خط أحمر
إذا لم ينتفع السودان اليوم بالبيان الصادر عن مصر والسعودية والإمارات والولايات المتحدة، فلن ينتفع بشيء فى المستقبل.
البيان الرباعى يسعى إلى وقف الحرب فى السودان ويضع خطة لذلك، وتقول تفاصيل الخطة إنها تبدأ بهدنة ثلاثة أشهر، تتحول إلى وقف دائم لإطلاق النار، ومن بعدها تبدأ مرحلة انتقالية مدتها تسعة أشهر تنتهى بتشكيل حكومة مدنية.
أهمية الخطة أنها جادة على الأقل من جانب القاهرة والرياض وأبو ظبى، لأنى لا أضمن جدية واشنطن التى فرضت عقوبات على الجيش السودانى قبل أسابيع، فبدت العقوبات من حيث توقيتها، وكأن الهدف من ورائها إضعاف موقع الجيش والحكومة فى الخرطوم أمام قوات الدعم السريع التى تقاتلهما من دار فور!
الغريب أنه بالتوازى مع هذه الخطة الرباعية نشرت وكالة رويترز للأخبار تقريرًا قالت إنه موثق عن طريق مركز للأبحاث، وأن تفاصيله تشير إلى أن قوات الدعم السريع تمتلك طائرات مسيرة يصل مداها إلى ٢٠٠٠ كيلو متر، وأنها موجودة بالقرب من مطار نيالا فى ولاية جنوب دار فور، وأن طائرات كهذه تستطيع أن تطول أى مكان فى السودان!
حاولت الوكالة فى تقريرها أن تتقصى الدولة التى أعطت قوات الدعم السريع هذه الطائرات الحديثة فلم تصل إلى شيء، وإن كانت قد قالت إن لدى روسيا وإيران شركات تنتج طائرات شبيهة أو مماثلة للطائرات الموجودة بالقرب من مطار نيالا.
والسؤال هو مَنْ يضع مثل هذا الطائرات فى يد قوات بدائية مثل قوات الدعم السريع التى لا تستطيع صنع بندقية؟.. وما الهدف من وراء اطالة أمد هذه الحرب التى بدأت فى ١٥ أبريل ٢٠٢٣ ولا تزال تطحن مقدرات البلاد إلى اللحظة؟
الحقيقة أن السودان فى حاجة إلى طوق نجاة، وهذا الطوق يبدأ من آحاد السودانيين الذين لا يقبلون المأساة الدائرة على أرض بلدهم بالتأكيد.. ولكن هذا لا يمنع أن بيان الدول الأربع هو أيضًا بمثابة طوق نجاة، ولا بد أن السودانيين مدعوون إلى التعلق به من خلال البيان والخطة المرفقة معه، لأنه ولأنها يمثلان فرصة لا بديل عن توظيفها لصالح البلاد.