التى يمارسها الكيان الصهيونى، وربما يكون أهم ما خرج عن هذه القمة هو التأكيد على رفض مشروع التهجير الذى تسعى إليه إسرائيل وأمريكا، وهو أمر يعزز من الموقف الفلسطينى على المستوى الدولى فى ظل الزخم الذى تشهده القضية الفلسطينية الان وإعلان عدد من الدول الكبرى مثل فرنسا وبريطانيا وكندا، الاعتراف بالدولة الفلسطينية خلال دور انعقاد الجمعية العامة للأمم المتحدة نهاية هذا الشهر والتصويت على الاعتراف رسميًا بالدولة الفلسطينية على حدود الرابع من يونيو عام 67 وعاصمتها القدس الشرقية، لتصبح دولة كاملة العضوية بالأمم المتحدة لها حقوق سياسية واقتصادية وأمنية، والأهم أنه أمر يقطع الطريق على مخططات التهجير وتصفية القضية، ويرسخ من الحقوق التاريخية والمشروعة للشعب الفلسطينى على أرضه.

الحقيقة أن مصر بما تملكه من خبرات سياسية متراكمة، ورؤية شاملة للمخاطر الجمة التى تحيط بمنطقة الشرق الأوسط، والأهداف الحقيقية التى يسعى إليه المتطرف اليهودى نتنياهو ومن خلفه الولايات المتحدة الأمريكية.. جعلت مصر تصدر تحذيرات واضحة جاءت فى كلمة الرئيس عبدالفتاح السيسى، عندما أكد بشكل قاطع أن ما تقوم به إسرائيل وما يجرى بالمنطقة يقوض مستقبل السلام ويهدد أمن الشعب الإسرائيلى، ويجهض اتفاقيات السلام القائمة، فى دلالة كاشفة عن الخطورة الشديدة التى وصلت إليها الأوضاع نتيجة التطرف الإسرائيلى والتخاريف الدينية لرئيس وزرائها التى جعلته يعلن صراحة عن إسرائيل الكبرى ويتعامل كزعيم عصابة بعيدًا عن الدبلوماسية وقواعد القانون الدولى، وحددت مصر رؤيتها فى ضرورة إنشاء آلية عربية إسلامية تمكنها من مواجهة شتى التحديات، والحيلولة دون فرض ترتيبات إقليمية تتعارض مع مصالح دول المنطقة.

وربما تكون لقاءات الرئيس السيسى على هامش القمة مع قادة تركيا وباكستان وإيران لها دالات فى هذا الاتجاه، ولكن تبقى الخطوة الأهم التى تقع على عاتق دول الخليج، التى رفضت مقترحًا مصريًا فى عام 2015 بإنشاء قوة عربية مشتركة لحماية الأمن القومى العربى، وبإيعاز من أمريكا.. وعليها الآن أن تحدد مواقفها من الاتفاقيات الابراهيمية ومستوى العلاقات الاقتصادية والعسكرية مع أمريكا.

حفظ الله مصر