منشآت تحجب النيل على كورنيش أسيوط تغضب الأهالي

شهد كورنيش أسيوط حالة من الجدل الواسع بعدما بدأت أعمال تنفيذ بروتوكول قديم ترتب عليه إقامة منشآت ملاصقة للنيل أدت إلى حجب الرؤية عن المواطنين البسطاء وهو ما أثار حالة من الغضب بين الأهالي الذين كانوا ينتظرون منذ سنوات أن يروا كورنيش محافظتهم متطوراً على غرار ما حدث في محافظات أخرى الكلمة المفتاحية أزمة كورنيش أسيوط أصبحت حاضرة في كل حديث بين الناس الذين يرون أن ما يحدث لا يليق بطموحاتهم
كورنيش أسيوط يتحول إلى جدار عازل بين الناس والنيل
تداول مستخدمو مواقع التواصل الاجتماعي في أسيوط مقطع فيديو يوثق أعمال بناء واسعة النطاق على كورنيش النيل، الأمر الذي أثار استياءً عارمًا بين المواطنين.
ويظهر الفيديو منشآت خرسانية ومعدنية تمتد بشكل ملحوظ نحو نهر النيل، مما يحجب الرؤية بشكل كامل عن المارة والأهالي.
يظهر المقطع، الذي صور من زاوية مرتفعة، وجود آليات ثقيلة ومعدات بناء تعمل على إنشاء منصات جديدة على ضفاف النهر.
هذه الأعمال، التي تبدو وكأنها تمهيد لمنشآت دائمة، تقطع الاتصال البصري المباشر بين الكورنيش والنيل، وهو ما يُعتبر الهدف الرئيسي لأي تطوير في هذه المنطقة الحيوية.
وفقًا للمعلومات التي توصلت إليها بوابة الوفد الإخبارية من مصدر رفيع المستوي في ديوان عام محافظة أسيوط “رفض ذكر أسمه” أكد إن هذه الأعمال تأتي في إطار "بروتوكول" وقعه المحافظ السابق اللواء عصام سعد، الذي غادر منصبه في يوليو 2024.
وقد أثار هذا الادعاء استغرابًا واسعًا، حيث يرى الأهالي أن من غير المنطقي أن يكون التطوير المنتظر بعد سنوات من الوعود هو حجب الرؤية عن النهر بدلاً من إتاحتها.

أهالي أسيوط يرفضون حجب النيل بعد سنوات انتظار
قال أحمد منصور موظف حكومي إن الكورنيش كان حلم أبناء أسيوط حيث انتظر الجميع أن يفتح مجالاً للتنزه والاستمتاع بجمال النيل لكنهم فوجئوا بمبان تحجب الرؤية وكأن الهدف إبعاد البسطاء عن النهر وأضاف أن ما يحدث لا يعكس مفهوم التطوير بل هو عودة للخلف
وأكدت فاطمة عبد الحميد معلمة أن هناك شعور بالإحباط بين الأسر البسيطة التي كانت ترى في الكورنيش متنفساً طبيعياً وقالت إن أبناءها كانوا ينتظرون لحظة الانتهاء من أعمال التطوير حتى يقضوا أوقاتهم على النيل لكن فوجئت بما وصفته بالستار الخرساني الذي حرمهم من الرؤية
وأشار محمود كمال صاحب محل تجاري إلى أن تنفيذ البروتوكول المبرم في عهد اللواء عصام سعد المحافظ السابق الذي غادر أسيوط في يوليو 2024 كان السبب الرئيسي للأزمة وأوضح أن الأهالي لم يكونوا على علم بتفاصيل ما يجري لكن مع بدء التنفيذ اكتشفوا أن النتيجة هي حجب الرؤية بالكامل

أهالي أسيوط يرفضون حجب النيل بعد سنوات انتظار
وقال محمد عبد القادر عامل يومية إن الأهالي لا يرفضون التطوير لكنهم يرفضون أن يتحول الكورنيش إلى جدار يفصلهم عن النيل وأضاف أن كل ما يطلبونه أن يكون هناك رؤية مفتوحة للجميع مشدداً على أن التطوير لا يكون على حساب الناس
وطالب المواطنون اللواء هشام أبو النصر محافظ أسيوط الحالي بالتدخل العاجل وإعادة النظر في البروتوكول الموروث من الإدارة السابقة وإيقاف أي إنشاءات إضافية تؤدي إلى استمرار أزمة كورنيش أسيوط وأكدوا أن تدخل المحافظ الحالي سيكون رسالة طمأنة للأهالي بأن التطوير يتم لصالحهم لا ضدهم
بعد وعود التطوير كورنيش أسيوط يحجب النيل عن البسطاء
وقد وجه مواطني مدينة أسيوط نداء عاجلا إلى المحافظ الحالي، اللواء هشام أبو النصر، مطالبا إياه بـالتدخل الفوري لوقف البروتوكول وإلغاء أعمال حجب الرؤية.
ويرى المواطنون أن الحل يكمن في إلغاء البروتوكول الذي تم توقيعه في عهد المحافظ السابق وفتح باب مراجعة شاملة للمخطط الحالي بما يضمن بقاء النيل متاحاً للجميع دون قيود أو حواجز وأكدوا أن محافظات كثيرة سبقت أسيوط في تطوير الكورنيش دون أن تلجأ إلى حجب الرؤية أو إقامة جدران تحول بين الناس والنهر
كما طالب المواطنين بوضع آليات صارمة تمنع بناء أي منشآت على ضفاف النيل، وتعيد هذه القضية إلى الواجهة سؤالا مهما حول طبيعة التنمية الحضرية، هل يجب أن تكون التنمية على حساب المساحات العامة وحق المواطن في الاستمتاع بالمعالم الطبيعية لمدينته؟
الأهالي يستغيثون من حجب الرؤية في كورنيش أسيوط
أزمة كورنيش أسيوط لم تعد مجرد قضية صغيرة تخص مدينة أسيوط بل تحولت إلى قضية رأي عام بين أبناء المحافظة الذين يناشدون المحافظ الحالي بسرعة اتخاذ قرار يحافظ على حق المواطنين في رؤية النيل ويعيد الكورنيش إلى غايته الأساسية وهي أن يكون متنفساً عاماً يليق بمحافظة عريقة مثل أسيوط





