رئيس حزب الوفد ورئيس مجلس الإدارة
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس التحرير
سامي أبو العز
رئيسا التحرير
ياسر شورى - سامي الطراوي
رئيس حزب الوفد ورئيس مجلس الإدارة
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس التحرير
سامي أبو العز
رئيسا التحرير
ياسر شورى - سامي الطراوي

صرخات لم تُسمع: انتحار مراهقين يهزّ لاتينا ومفوضة الطفولة تُحمّل المجتمع المسؤولية"

بوابة الوفد الإلكترونية

في أعقاب حادثتي انتحار مأساويتين لشابين في محافظة لاتينا الإيطالية، أطلقت مفوضة الطفولة والمراهقة، مونيكا سونسوني، نداءً صارخًا إلى المجتمع، مطالبةً بإعادة النظر بجدية في طريقة التعامل مع مشكلات المراهقين، خاصةً تلك المتعلقة بالصحة النفسية والتنمر.

الحادثتان وقعتا في منطقتين متقاربتين: الأولى في بلدة سانتي كوزما إي داميانو حيث أقدم فتى يبلغ من العمر 15 عامًا على الانتحار بعد معاناة طويلة مع التنمر المدرسي، أما الثانية فكانت في مدينة لاتينا، حيث أنهت فتاة في السابعة عشرة من عمرها حياتها بالقفز من شرفة منزلها.

أصوات لم تُسمع... ومجتمع لم يُنصت

أشارت سونسوني بلهجة حاسمة إلى أن علامات الخطر كانت واضحة، وأن السكوت من المحيطين كان بمثابة مشاركة غير مباشرة في المأساة.

وأضافت "من المستحيل أن لا يكون أحد قد لاحظ شيئاً. الصمت هو السلاح الأخطر في هذه الحالات".

وأكدت أن أسرة الفتى في سانتي كوزما كانت قد قدمت بلاغات سابقة عن حالات التنمر التي تعرض لها ابنها منذ سنوات، وهو ما أكده أيضًا شقيق الضحية في رسالة مفتوحة وجهها إلى رئيسة الوزراء، وزير التعليم، وحتى إلى البابا فرنسيس.

"سكتاتهم كانت تنطق"...

وفيما يتعلق بفتاة لاتينا، صرّحت سونسوني:

> "صمتها كان أبلغ من أي كلمات. كان من المفترض أن يلاحظ المعلمون تغيراتها. ما حدث يثبت وجود خلل في النظام بأكمله".

الجدير بالذكر أن الحالتين تكشفان عن غياب منظومة حماية فعالة للمراهقين، وضرورة الاستماع الحقيقي لمشاكلهم قبل أن تتحول إلى كوارث.

نداء إلى الجميع: "تحدثوا... لا تصمتوا"

وفي ختام حديثها، وجهت مفوضة حقوق الطفل نداءً عاجلاً إلى الطلاب، أولياء الأمور، والمجتمع التعليمي، قائلةً:

> "تحدثوا ولا تخافوا. وإن لم يُصغِ لكم أحد في المدرسة، توجّهوا إلى الشرطة، إلى النيابة، أو إلى أي جهة يمكنها التدخل. الساكت عن الظلم شريك فيه".

 

كما دعت كل من يشهد حالات تنمر إلى عدم الوقوف موقف المتفرج، مؤكدةً أن:

> "القوة الحقيقية تكمن في الكلام، في المواجهة، وفي تقديم المساعدة لمن يحتاجها".

علماً بأن هذه الحوادث ليست الأولى من نوعها في المنطقة، إلا أن تكرارها بهذا الشكل المأساوي يدق ناقوس الخطر، ويؤكد ضرورة تدخل عاجل لإعادة النظر في برامج الدعم النفسي والاجتماعي داخل المدارس الإيطالية.