رسالة حب
الكلمة التى ألقاها الرئيس فى القمة العربية والإسلامية بقطر جذبت أنظار الداخل والخارج، ولا نبالغ إذا قلنا إنها كانت أقوى كلمة فى القمة.. الكلمة كانت شاملة جامعة عبر فيها الرئيس عن أكثر من 100 مليون مصرى، وحملت الكلمة عدة رسائل إلى الكيان الصهيونى وإلى العالم العربى والإسلامى وكذلك المجتمع الدولى.
كان أبرز ما لفت انتباه وسائل الإعلام العالمية هو وصف الرئيس للكيان الصهيونى بأنه عدو وهو الوصف الذى أثلج صدور المصريين بصفة خاصة والعرب والمسلمين بصفة عامة وكل أنصار السلام فى العالم.
وكذلك كانت الرسالة التى وجهها الرئيس فى كلمته إلى الاسرائيليين رسالة قوية وغير مسبوقة خاصة عندما قال «إن ما يجرى حاليًا يقوض مستقبل السلام، ويهدد أمنكم وأمن جميع شعوب المنطقة، ويضع العراقى أمام أى فرص لأى اتفاقيات سلام جديدة، بل ويجهض اتفاقيات السلام القائمة مع دول المنطقة، وحينها ستكون العواقب وخيمة وذلك بعودة المنطقة إلى أجواء الصراع وضياع ما تحقق من جهود تاريخيه لبناء السلام ومكاسب تحققت من ورائه وهو ثمن سندفعه جميعًا بلا استثناء، وكان أجمل ما قال الرئيس فى هذه الرسالة عندما وجه حديثه للإسرائيليين قائلًا: لا تسمحوا بأن تذهب جهود أسلافنا من أجل السلام سدى ويكون الندم حينها بلا جدوى.
رسالة الرئيس للإسرائيليين ووصفه للكيان الصهيونى بالعدو أحدث زلزالًا مدويًا فى وسائل الإعلام الإسرائيلية، فقد قالت صحيفة «يسرئايل هايوم»، إنه من بين جميع حكام الدول العربية، خطف حاكم القاهرة الأضواء وأشار ضمنيًا إلى إسرائيل على أنها «عدو».
وقالت الصحيفة العبرية، صحيح أن هذا تحذير، لكن يجب ألا تتجاهله إسرائيل.
وتساءلت هيئة البث الإسرائيلية، عن تصريح السيسى هل هو تهديد أم تحذير؟ مؤكدة أن رسالة الرئيس المصرى لإسرائيل فى قمة الدوحة تحمل خطورة بالغة ضد إسرائيل.
وقال موقع «srugim» الإخبارى الإسرائيلى، إن السيسى أصدر تحذيرًا خطيرًا تجاه إسرائيل لأول مرة منذ توليه حكم مصر، بل هدد بانهيار اتفاقية السلام بين البلدين.
وأضاف الموقع العبرى أن الرئيس المصرى هدد فى القمة العربية – الإسلامية الطارئة من أن تصرفات إسرائيل قد تؤدى إلى «انهيار اتفاقية السلام» بين البلدين.
وأشار موقع «كيبا» الإخبارى الإسرائيلى إلى أن تهديد السيسى بإلغاء اتفاقية السلام هو حدث خطير فى علاقات البلدين منذ توقيع الاتفاقية عام 1979، حيث صرح السيسى أن اتفاقيات السلام بين بلاده وإسرائيل فى خطر، فى أعقاب التطورات الأمنية الأخيرة بقطاع غزة.
وقالت يديعوت إن رئيس مصر خاطب الإسرائيليين قائلًا: «لا تدعوا جهود أجدادنا من أجل السلام تذهب سدى».
وفى السياق نفسه، قالت صحيفة «معاريف» الإسرائيلية، إن وصف السيسى لإسرائيل بالعدو سابقة لم تحدث من قبل فى تاريخ العلاقات بين البلدين، كما أن تهديده بإلغاء اتفاقيات السلام، لم تعهد إليه إسرائيل من قبل.
هكذا تحدث الرئيس وهذه كانت رسالته وهذه هى الأصداء المدوية للكلمة والرسالة معًا وهنا يكون الفخر والعزة.